بكين ـ علي صيام
ينظر الكثيرون الى مربيات الباندا على أنهن أكثر العمال حظًا وسعادة في العالم فهي تحمل دببة رقيقة كل يوم، وكشفت احدى هؤلاء المربيات وتدعى مي يان مجموعة من تفاصيل عملها في أكبر مركز لتربية الباندا في العالم الواقع في تشنغدو في الصين, وأوضحت انها تتعامل مع الباندا وكأنها أفراد من عائلتها إلا أنها تعاني من الجروح والإصابات بانتظام بسبب تعاملها مع هذه الحيوانات التي تتصف بعدم الطاعة، وتعمل مي يان في قاعدة أبحاث تشنغدو لتربية الباندا العملاقة منذ عام 2008، وأصبحت هذا المرأة واحدة من أكثر الموظفين خبرة في هذا المجال.
صورة 2 تحسن مي رعاية الاطفال الأشبال في مركز أبحاث تشبنغدو للتربية الباندا العملاقة في الصين.
وذاع صيتها في الآونة الاخيرة بعد شريط فيديو يظهرها وهي تحاول أن تنظف أقفاص الباندا اللعوب، وفي السنوات الثماني الماضي كانت مي تعتني بأكثر من 50 حيوان باندا، وفي هذا العام أصبحت مسئولة عن تسعة أشبال تبلغ سنة واحدة من العمر.
صورة 3 ترعى مي أكثر من 50 باندا، وهذا العام تهتم بتسعة أشبال صغيرة.
وتحدثت في مقابلة أجريت معها مؤخرا عن أيامها الجميلة والمثالية في العمل على رعاية هذه الحيوانات اللطيفة ولكنه أمر صعب وفيه الكثير من التحديات, وأوضحت أنها تبدأ يومها الساعة السادسة صباحا لتطعم الأشبال التسعة تحت رعايتها، وما يزال خمسة من هؤلاء الأشبال يرضعون من أمهاتهم ولكنها تقدم مي زجاجات الحليب للأربعة الاخرى، وبعد اطعامها تحملهم واحدا تلو الاخر الى ملعبهم في الهواء الطلق.
ويبلغ وزن أكبر الأشبال 28 باوند، وتشير, " لقد اكتسبت بعض العضلات على مر السنين." وتبدأ هي بتناول فطورها الساعة السابعة صباحا، وعند الانتهاء من تناول الطعام بسرعة تعود لتنظيف حظائر الباندا والتخلص من الفضلات، وكانت في أحيانا تنقل 100 باوند من الخيزران الجديد الى حظائر الباندا الراشدة, وأضافت " انا انظف أكثر من 100 باوند من مخلفات الباندا كل يوم، ويجب على ان أنقل نفس كمية الخيزران للباندا الكبيرة تحت رعايتي."
وتعاني غالبا من الجروح والخدوش من حمل الباندا، وتخاف أحيانا من خطر العض، وتصف الباندا بالقول أنهم ليسوا رفاقها فقط ولكنهم عشقها أيضا، والتقت أيضا بزوجها في نفس المكان، وتزوجا في بداية عام 2016 ولكن بسبب جدول أعمالهما لا يريان بعضهما الى مرة كل أربعة أيام وعليها أن تعتمد على هاتفها المحمول كي تبقى على تواصل معه.
وتعتني بأكثر من 50 حيوان باندا خلال فترة عملها، وتعتبر هذه الحيوانات مثل عائلتها على الرغم من الجوانب الصعبة لوظيفتها، وتقول أنها تشعر بالكثير من الانجاز وهي تراقب هذه الحيوانات تنمو وتكبر.
وتعتبر قاعدة أبحاث تشينغدو لتربية الباندا موطن لحوالي 113 باندا عملاق و76 باندا حمراء، وهذا هو أكبر مركز لتربية الباندا في العالم، ويزور المكان حوالي 15 ألف شخص كل يوم خلال موسم الذروة.