سيدني ـ منى المصري
وصفت بطلة التنس الحائزة على خمس بطولات كبرى، ماريا شاربوفا، في تعليق لها في نهاية بطولة أستراليا المفتوحة 2016، لاستخدامها أدوية محظورة بأنها "الأسوء على الإطلاق"، وقد اندلعت عاصفة إعلامية، بعد أن كشف اختبار للمنشطات لنجمة التنس بأنها كانت تستخدم دواء الملدونيوم، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض الشريان التاجي، ما أدى إلى القلق بشأن اعتقاد الأشخاص بها وحكمهم عليها، كما تقول في سيرتها الذاتية الجديدة.
وقد اتضح في مذكراتها أنها روائية ممتازة، بالإضافة إلى كونها لاعبة محترفة وبطلة في لعبتها، وتروي شاربوفا وتكشف في مذكرتها عن عائلتها وهروبهم من أهوال تشيرنوبيل وكيفية قيامها بتعزيز خسائرها في لعبة التنس عن طريق "العلاج التسوقي"، كتسوق المجوهرات الفاخرة في بولغاري وحقائب اليد الثمينة في شول، ورغم ذلك فلم يمنع كل هذا مخاوف شاربوفا، فخلال تلك الأيام الصعبة من انتظار الحظر، كشفت أنها لم تنس أبدًا سرها مع بطلة التنس سيرينا ويليامز، الخصم الذي تخافه، والتي وجدت أنه من المستحيل الفوز عليها.
ولكن ماريا في النهاية فازت على سيرينا في نهائيات بطولة ويمبلدون لعام 2004 في عمر 17 عامًا، وكان ذلك دافعها طوال حياتها المهنية، وكان سر شارابوفا الكبير، كان عندما دخلت في النادي بعد مباراة عام 2004 في المملكة المتحدة، وقد سمعت سيرينا تبكي - لأنها خسرت المباراة.
وقال شارابوفا: "لا أعتقد أنها غفرت لي أبدًا، أعتقد أن سيرينا كرهتني لكوني الطفل النحيل الذي ضربها، في ويمبلدون، أعتقد أنها كرهتني لأخذي شيء تعتقد أنه ينتمي إليها، ورؤيها في أسوأ لحظاتها، ولكن في الغالب أعتقد أنها كرهت لي لسماع بكائها، وقالت إنها لا تغفر لي أبدًا لذلك.
وكانت قد بدأت حياة شارابوفا الطويلة في مجال التنس في سن الرابعة في عام 1991، عندما جلبها والدها إلى الساحات المحلية بالقرب من منزلهم في سوتشي، وسحبت الفتاة الصغيرة مضربًا من حقيبة تنس والدها وبدأت في ضرب الكرات قبالة الجدار، وتقول: "كنت صغيرة ولم أكن أعرف ما كنت أفعل ولكن سرعان ما سقطت في نشوة، وقد بدأت، ونشأت في غوميل، وهي مدينة في بيلاروس، وهي بلد في أوروبا الشرقية بالقرب من الحدود الروسية وبالقرب من تشيرنوبيل في أوكرانيا، ويعمل والدها ، كقائد أطقم صيانة مداخن السفن ووبقوم بالسفر في جميع أنحاء البلاد .
ومن سيبيريا، قام الوالد يوري بنقل الأسرة إلى سوتشي، والتي تعتبر منتجعًا معروفًا للتنس، وكانت ماريا تبلغ من العمر عامين، وقيل أنها ستكون على ملاعب وساحات التنس بعد عامين لأنها أظهرت مهارة فريدة من نوعها في تتبع الكرة والتأرجح مع مضرب التنس المتضخم، وقد اعترف مدربو ماريا جميعًا بها كموهبة صغيرة، بالغة من العمر ستة أعوام، ولكنهم أكدوا على ضرورة تطوير مهاراتها.
وأكدت ماريا أنها اضطرت للخروج من روسيا، وقد شاهدتها من قبل لاعبة التنس الكبيرة السابقه، مارتينا نافراتيلوفا وأبدت إعجابها الشديد بموهبتها، ولكن قيل لها أنها لا تزال بحاجة للخروج من روسيا والاتجاه إلى الولايات المتحده، فاستقال والدها من عمله وأصبح مدربًا خاصًا لها، وعندما ذهبوا إلى ميامي لم يكن والدها يملك إلا 700 دولار فقط، بينما تركت الوالدة في روسيا لحين استقرار وضعهما أولًا.
وكان صعودها في بعض الأحيان صعبًا وقاسيًا، لكن ساعدها بعض الأشخاص بإعطاء والدها بعض الوظائف الصغيرة، وقامت ماريا، واسمها الحقيقي ماشا، بتغير أكاديميات التنس مرارًا عندما أحست بتباطئ تعلمها، فكانت دائمًا تتحرك نحو هدف كونها رقم واحد، وأعظم لاعبي التنس في العالم.
