الرياض ـ عبد العزيز الدوسري
صرَّح نائب رئيس الوزراء السنغافوري تيو تشي هين، بأنّ السعودية "واحة للاستقرار في منطقة تشهد الكثير من الاضطرابات"، مشيرًا إلى أنَّ "خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز قائد ذكي ومحنك وقريب جدًا من الشعب السعودي وملتزم بتحقيق جميع تطلعاته لحياة أفضل".
وأكد هين، أنَّ القيادة السنغافورية أجرت مع الملك سلمان، في زيارته الأخيرة إلى بلادها، محادثات متعمقة حول التطورات الإقليمية وسبل تعزيز العلاقات بين سنغافورة والسعودية، مشيرًا إلى أنَّ الملك سلمان سيقود السعودية نحو مزيد من السلام والازدهار.
وأضاف "وقعنا في وقت سابق مذكرة نوايا حول التعاون الأمني تغطي مجالات مثل التطرف وغسيل الأموال والاتجار بالبشر والجرائم الإلكترونية، بجانب تعاون في مجالات أخرى بين الوزارات في كلا البلدين".
وأوضح هين، أنَّ السعودية تعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لسنغافورة في المنطقة، مبينا أنَّه كان لسنغافورة السبق في أن تكون أول دولة من خارج منطقة الشرق الأوسط تبرم اتفاقية التجارة الحرة، مع مجلس التعاون الخليجي في أيلول/ سبتمبر في عام 2013، متوقعًا أن يكون لها كبير الأثر في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين بلاده والسعودية وبقية الدول الخليجية.
وتابع "نأمل من الشركات السعودية أن تستغل موقع سنغافورة الاستراتيجي في قلب جنوب شرقي آسيا، كبوابة للوصول إلى أسواق المنطقة"، مشيرًا إلى صياغة مذكرة تفاهم تهدف لتطوير مستوى قيادات المدارس في السعودية، يخضع بموجبها 3 آلاف مدير مدرسة لبرامج تدريبية في المعهد الوطني للتعليم بسنغافورة على مدى الأعوام القليلة المقبلة.
وأبرز نائب رئيس الوزراء السنغافوري تيو تشي هين، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أنَّ "الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ترك بصمة قوية على السعودية والمنطقة، وقد أوكل لي في هذه الزيارة أن أكون ممثل سنغافورة لتقديم واجب العزاء في الملك الراحل، جنبا إلى جنب مع وزير الاتصالات والمعلومات والوزير المسؤول عن شؤون المسلمين الدكتور يعقوب إبراهيم، كونه تحت القيادة الحكيمة للملك عبد الله أصبحت السعودية واحة للاستقرار في منطقة تشهد الكثير من الاضطرابات".
واسترسل "كما كان رجل سلام حيث دفع لإيجاد حل شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني عبر المبادرة العربية للسلام في عام 2002، وكذلك كان له دوره الرائد في إنشاء مركز الملك عبد الله للحوار بين الثقافات والأديان في فيينا، كما أنه أنجز الكثير من الإصلاحات الاجتماعية والمبادرات التعليمية، خاصة برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، اللذين استفاد منهما الآلاف من الشباب السعودي".
واستأنف هين "لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رصيد هائل من الخبرة التي تؤهله عن جدارة لتحمل المسؤوليات الجديدة، حيث كان أميرًا للرياض، ثم وزيرا للدفاع، ثم وليا للعهد، وقد شرفت باستضافته، عندما كان وليا للعهد، على مأدبة غداء في سنغافورة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014".
وأوضح "عندما نفذ زيارة سريعة لسنغافورة في طريقه إلى قمة العشرين (G20)، حينها قام الملك سلمان بمشاركتنا الرؤية حول التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، إذ إن الملك سلمان قائد ذكي ومحنك وقريب جدًا من الشعب السعودي وملتزم بتحقيق جميع تطلعاته لحياة أفضل".
وبيّن هين أنَّ " رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، كان قد التقى مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في قمة العشرين (G20) في أستراليا، وأجريا مناقشة متعمقة حول التطورات الإقليمية وسبل تعزيز العلاقات بين سنغافورة السعودية".
