برازيليا - لبنان اليوم
كرَّمت بلدة "باراييبا دو سول" البعيدة بدورها 135 كيلومترا عن ريو دي جنيرو في البرازيل، وتبعد عن فلسطين 17 ساعة بالطائرة، الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات "أبو عمار". ورفع مطعم "سيدروس" الذي أسسه ميشال عساف، ويعني اسمه شجرة الأرز اللبنانية الشهيرة، في ساحة بوسط البلدة التي لا يزيد سكانها على 39 ألف نسمة، بتاريخ 5-1-2005، تمثالا لأبو عمار هو الأول للرئيس الفلسطيني الراحل منذ 65 يوما، ودفع تكاليفه رئيس بلدية البلدة روجيريو أونوفري، أو الرجل الذي انتهت ولايته منذ 4 أيام فقط، أي مع تدشين التمثال البرونزي الذي يمثل "أبو عمار" حاملا غصن زيتون فوق قاعدة رخام حفر النحات عليها كلمات تذكير بالقرار الرقم 181 الصادر عن الأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين أرضا لإقامة دولة مستقلة عليها، لذلك اتصلت «الشرق الأوسط» برئيس البلدية، فحدثها عبر هاتفه النقال عن التمثال وشرح بأن دافعه لنصبه في البلدة كان إيمانه "بصراع أبو عمار من أجل الحرية والاستقلال" كما قال.
وتبدو بلدة باراييبا دو سول كأنها يسارية ثورية الميول تقريبا، فقد أقامت خلال 8 سنوات من تولي روجيريو أونوفري لرئاسة بلديتها في دورتين انتخب خلالهما بالإجماع من سكانها، تكريما للثائر الأرجنتيني الراحل قتيلا بالستينات، تشي غيفارا، وكذلك للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وهي الآن تقوم بتكريم "أبو عمار" بتمثال لم تزد تكاليفه على 3 آلاف دولار.
وقال رئيس البلدية إنه لم يتأثر بأحد لإقامة تمثال لـ"أبو عمار": "لا بصاحب المطعم اللبناني، مع أنه صديقي، ولا بزوجتي أيضا، فهي ليست من أصل عربي. ولا صديق ابنتي هو عربي الأصل أيضا (..) وكل ما في الأمر أنني كنت معجبا دائما بإصرار أبو عمار على التخلص من الاحتلال، فأقمت تمثالا لتكريمه، وجاء إلى حفل رفع الستارة أكثر من 3 آلاف شخص. كما أن أبو عمار رجل سلام، وإلا لما حصل على جائزة نوبل. أما شارون فلم يحصل عليها، لذلك لا يمكننا تكريم شخص مثله" على حد تعبيره.
وذكر أن سفير منظمة التحرير الفلسطينية في البرازيل، موسى عودة عمير، كان في مقدمة الحضور، وكذلك المدعي العام البرازيلي، المحامي جوان بيدرو دي ميللو، وعدد كبير من النواب الاتحاديين وعن ولاية ريو دي جنيرو. وروى أن تهديدات وشتائم بالعشرات انهالت عليه من 6 أو 7 يهود يقيمون في البلدة، إضافة إلى أفراد من الجالية اليهودية في البرازيل، وعددهم أكثر من 300 ألف شخص، ممن وجدوا في التمثال فعل تحريض يومي على معاداة السامية، وقال: «أهملت تهديداتهم ولم أنظر حتى في تفاصيلها، لأن تمثال عرفت ليس تحريضا على شيء إنما هو للتذكير بشخص آمن بأنه من الضروري أن يكون للإنسان وطن» كما قال. ولم يستغرب رئيس بلدية بارييبا دو سول أن يكون أول تمثال لـ"أبو عمار" موجودا الآن خارج فلسطين، وقال: «في كوبا أيضا لا يوجد تمثال لكاسترو، ولا في الأرجنتين تمثال لتشي غيفارا، وليس غريبا أن نسبق فلسطين بنصب تمثال لرئيسها الراحل، فالعالم أصبح قرية صغيرة".
قد يهمك ايضا :
صبي في الـ6 من عمره ينجح في جمع مئة ألف دولار لدعم أطفال أستراليا
باريس تراهن على الدعم الأوروبي والأميركي في معركتها في الساحل الأفريقي