لندن - كاتيا حداد
لجأ تنظيم "داعش" إلى أسلوب بشع جديد، في إعدام المخالفين له، ولكن هذه المرة كانت الضحايا من أعضاء التنظيم المتطرف نفسه، وأقدمت الميليشيات على إعدام تسعة أعضاء بإلقائهم في خنادق من الزيت المغلي وحرقهم حتى الموت.
وتأتي العقوبة البشعة التي حكم بها التنظيم على أعضاءه، بعد إدانتهم بمحاولة الفرار من المعركة المحتدمة حاليًا بين الميليشيات المتطرفة والقوات العراقية، في إطار سعي الأخيرة إلى تحرير المدينة من قبضة التنظيم المتطرف.
ووقعت مدينة الموصل، والتي تعدّ ثاني أكبر المدن العراقية، تحت سيطرة "داعش" منذ أكثر من عامين، وتمكنت الميليشيات المتطرفة من السيطرة عليها في آب/أغسطس 2014، وتعدّ المدينة هي المعقل الأخير للتنظيم المتطرف في العراق، وشنّت القوات الحكومية العراقية بالتحالف مع الميليشيات الشيعية الموالية لها وقوات البشمركة الكردية، هجومًا على المدينة منذ الإثنين قبل الماضي، مدعومة بالطائرات التابعة لقوات التحالف الدولي ضد "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة.
وتمكنت القوات العراقية من تحرير حوالي 90 بلدة وقرية خاضعة تحت سيطرة الميليشيات المتطرفة منذ بداية الهجوم في الأسبوع الماضي، لتصبح على بعد ثلاثة أميال فقط من وسط مدينة الموصل. ولكن بالرغم من الهزائم المتواترة التي مني بها التنظيم المتطرف مؤخرًا في العراق، إلا أن المتطرفين تمكنوا من السيطرة على بلدة رتبة العراقية، الثلاثاء، في إطار سعي التنظيم نحو تحويل المناطق الخاضعة تحت سيطرته، أو إيجاد مناطق جديدة لتحل بديلًا للمناطق التي خرج منها. ويأتي هذا في الوقت الذي بدأ فيه عدد من مقاتلي التنظيم المتطرف الفرار من المدينة والمناطق المحيطة بها، وذلك بعد هزيمته من قبل القوات العراقية.
وأحرق الميليشيات الخنادق هو أحد التكتيكات التي يتبعها التنظيم المتطرف من أجل إعاقة تقدم القوات العراقية نحو المدينة، اعتقادًا منهم أن كمية الدخان المتصاعد من حرق تلك الخنادق تعوق رؤية القوات المتقدمة نحو المدينة وكذلك الطائرات الأميركية الداعمة لها. ولجأ المتطرفون، في السياق نفسه، إلى وضع العبوات الناسفة على كافة الطرق المؤدية إلى المدينة، لتكون عائقًا أمام تقدم القوات العراقية، إضافة كذلك إلى القيام بهجمات فجائية تستهدف مدن أخرى، مثل كركوك، لتشتيت انتباه القوات العراقية عن الموصل.
وأوضحت مصادر أمنية أن بلدة رتبة العراقية، والواقعة على الحدود مع سورية والأردن، أصبحت تقريبًا تحت سيطرة الميليشيات المتطرفة، واستطاع التنظيم تغطية أكثر من نصف أراضي البلدة. وأما باقي أراضي البلدة فهي مازالت تحت سيطرة الجيش العراقي، ومدخل المدينة على الطريق السريع الذي يربط بين بغداد والحدود الغربية.
وواصل الجيش العراقي اليوم تقدمه في الموصل، ليقترب من الحافة الشرقية للمدينة، ليبقى منتظرًا وصول القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة، لإحكام سيطرته بالكامل على المدينة. وكشفت المخابرات العراقية أن التنظيم المتطرف أقدم على إعدام حوالي 284 شخصًا، بينهم أطفال، وألقاهم بعد ذلك في مقبرة جماعية تم حفرها على عجل بجوار المقر السابق لكلية الزراعة. وتأتي التقارير الاستخباراتية العراقية بالتزامن مع اتهامات عديدة تلاحق التنظيم المتطرف بقتل أي شخص يتم القبض عليه من قبّل الميليشيات أثناء محاولته للهروب من المدينة. وأعرب عمال الإغاثة عن مخاوفهم العميقة من جراء نزوح مئات الألاف من المواطنين إلى خارج المدينة، من جراء المعركة، موضحين أن الأقنعة الواقية من الغازات يتم تخزينها حاليًا، تحسبًا لقيام التنظيم بشن هجمات كيمائية.