الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء لقاءه مع الصحافيين

كشف الصحافي والكاتب الأميركي، ديفيد ريمنك، أن الإهانة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وسائل الإعلام، تسبب إرهاقًا شديدًا للصحافيين، وذلك خلال كلمة ألقاها، الجمعة، في مؤتمر "مجلة كولومبيا جورنالزم ريفيو" الأميركية، التي تعتبر مرجعًا للإعلاميين، وطلاب الإعلام في الولايات المتحدة الأميركية.

وأقيم المؤتمر بعنوان "تغطية أخبار ترامب: ماذا يحدث عند اصطدام الصحافة والسياسة والأخبار الكاذبة؟"، في مقر كلية صحافة جامعة كولومبيا، في ولاية نيويورك الأميركية. وأضاف ريمنك "لا نتحمل أن يتم استنفاذنا. لقد حان الوقت للعمل، نحن بحاجة لأداء واجبنا بروح معارضة لا تكون سياسية بل من منطلق التفرقة، بين ما هو صحيح وما هو ليس كذلك".

وبعد ساعات من كلمة ريمنك، قدم الممثل الأميركي الشهير، توم هانكس، هدية للصحافيين المسؤولين عن تغطية أخبار الأبيض، عبارة عن آلة لصنع قهوة الإسبرسو؛ بهدف "منحهم جرعة الكافين التي تعينهم على الكفاح من أجل الحقيقة".  وركز المؤتمر على تغطية الأخبار الكاذبة والحياة الانتخابية، وتبادل المعلومات والبيانات في ظل إدارة ترامب، وكان ريمنك أحد المتحدثين الرئيسين في المؤتمر، وقد تحاور مع الصحافي في مجلة "نيويوركر" وعميد كلية صحافة جامعة كولومبيا، ستيف كول.

وأضاف ريمنيك، "إذا استسلمنا إلى التقاعس وتغاضينا عن الأخبار، فإننا نساعد القوى التي نحتقرها بسبب نشر الكآبة"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن بعض قرارات ترامب أتوقراطية، إلا أن مجلة "نيويوركر" ووسائل الإعلام الأخرى، ما زالت تحظى بحرية النشر. وكان ريمنك صاحب الـ58 عامًا، أعلن خلال مقابلة، بأنه لاحظ أن العديد من الصحافيين، خاصة الشباب منهم، تأجج لديهم "الشعور بالعمل النشيط"، بفضل فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.

وتابع "سأكون كاذبًا إن لم أقل إن ثمة زخم قد حدث عندما اعتبر ترامب بعض الصحافيين أعداء الشعب الأميركي، خاصة وأن منهم الأكثر مهنية وخبرة"، لافتًا إلى أن "هذا الأمر غير مقبول، فمن الطبيعي أن يتم انتقاد المقالات والتقارير الصحافية، لكن ترامب سعى إلى بث روح الفُرقة والشتات بين الشعب الأميركي، وهذا يتطلب اهتمامًا كبيرًا من جانبنًا، ولا اعتقد أن فلسفة ترامب باقية ومستمرة، أيها المواطنون .. قوموا بعملكم.. أيها القضاة .. قوموا بعملكم".

واستضاف المؤتمر مائدة مستديرة شملت الصحافية في جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية، إليزابيث بوميلر، والصحافية في صحيفة "الغارديان" البريطانية، سابرينا صديقي، ومن مجلة "نيويوركر" جيلايني كوب، ومن هيئة الإذاعة البريطانية "سي.إن.إن"، براين ستيلتر، والمحرر الاقتصادي والمالي لموقع "بريت بارت" الإخباري الأميركي، جون كارني.

وكان أحد الموضوعات الرئيسة التي طُرحت على المائدة المستديرة، هو "الفجوة بين وسائل الإعلام والعديد من ناخبي ترامب"، وأشارت بوميلر إلى أن مكتب "نيويورك تايمز في العاصمة واشنطن يعمل به الآن أكثر من 90 موظفًا وهو أكبر عدد في تاريخ الجريدة الأميركية.

وسألها كارني قائلًا "هل يتعاطف الكثير من العاملين في نيويورك تايمز مع ترامب، أم هناك من يعبرونه "شرًا"؟"، في حين أكد ستيلتر أن فريقه "كان يبحث باستمرار عن "مترجمين" لترامب ليس بالضرورة أن يكونوا جمهوريين أو محافظين، ولكن يستطيعون فهم تصرفاته بصورة جيدة". أما بن سميث، رئيس تحرير موقع "باز فييد"، ظهر على المائدة المستديرة، وأوضح أنه يعاني بشدة من الأخبار الكاذبة، وأن ترامب واليمنيين أصحاب فضل في انتشار تلك الأخبار.