إيفانكا ترامب

بدأ تجار التجزئة في بريطانيا وعدة دول غربية، التخلص من العلامة التجارية "إيفانكا" التي تملكها ابنة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وذلك تحت ضغط متزايد من جراء حملة المقاطعة التي أعلنها مناهضو رئاسة ترامب، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل". وأوضحت الصحيفة البريطانية أن متجر الأحذية الإلكتروني "شوز دوت كوم" الكندي أصبح أول متجر للأحذية يعلن مقاطعة علامة "إيفانكا ترامب" في الأسبوع الماضي، من جراء الحملة التي أطلقها معارضو الرئيس الأميركي الجديد.

وكان شانون كولتر هو من بدأ حملة المقاطعة في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أطلقها ردًا على مقطع الفيديو المسرب للرئيس المنتخب، والذي كان يتباهى خلاله بقدرته على ارتكاب أي شيء يريد أن يفعله بالنساء وقتما يرغب. ومنذ ذلك الحين، انضم قطاع كبير من النساء والسيدات إلى حملة المقاطعة لخط انتاج "ايفانكا ترامب"، سواء المتعلقة بالملابس أو العطور أو المجوهرات أو الاكسسوارات، وذلك بسبب استمرار دعمها لوالدها رغم التسريبات المسيئة المنسوبة اليه.

كما طالبت الحملة كافة المتاجر بالتخلي عن العلامة التجارية لابنة الرئيس المنتخب، من بينها نوردستروم، وبلومينغديلز وميسي، ووقف بيع أي منتحات متعلقة بها، في حين أن تجار التجزئة الذين يرفضون التخلي عن العلامة التجارية يتمُّ وضعها في القائمة السوداء للمقاطعة.

تقول "ديلي ميل"، يبدو أن المقاطعة هي بداية اللدغة، حيث كان متجر "شوز دوت كوم" الالكتروني الكندي هو أول المتاجر التي تعلن اسقاط علامة "ايفانكا ترامب"، بينما كان المبرر الرسمي وهو أن المنتجات التابعة لتلك العلامة التجارية لا تباع بشكل جيد، في حين أن المتجر كتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر مخاطبا حملة المقاطعة قائلا أنهم استجابوا لدعوتهم.

قال المتجر الإلكتروني، في تغريدة على "تويتر" يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي "نحن نتفهم موقفكم. وسمعنا لأصواتكم، ولذلك قمنا بإزالة المنتجات من موقعنا على شبكة الانترنت. اننا نريد دعم عملائنا والتأكد من وقوفهم شامخين." ولكن المثير للاهتمام هو أن تلك التغريدات قد تم حذفها بعد ذلك، ولكن المنتجات المرتبطة بالعلامة التجارية لابنة الرئيس المنتخب لم تعُد الى العرض على الموقع الالكتروني للمتجر. وكانت كولتر قد أكدت أيضا أن محال "بيلاكور" أزالت كل المنتجات المرتبطة بعلامة "إيفانكا"، وذلك بعد أن تم وضعها على قائمة المقاطعة من قبل الحملة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن عددًا من المحال التجارية رفضت الاستجابة الى ضغوط الحملة، حيث أبقت على عرض المنتجات المرتبطة بالعلامة التجارية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت متاجر "نوردستروم" رفضها لاسقاط العلامة التجارية، موضحة أنها سوف تعرض كافة المنتجات أمام الزبائن وعليهم الاختيار بحسب وجهات نظرهم الشخصية، موضحة أنه لا ينبغي أن ينظر إلى موقفهم هذا بمنظور سياسي.

ومنذ الإعلان عن ترشحه للرئاسة في الولايات المتحدة، كانت علامة ترامب التجارية قد حققت خسائر، على عكس ايفانكا، حيث احتفظت بمعدلات النمو الخاص بها، وتمكنت من تحقيق مكاسب تقدر بحوالي 100 مليون دولار في العام الماضي. وكانت ايفانكا قد أكدت في تصريحات سابقة لها أنها لا يمكنها الاعتماد على العلامة التجارية الخاصة بعائلتها، موضحة أنهم يمتلكون سلسلة من الفنادق تعدُّ الأسرع نموًا في العالم. وأضافت إيفانكا أنها دائما ما تحرص على الفصل التام بين علامتها التجارية والحملة الانتخابية لوالدها.

إلا أن هذه التصريحات تم التشكيك فيها عندما قامت شركة "ايفانكا" بعمل إعلان لسوار الذهب، والذي تبغ قيمته أكثر من 10 ألاف دولار، الذي ارتدته ابنة الرئيس أثناء استضافتها في برنامج "60 دقيقة" والذي يذاع على قناة "سي بي إس" الأميركية، للحديث عن حملة والدها الانتخابية، وخططه الرئاسية.

ورأى قطاع كبير من المعارضين أن ابنة المرشح الأميركي آنذاك حاولت استخدام اللقاء الصحفي المتعلق بحملة والدها الانتخابية لتعزيز علامتها التجارية، وبالتالي اعتبروا أن ذلك هو بمثابة محاولة من جانبها لاستخدام المكاسب السياسية الخاصة بوالدها لتحقيق مكاسب خاصة بها. وتقول كولتر أن موقف إيفانكا يعكس نزعتها التجارية الفجة، بالإضافة إلى ادعائها الكاذب بأنها كانت متواجدة هناك لدعم والدها فقط بعيدا عن أية أهداف أخرى.

وأضافت، في تصريح لشبكة "سي بي أس نيوز" أن كل الذين انتقدوا الدور الذي لعبته مؤسسة كلينتون في دعم المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، وتجاهلوا الدور التجاري الذي تلعبه إيفانكا، هم مجموعة من المنافقين.

الكثير من النساء من جانبهم أكدن أنهن لم يعدن قادرات على فصل إيفانكا عن الدور السياسي الذي يلعبه والدها، خاصة بعدما أصبح رئيسا للولايات المتحدة. وقد ازدادت الأمور سوءًا بعد ذلك، عندما أعلنت العلامة التجارية في بوسطن عن ظهور مجموعة جديدة من الأحذية، تحت مسمى "الحذاء الرسمي لذوي البشرة البيضاء".

وكانت العلامة حاولت ان تنأى بنفسها بعيدًا عن فكرة الدعم العنصري لفئة معينة، حيث أكدت في بيان لها الإثنين الماضي، أنها لا تتسامح مع التعصب أو الكراهية بأي شكل من الأشكال، إلا أن هذا البيان لم يمنع الزبائن من التعبير عن غضبهم من جراء المجموعة الجديدة حيث قاموا بتحطيم الأحذية للتعبير عن احتجاجهم.