وأضافت ماريا أن وضع أكاديميات التنس مثل السجون حيث حظر التجول، وخطوط الطعام، والفتيات من جهة، والفتيان من جهة أخرى، والروتين اليومي، واعترفت أنها عندما وقعت مع أكاديمية "إم بي سي نيك بولتييري"، وعاشت في مسكن، كرهت بيئة الأطفال الأغنياء الذين كانوا هناك في الغالب لأن والديهم أرادوا منهم فقط أن يتبعوا حلمهم.
وفي عيد ميلادها التاسع، تم إدراجها من بين أفضل 12 لاعبًا في أميركا وأفضل اللاعبين بولتييري، وكتبت شارابوفا: "حاولت أن أضع حدودًا لنفسي، لا عاطفة لا إحساس لا خوف، مثل الجليد تمامًا، فلم يكن لدي أصدقاء فتيات، لأن ذلك من شأنه أن يجعلني لينة وسهلة الخسارة، وكان يمكنني أن أكون أجمل الفتيات في العالم، لكني لم أكن أهتم، لقد اخترت أن لا أعرف ذلك".
وقد شقت ماريا طريقها خلال أكاديميات أخرى، للحصول على الأفضل، واكتساب الثقة، وللحصلول على مدير، وكيل، وقد أنهت علاقتها مع والدها كمدير لأعمالها، ما جعلها تشعر بالوحدة قليلًا، وبدأت الأموال تتدفق عليها عندما بدأت باللعب في بطولات الهواة، ففازت بالبعض، وخسرت البعض، ولكنها أصبحت محترفة في عام 2001.
وقد التقت ماريا سيرينا وفينوس وليامز أثناء وجودها في أكاديمية التنس في برادنتون، فلوريدا وتقول: "إن أفضل دواء نفسي بدلًا من الذهاب إلى الطبيب النفسي هو الذهاب للتسوق"، وقد اعترفت بسر الفوز في لعبة التنس، وهو تخويف خصمك عن طريق ثبات عينك عليه مع النظر بحده.
واعترفت شارابوفا أن الشهيرة كان لها أيامًا جنونية، حيث وكلاء يتقدمون بالعروض،وأنها لم تبدأ في التعارف بجدية حتى نهاية عام 2009 عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها، وتورطت مع ساشا فوجاسيتش، وهو لاعب كرة سلة سلوفينيا ووقع مع ليكرز لوس أنجليس ليكرز، وقد تقدم لخطبتها بخاتم ضخم، لكنها رأت هذا العمل يشعرها أنه يقوم بشرائها.
وقد استهزئت سرينا بماريا في إحدى مباريات ويمبلدون عنما قامت بسحبها إلى غرفة الملابس، وقالت لها إنها عملت أنها خُطبت وأنها سعيدة لأنه سوف يعطل نجاحها، فأنهت ماريا علاقتها بالاعب ساشا عندما شعرت أنها انخرطت معه أكثر من اللزوم وأنه يعطلها عن نجاحها وتقدمها في اللعبة، ولكن في وقت لاحق من ذلك العام، قالت ماريا إنها معجبة بلاعب التنس جريجور ديميتروف، وقد نشأت بينهما علاقه حب.
ومع ذلك، عندما رأت نفسها تنفق الكثير من الوقت في مشاهدة مبارياته وأدركت أنها مضطرة للعودة إلى العمل في حياتها المهنية، أنهت علاقتهما في يوليو 2015، وفي العام التالي، تغيرت إيقاع حياة شارابوفا بشكل غير متوقع عندما حصلت على بريد إلكتروني من الاتحاد الدولي للتنس "إيتف"، يخطرها بأنها فشلت في اختبار العقاقير لاستخدام عقار ميلدونيوم، وكان العقار مكملًا روسيًا يتم استخدامه يعمل على تعزير الأداء القلبي، ولا يعتبر من المواد المخدرة، وقد بدأت ماريا في أخذه عندما كان عمرها 18 عامًا، ونصحها به طبيب القلب كاجراء وقائي أثناء التدريبات عالية الكثافة والمباريات..
وقد تم وضع الدواء على قائمة المراقبة من قبل الهيئة العالمية لمكافحة المنشطات، المسؤولة عن وضع سياسات "إيتف"، ومن ثم انتقل إلى القائمة المحظورة في يناير/ كانون الثاني عام 2016، وتم إرسال قائمه اللاعبين الذين يندرجون تحت بند تعاطي العقاقير المحظورة، ولكن شارابوفا قالت إنها لم تكن على علم بأنه هذا الدواء، وأسفرت الفضيحة عن عقد جلستين، وتم تخفيض الحظر لمدة عامين إلى 15 شهرًا.