واشنطن ـ يوسف مكي
أظهرت تسجيلات مفزعة مدنيي الموصل يتعرضون للتعذيب بالمطارق من قبل الجنود العراقيين والميليشيات المدعومين من الغرب، وزعمت تقارير أن المدنيين الذين يبدوا بعضهم في عمر 8 أعوام تعرّضوا إلى الإعتداء أثناء استجوابهم من قبل القوات المدعومة من الغرب بشأن ما إذا كانوا موالين إلى "داعش"، وذلك بعد أن حذّرت منظمة العفو الدولية من أن المدنيين المحاصرين إثر تبادل إطلاق النار في معركة لاستعادة السيطرة على المدينة من التنظيم المتطرّف قد يواجهون عقوبة الإعدام والتعذيب.
وأظهر فيديو مروع شابًا مدنيًا يتعرّض للضرب بمطرقة على الركبة قبل إلقاء لوح خرساني على رأسه أمام حشد من الجنود، وسُمع الشاب وهو يصرخ "لا لا" عند الاعتداء بوحشية على ركبته، وبعد الهجوم قيل له "قف على قدميك يا رجل"، وكشفت لقطات أخرى نشرت على تويتر الثلاثاء عن صبي آخر يتم ضربه على رأسه ببندقية بينما يجلس مكبّل اليدين في الجزء الخلفي من شاحنة، وسُمع الشباب المغطى وجههم بالدماء يصرخون نتيجة الضرب بوحشية بينما اجتمع آخرون حولهم لتصويرهم بهواتفهم، وأثناء الضرب كانت القوات تسأل الشاب " كم عدد الأشخاص الذين كانوا معك؟ من أين أتيتم؟"، فيما بدى شاب أخر هرب للتو من الموصل في حالة من الذهول بعد احتجازه وضربه بوحشية من قبل القوات العراقية، وسُئل الشاب الذي أسمى نفسه "إيهاب محمد" عما إذا كان هو أو أي من أفراد عائلته من أعضاء تنظيم "داعش"، وشوهد الشاب وهو يتعرّض للضرب على رأسه لأنه على ما يبدو قدّم تفسيرا لم يعجب الجنود ، حسبما أفادت "ميدل ايست مونيتور".
ويعد تعذيب وقتل المدنيين والأطفال العزل بمثابة جرائم حرب ضد الإنسانية، وأصدرت منظمة العفو الدولية في وقت سابق من هذا الأسبوع، تقريرا لاذعا اتّهم السلطات العراقية والكردية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد العرب السنة في العراق، وأوضحت المنظمة الحقوقية أن الجماعات شبه العسكرية والقوات الحكومية اعتقلت سابقًا آلاف الفتيان وكبار السن من الرجال الذين تعرضوا للتعذيب أو اختفوا قسرا أو تم إعدامهم قسرا، وزعمت منظمة العفو الدولية في تقرير من 70 صفحة بعنوان "العقاب بسبب جرائم داعش" أن الحكومة متواطئة في هجمات انتقامية وحشية.
وأفاد مدير البحوث والمناصرة للمنظمة في المنطقة فيليب لوثر : "في ظل معركة استعادة السيطرة على الموصل من المهم للسلطات العراقية أن تتخذ خطوات لضمان عدم حدوث هذه الانتهاكات المروعة مرة أخرى، ويجب أن تثبت الدول الداعمة للجهود العسكرية لمكافحة داعش في العراق أنها لن تستمر في غض الطرف عن الانتهاكات"، فيما شوهد الجنود العراقيون وهم يرفعون أسلحتهم احتفالهم بدخولهم إلى مشارف الموصل مع انهيار قبضة داعش على المدينة، ويأتي ذلك بعد أن قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن معركة استعادة السيطرة على آخر معقل رئيسي لداعش في البلاد تسير بشكل أسرع مما كان مخطط له، ومن جهة أخرى لصق الشباب في الموصل منشورات على منازل الجهاديين في الموصل للهجوم عليهم.
وكُلفت القوات العراقية بمعركة ما قبل الفجر على بلدة مجاورة تحت سيطرة "داعش" وأحرزت تقدمًا كجزء أساسي من هجوم متعدد الجوانب في مشارق المدينة المحاصرة، ومن المتوقع أن تقطع القوات الطريق في الموصل حيث يواجهون مقاومة عنيفة في المشهد الحضري حيث يستعد مسلحو داعش لمعركة مناخية، ويعد الهجوم أكبر عملية من قبل القوات العراقية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ومن المتوقع أن يستغرق أسابيع أو أشهر، حيث فرّ آلاف العراقيين في القتال على مدى الأيام القليلة الماضية واتخذوا ملجأ لهم في شمال شرق سورية، وعبر اللاجئون ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن الحدود قبل يوم واحد من بدء الهجوم في 17 أكتوبر/ تشرين الأول.