نيويورك ـ مادلين سعادة
أكَّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه نجح في عقد صفقة مع إيران "معقولة للغاية"، مشيرًا إلى أنها ستختبر قيادة الأمة الإسلامية بشأن موقفها الجاد في حل النزاع بشأن البرنامج النووي.
وعبّر المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي، في الوقت ذاته، عن شكوكه العميقة إزاء التسوية مع العالم الخارجي.
وأضاف أوباما في مقابلة مع شبكة "سي بي أس نيوز"، "حققنا تقدمًا في تضييق الفجوات بشأن هذه الصفقة، ولكن الثغرات موجودة، وأود أن أقول أنه خلال الشهر المقبل سنكون قادرين على تحديد ما إذا كان نظامهم سيقبل هذه الصفقة المعقولة، وإذا هم فعلًا يهتمون فقط بالبرامج النووية السلمية أم لا، كما يقولون".
وشدد على أنه يعتمد الشفافية في الحديث عن الصفقة، وأنه قادر على اكتشاف أن الأمر ليس له علاقة بتطور أنظمة الأسلحة، موضحًا أن إيران عليها أن تقبل القيود المفروضة على برنامجها حتى الآن، وأن تكون مستعدة لتقول نعم، وأضاف: "نحن لن نقبل بصفقة سيئة".
وأمضى وزير الخارجية، جون كيري، معظم الوقت خلال الأسبوع المنصرم في أوروبا والشرق الأوسط للتشاور مع الحلفاء ولطمأنة مخاوفهم من هذه الصفقة.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مشترك لـ"الكونغرس"، من أن شروط الصفقة التي تم إعلانها تجعلها "صفقة سيئة"، والتي ستجعل إيران تستخدم القنابل في نهاية المطاف.
وبناء على إصرار الديموقراطيين، وافق الجمهوريون في مجلس الشيوخ على تأجيل إطلاق هذه التشريعات لبضعة أسابيع لإعطاء المفاوضين الوقت لإنهاء عملهم.
وأعلن زعيم الأغلبية الجمهوري من كنتاكي، ميتش ماكونيل، أنه ينوي متابعة هذه المسألة وأعطى المفاوضون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وإيران مهلة حتى نهاية آذار/ مارس لصياغة الخطوط العريضة للصفقة، موضحًا أنهم إذا نجحوا، فسيكون لديهم حتى حزيران/ يونيو الوقت لترجمة ذلك إلى وثيقة شاملة مفصلة.
وأوضح المفاوضون أن الصفقة ستحد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، كما أن الصفقة تستمر 10 سنوات على الأقل. وذلك عقب تأكيد نتنياهو، الأحد معارضته للصفقة، موضحًا أن عمليات التفتيش لن تكون ضمانة، كما أن العالم فشل في منع كوريا الشمالية من تصنيع قنبلة نووية، كما فشل لسنوات في الكشف عن برنامج إيران السري.
وأوضحت ديان فينشتاين، وهي ديمقراطية من كاليفورنيا ومن أبرز المؤيدين لإسرائيل، أن رئيس الوزراء خرج عن الخط لمهاجمة صفقة، مشيرة إلى أن ما فعله رئيس الوزراء نتنياهو يعبر عن أن إسرائيل لم تعد حليفًا للولايات المتحدة, ووصفت تصريحات نتنياهو بـ "المهينة، والمحرجة"، كما أكدت أن نتنياهو متغطرس جدًا، لأنه حتى الآن لم يتم الانتهاء من هذا الاتفاق بعد.
وصرح ليندسي غراهام، النائب جمهوري من ساوث كارولاينا والذي يفكر في الترشح للرئاسة "إيران هي عدونا، كما أن نظامهم قاس وقتل الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان، وهي دولة راعية للتطرف، زعزعت استقرار المنطقة، وحاولت إنشاء برنامج نووي، وليس محطة للطاقة النووية السلمية".