واستطرد "لذا فإنني على ثقة بأن الملك سلمان سيقود السعودية نحو مزيد من السلام والازدهار، علمًا بأنه يقف خلف الملك سلمان بكل اقتدار الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد، والأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وزير الداخلية، إذ كنت قد التقيت مع ولي العهد الأمير مقرن عند زيارته لسنغافورة، كما التقيت بولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف في مدينة الرياض، وكانت لولي العهد الأمير مقرن أيضا مناقشات متعمقة مع كل من رئيس الوزراء لي هسين لونغ، بجانب مناقشات مع لي كوان يو، خلال زيارته لسنغافورة في عام 2006".
وأشار إلى أنَّ "سنغافورة والسعودية تتمتعان بعلاقات قوية على الأصعدة كافة، بما في ذلك المجال التجاري والمجال الأمني، إذ إن هناك جهودا بذلت لتعزيز العلاقات الثنائية وتوّجت بسلسلة من الزيارات المتبادلة والمنتظمة والتعاون الوثيق، وسبق لي أن زرت السعودية في كانون الأول/ ديسمبر في عام 2012، بناء على دعوة من الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد حينما كان وزيرا للداخلية".
وأردف "كان لنا حوار بناء حول المخاوف الأمنية المتبادلة وحول إعادة تأهيل أولئك الذين انحرفوا عن الطريق واتجهوا إلى العنف والتطرف، كما وقعنا حينها مذكرة نوايا حول التعاون الأمني تغطي مجالات مثل الإرهاب وغسيل الأموال والاتجار بالبشر والجرائم الإلكترونية، كذلك فإن هناك تعاونا في مجالات أخرى بين الوزارات في كلا البلدين، على سبيل المثال، كانت هناك جلسات حوار مشتركة بين إدارة قوات الدفاع المدني بسنغافورة مع نظرائهم السعوديين حول عمليات البحث والإنقاذ".
وشددَّ نائب رئيس الوزراء على أنَّ "التجارة تعد إحدى أهم ركائز العلاقات الثنائية بين سنغافورة والسعودية، حيث تعد السعودية شريكا تجاريا رئيسيا لسنغافورة في المنطقة، وقد كان لسنغافورة السبق في أن تكون أول دولة من خارج منطقة الشرق الأوسط في إبرام اتفاقية التجارة الحرة "FTA" مع مجلس التعاون الخليجي في أيلول/ سبتمبر عام 2013، والتي سيكون لها كبير الأثر في تعزيز المشاركة الاقتصادية لسنغافورة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، كما نأمل من الشركات السعودية أن تستغل موقع سنغافورة الاستراتيجي في قلب جنوب شرقي آسيا كبوابة للوصول إلى أسواق المنطقة".
ولفت هين، إلى أنَّه ما زالت هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد لتعزيز فرص الأعمال في كلا البلدين، فالشركات السنغافورية لها حضور متواضع بالسعودية لكنه في تزايد مستمر، ولدينا الكثير من الأمثلة الناجحة للتعاون التجاري مثل شركة سنغافورة الدولية للموانئ "PSA" التي نفذت بناء وتشغيل محطة جديدة ثانية للحاويات في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام.
كما نفذت شركات سنغافورية بناء صهاريج تخزين للنفط في مدينة الجبيل الصناعية، وكذلك تتولى شركة "شانغي" للمطارات الدولية إدارة خدمات العمليات في مطار الملك فهد الدولي في الدمام الذي حقق أفضل سجل في حركة المسافرين التي بلغت 8.5 مليون عام 2014.
ونوَّه إلى أنَّ العلاقات بين شعبي البلدين تنمو بشكل كبير، إذ أنَّ الكثير من المسلمين في سنغافورة يزورون السعودية سنويًا لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة.
وأضاف "نقدر كثيرا الدعم الذي تقدمه السلطات السعودية لتسهيل زيارة حجاج سنغافورة وأداء مناسكهم الدينية على أكمل وجه. وبطبيعة الحال، نأمل عندما تسمح الظروف في زيادة حصة سنغافورة للحج في ظل الازدياد المستمر في عدد المسلمين السنغافوريين".
ولفت إلى التعاون المثمر بين البلدين في مجال التعليم، موضحًا "في عام 2013 نفذ المعهد الوطني للتعليم NIE" في سنغافورة صياغة مذكرة تفاهم مع شركة تطوير التعليم القابضة بالسعودية، وذلك بهدف تطوير مستوى قيادات المدارس في المملكة العربية السعودية، والتي بموجبها سوف يقوم 3 آلاف مدير مدرسة بحضور برامج تدريبية في المعهد الوطني للتعليم بسنغافورة على مدى الأعوام القليلة المقبلة".