سوزي دنت الأسترالية

فازت سوزي دنت الأسترالية، البالغة من العمر 55 عامًا، في مسابقة ملكة جمال منذ ثلاثة أشهر واشتُهرت بلقب عالمي. وتغلبت على المتسابقات في جولة ارتداء بدلة البكيني وتصاعدت إلى النهائيات لتحتل المركز الثالث في مسابقة ملكة جمال الكون في الأسبوع الماضي بمدينة لاس فيغاس الأميركية. وكانت هذه الرحلة لا تُصدّق بالنسبة لسوزي، والتي كانت أكبر المتسابقات سنًا في المسابقة وقد أخبرها الحكّام بأنها" شخصية مختلفة تمامًا عن الأخريات".

وقالت سوزي:" كانوا يصفونني بالصراحة والواقعية، فهم بالفعل أحبوا ما كنت أفعله وما كنت أمثّله بكوني أبلغ من العمر أكثر من 50 عامًا". وأضافت::"لقد قلبتُ المسابقة رأسًا على عقب حرفيًا وأثبتُ أن المرأة ليست مضطرة لخسارة وزنها والخضوع لعمليات البوتكس كي تكون ملكة جمال". وأرادت سوزي أن تكون طبيعية تمامًا عند دخولها المسابقة وأدركت أنها ليست مضطرة للتظاهُر، والتفكير بهذه العقلية، الأمر الذي  جعلها ناجحة جدًا على الرغم من كونها جديدة في عالم ملكات الجمال.

وتابعت:" لم أكن أفكّر في التظاهر أو أن أكن أفضلهنّ، وطيلة هذه الرحلة كنت بشخصيتي الحقيقية ولم يكن عليَّ أن أجبر أي أحد على تقبّلي"، وهذا ما جعلها شخصية محببة في مدينة فيغاس الأميركية، إذ اكتسبت حب الكثير من الجماهير الأميركية والذين كانوا يقفون عند رؤيتها على منصة العرض صارخين "نحبك سيدة أستراليا". وعلى الرغم من عدم شعورها بالرتابة من وظيفتها كخبيرة تجميل وأزياء وحبها لزوجها على مدار 25 عامًا، إلا أنها كانت تفكر دائمًا حيال فعل شيء آخر جديد بحياتها، لذلك لم تتردد عندما أتيحت لها الفرصة للاشتراك في مسابقة ملكة الجمال فكانت تعلم ما عليها فعله، إذ كان من عرض عليها الفكرة مصممي ملكة جمال الأرض المخصصة في أستراليا.

واعتقدت سوزي في بداية الأمر أنها فكرة غريبة وبها شيء من الجنون وقالت:"عندما التقطت أنفاسي أخيرًا من كثرة الضحك قلت له هل تعلم كم أبلغ من العمر؟". ولم تكن تأبه على الإطلاق أن تكون ملكة جمال المسابقة، إذ اشتركت فقط لعلمها أن هذه المسابقة تدعم الجمعية الخيرية الأسترالية سولز فور سولز، والتي تعمل على جمع الأحذية للمحتاجين من جميع أنحاء العالم، إذ كانت الجمعية تعاني في الأعوام الأخيرة من نقص التمويل.

وكانت هناك جوانب أخرى لسوزي لتصبح ملكة جمال والتي كانت تستغرق وقتًا أكثر في التدريب، فكانت كالأطفال لا تشعر بالثقة ولم تكن تحبّذ فكرة ارتداء الكعب والفستان وقالت:" طيلة حياتي لم أكن أرتدي الفساتين أبدًا والآن أنا أتألق بهم، فأنا ممتنة لهذه الحياة التي جعلتني اكتشف من أنا وما بداخلى من طفلة صغيرة، دون الشعور لأن أنظر بطريقة معينة لشخص آخر".

والآن أصبح لديها خطط لأن تكون محاضرة تحفيزية لإعطاء الآخرين من جميع الأعمار الحماس والأمل وتواصل إلهامهم وقالت:" أرحب كثيرًا بتحفيز النساء والرجال ليفكّرون بعقلية إيجابية، فمثلًا الكلمات التي نستخدمها لنصف أنفسها لها تأثير قوي جدًا علينا وعلى أفعالنا، فلم أقل أبدًا أني كبيرة جدًا أو صغير جدًا على فعل شيء ما وحصُلت على طاقة إيجابية!".

وتأمل سوزي في مواصلة محاولاتها لإثبات أن العمر ليس سوى مجرد رقم وقالت:"رحلتي هذه علّمت الكثير من النساء أنهن يمكنهن فعل ما يريدونه ويريدون أن يكونه، فلا تجعلي عمرك عائقًا بينك وبين فعل شيء آخر، ابدأِ وامضِ قدمًا في القيام بذلك إذا كنت بالفعل تريدين القيام بذلك، وثقِ بنفسك وآمنِ بقدراتك، فهذا ما ستفعلين لأجله".