لندن - سليم كرم
ألقي القبض على زوجة خائنة بعد محاولة تجنيد قاتل محترف لقتل زوجها وجعل الأمر يبدو وكأنه هجوم لـتنظيم "داعش"، إلا إنه تم القبض عليه من رجل شرطة متخفي.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن نورتين تاياكور، 28 عاما، من هاكني في لندن، عرضت على ما ظنته قاتل مأجور دفع مدخراتها التي تقدر بـ5 آلاف استرليني لنحر عنق زوجها الكردي سائق "أوبر" اركان اكان، وكتب كلمة "داعش" بالرصاص على سطح سيارته.
وكانت نورتين اتفقت دون علمها على الجريمة مع ضابط متخفي كقاتل، وقالت أيضا أنها سوف تساعد القاتل على تتبع زوجها باستخدام تطبيق البحث في هاتف "أي فون" الخلوي، وتم إلقاء القبض على تاياكور، التي اعترفت بأنها كانت تقيم علاقة غرامية مع رجل آخر، بعد تسليمها مبلغ ـألف استرليني تحت الحساب إلي الضابط (القاتل للمحترف الوهمي) الذي عرف نفسه باسم "جون".
والتقت الزوجة الخائنة لأول مرة بالشرطي المتخفي (القاتل الوهمي) بالقرب من حديقة فيكتوريا في هاكني في 13 نوفمبر من العام الماضي. وقالت للضابط: "في ثقافتنا لا يمكن للزوجة أن يكون لها حبيب، ولكني أستطيع أن أقول أنني أخون زوجي، فأنا أريده ميتا، أريده يخرج من حياتي".
واقترحت تاياكور على "جون" عدم استخدام السلاح الناري لقتل زوجها، وإنما طعنه خلال عملية سطو، وخاصة إن زوجها كان يعمل سائق "أوبر" في الليل. وقالت:"إذا طعنته في موقف للسيارات، فعليك أن تضمن لي أن سيكون ميتا"، وعندما اقترح على الضابط أنهم يمكنهم نقل جثته إلى مزرعة حتى تأكله الخنازير، قالت: "لا أنا لا أريد أن يحدث ذلك، فأنا أريد أن يتم العثور على جثته حتى أتمكن من نقله إلى تركيا، والبكاء عليه حتى يراني الناس إنني حزينة للغاية".
وبعد أسبوع اتصلت تاياكور بـ"جون" عن طريق الهاتف، وواقفت على مساعدته في تتبع زوجها عن طريق "اي فون"، ثم التقت به في هاكني في 4 ديسمبر 2015، وأعطته صورة جواز سفر زوجها، ومكتوب على ظهره طراز سيارته "تويوتا بريوس"، وبعد 4 أيام راسلت "القاتل المحترف" لتأكيد القتل بكتابة عبارة "النظام على استعداد"، ثم أرسلت رسالة هاتفية أخرى:"أنا متحمسة جدا". وفي لقاء آخر، في 11 ديسمبر الماضي، أعطت الضابط المتخفي ألف استرليني كمبلغ تحت الحساب، وأخبرته عن خطتها أن تبدو عملية القتل كـ"هجوم لـ(داعش)"
وقالت:"ما أفكر فيه، فأنت تعرف "داعش" وما يدور حولها، فيمكن لصديقك أن يكتب بالرذاذ اسم التنظيم على الجزء العلوي من السيارة". وأدعت تاياكور أن زوجها عضوا في حزب "العمال الكردستاني"، وطلبت بنحر عنقه ليتماشي مع تصورها لعملية القتل.
وبعد إلقاء القبض عليها استعادت الشرطة ما تبقى من 4 آلاف في منزلها. وبعد الحكم عليها بـ6 سنوات في السجن، قال القاضي بيتر رووك لـتاياكور: "سعيت بحماس للمساعدة قاتل محترف على قتل زوجك، دون علمك أنك تفتقين مع ضابط شرطة متخفي"، وأضاف:"فلقد تطوعت للمشاركة في ترتيات القتل دون أن يجبرك أحد على ذلك". وتابع:"أتفهم شعورك بعدم السعادة، ولكن ذلك لا يبرر خطتك المروعة". وتابع:"كان واضحا أنها فكرتك أن تبدو عملية القتل وكأنها مستوحاة من (داعش)، وبغض النظر عن خطر انتشار الخوف من الهجمات الإرهابية، فإنها ليس لها تداعيات كبيرة على المجتمع الكردي".
وجاءت تاياكور إلى المملكة المتحدة مع عائلتها عندما كانت طفلة، وتزوجت في عمر 16 عاما من زوجها الذي جاء من نفس القرية الكردية في تركيا، وفقا لأقوالها في محكمة "أولد بيلي".
و عاش الزوجان معا في هاكني وذهبت في عطلة إلى تركيا قبل بضعة أشهر من مؤامرة القتل. وقال ممثل الادعاء مارك غادسدن للمحكمة:، إنها أشارت إلى أن لديها مبلغ 5 آلاف استرليني". وأضاف:"لقد قالت إنها تقيم علاقة غرامية حاليا مع رجل آخر منذ عامين، ونقترح أنه السبب وراء رغبتها في قتل زوجها". وتابع غادسدن: "حقيقة أن زوجته كانت تخطط لعملية قتل واضحة بهذا الشكل يعد صدمة بالنسبة زوجها".
ولم تعلق تاياكور في مقابلة الشرطة، لكنها قالت إنها لا تريد أن يعرف زوجها بخطتها، ثم أدعت في وقت لاحق بأنه لم يسمح لها الحصول على الطلاق بسبب معتقداته الثقافية الصارمة، وأصرت على أن رغبتها لم تكن بسبب العلاقة الأخرى.
وقال جون فيميولا محامي تاياكور، للمحكمة، إن المتهمة "ضعيفة"، لم تكن تدرك أن ما تفعله خطأ أم صواب، فلقد كانت تعيش في سجن"، وأضاف أنها "اعترفت بذنبها في التحريض على القتل".
وقال زوجها، في وقت لاحق للشرطة، إنه لا يعتقد أن هناك أي مشاكل في زواجه، وأضاف: "ما زلت لا أفهم لماذا أرادت نورتين قتلي، فإذا كانت ترغب الانفصال عني كان يمكننا فعل ذلك بطريقة طبيعية".