واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت جيسيكا كوين، التي فقدت ساقها بسبب الإصابة بالسرطان، عن معاناتها مع التشوه الجسدي الذي لحق بها بسبب السرطان وكيف استطاعت أن تتغلب عليه من خلال ساق اصطناعية. وكانت جيسيكا في التاسعة من عمرها عند إصابتها بمرض ساركوما العظام وهو نوع من أنواع مرض سرطان العظام وبعدها بُترت رجلها لمنع المرض من الانتشار في جسدها. وتقول الفتاة النيوزلندية صاحبة الأربعٌ وعشرون عامًا أنها اعتادت العيش مع ثلاثة أرجل "ساق للجري وساق للسباحة وساق لحياتها اليومية" وتقول: "كلٌ منهم له شخصية مختلفة حيث أنهم ساعدوني أن أكون شخصًا مميزاً".
وتضيف جيسيكا: "لقد حصلت على ساقٍ للحياة اليومية والتي نقلتني من المرحلة "أ" إلى المرحلة "ب" كما حصلت على ساق للجري والتي أُحب أن أُطلق عليها سيفي حيث استخدمتها بصرامة في التمرين. وكشفت عاشقة اللياقة في عمر بلوغها كيف تواجه تحدياتها مع تشوه جسدها حيث تحملت ثماني سنواتٍ من عمرها تخفي فيها الساق الصناعية لكنها الاّن في سن الـ24، وتقول أنها أصبحت قادرة على التغلب على انعدام ثقتها بنفسها عندما قررت ارتداء الشورتات في يوم في اخر سنة لها بالمدرسة الثانوية حيث تقول: "كنت الفتاة الوحيدة التي أرادت أن يكون ردائها طويلًا فلم أرتدي أي شئ فوق الركبة فقد فعلت كل شئ لإخفاء ساقي".
وذكرت جيسيكا كأي فتاة في سن المراهقة أنها كانت تعاني من تشوه جسدها حيث كانت تلبس الملابس الطويلة جداً لإخفاء ذلك التشوه قائلة: "لقد عانيت من تشوه جسدي لبضع سنوات فكنت أفضل المكوث في البيت، فكنت أحس بالنقص وكان لدي وعي شخصي كبير بذلك، وأذكر أني طلبت من والدتي أن تحضر لي بنطال الرياضة للمدرسة بحجة أني أشعر بالبرد، ولكن في الحقيقة لم أكن كذلك لكني أردت أن أغطي قدمى".
وبرغم كل هذا ذهبت جيسيكا في سن الـ17 بكل شجاعة إلى المدرسة بملابس قصيرة وكانت المرة الأولى بعد أن اكتشفت أنها لا تريد أن تقلل من نفسها بعد الاّن فقد قالت: "لقد اكتشفت أني لاأستطيع أن أستمر على هذا الوضع أكثر من ذلك، فقد عرفت أني لا أستطيع القيام بذلك طوال عمري لذلك أردت التغيير، لذلك فأعتقد أني وصلت لدرجة أنني سئمت من ترك الأشياء التي لا أستطيع التحكم بها أن تتحكم هي في حياتي وكيف أعيشها فأخبرت نفسي بأني في حاجة إلى أن أتركها تسيطر على حياتي أو أن أسيطرُ أنا عليها وأتقدم بعمل شئ عظيم وأحاول أن أكون شجاعة لقد أخذ السرطان مني الكثير وليس لدي استعداداً لتركه يأخذ المزيد".
وذكرت جيسيكا أن صديقاتها الداعمين لها شجعوها في قرارها بلبس الملابس القصيرة في المدرسة بعد تشجيعها باحتضان صورتها الشخصية فتقول: "في الحقيقة أعطاني أصدقائي الشجاعة لارتداء الملابس القصيرة في المدرسة، فدائمًا كان لدي أصدقائي الداعمين لي من البداية وأذكر شعوري العظيم عند ارتداء هذه الملابس". وربما بدت جيسيكا لأكثر من 150 ألف متابعٍ على "إنستغرام" أنها تعيش أسلوب حياة ملئ بالمرح ولكن رحلتها لم تكن سهلة فقد صرحت بمحنتها التي كانت أقرب للموت بعد الانخفاض الخطير في وزنها حيث وصل إلى 18 كيلو غرام بعد تشخيص مرضها بالسرطان.
وخضعت الشابة لجلسات العلاج الكيميائي الشاقة في سن بلوغها، لكن حديث جيسيكا الشابة عن معاناتها كان صعبًا فهي الاّن متحررة من مرض السرطان لأكثر من خمسة عشر عامًا مضوا. وتعاونت جيسيكا في وقت سابق من العام الماضي مع صديقٍ مصور لتصوير عروض أزيائها كجزءٍ من حملتها. وبعد عقدٍ من الزمن قالت جيسيكا أثناء قيامها بمشروعها المسمى بـ "بلان بي": إنه لم يكن هناك شيء يتغير إذا رجعت تنظر لحياتها وقالت: "لقد كنت أُعاني الكثير ولكنني فعلًا محظوظة فقد تعلمت تلك الدروس في عمر صغير فأنا الاّن لدي احترام عظيم لحياتي"، وتقول جيسيكا: "عن نصيحتي الرئيسية للفتيات الشابات هو التحلي بالصبر مع أنفسهن واسمحي لنفسك بالمرور من خلال الأوقات والعواطف العصيبة".