واشنطن ـ يوسف مكي
يعتزم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مواجهة الدفعة الصاروخية النووية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال بناء مخزون احتياطي لأميركا، ما ينذر بإشعال سباق التسليح الذي ينتهي بانهيار الستار الحديدي.
وذكر الصحافي الحائز على جائزة بولتزر "بوب وودوارد" في مقابلته الثلاثاء، على محطة MSNBC "، ويعتقد ترامب وفقًا للجنرال مايك فيلن، مستشاره للأمن القومي، أن الوعد الأول له، "لنبقى أقوياء ولنبني ثم نتفاوض مع بوتين بطريقة يعتقد أن أوباما لم يفعلها"، وتابع وودوارد "هذه سنوات العمل لبناء الأسلحة النووية الرادعة، وأعتقد أنه إذا سُئل ترامب سيقول نعم هذا هو العمل الأول".
وتملك الولايات المتحدة 7100 سلاح نووي، بينما تملك روسيا 7300 سلاح نووي، وفقًا لجمعية مراقبة الأسلحة، وهي مجموعة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة، ودعا الرئيس أوباما إلى خفض الترسانة النووية الأميركية، ودعا إلى الترقية إلى القنابل النووية الأميركية، والتي أوضح منتقدوه أنها تتكلف ما يصل إلى 1 تريليون دولار، واقترح ترامب الخميس أن الولايات المتحدة تحتاج المزيد من الأسلحة النووية، بعد أن أوضح بوتين أن بلاده بحاجة إلى تعزيز قوتها الاستراتيجية النووية، وبخاصة من خلال الصواريخ الموثوقة القادرة على اختراق أي أنظمة دفاعية صاروخية حالية أو مستقبلية، وأعلن ترامب في لقاءه صباح الجمعة في برنامج Morning Joe أنه يرحب بتكلفة توسعة مخزون الأسلحة لدى الولايات المتحدة، إذا اتخذت الدول المتنافسة خطوات نحو الانتشار، وحاول ترامب لاحقًا تهدئة التوتر مع روسيا، موضحًا أن بوتين أرسل رسالة ضمت تهنئة بعيد الميلاد والعام الجديد، ودعوة إلى التعاون الثنائي بين الدولتين في الشؤون العالمية.
وأضاف ترامب "أفكاره صحيحة جدا وأتمنى أن يرتقى الجانبان إلى مستوى هذه الأفكار وآلا نضطر إلى اتباع مسار بديل"، وقدمت رسالة بوتين تهنئة حارة مع الدعوة إلى العمل بطريقة بناءة وواقعية، وجاء في بداية خطاب بوتين الذي يعود تاريخه إلى 15 ديسمبر/ كانون الأول "عزيزي السيد ترامب، تقبلوا أرق تحياتي بعيد الميلاد والعام الجديد"، وتابع بوتين في خطابه " توضح التحديات العالمية والإقليمية الخطيرة التي تواجهها بلادنا أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تظل عاملًا هاًما لضمان الاستقرار والأمن في العالم المعاصر، وأتمنى بعد تولي منصب رئيس الولايات المتحدة أن نتمكن من العمل بطريقة بناءة، لاتخاذ خطوات حقيقية لاستعادة إطارا لتعاون الثنائي في مختلف المجالات وتحقيق مستوى جديد بيننا من التعاون على الساحة الدولية، أرجو قبول أمنياتي الصادقة لكم وللعائلة بالسعادة والرفاهية والنجاح وكل الخير".
ودعا ترامب خلال حملته الانتخابية إلى تحسين العلاقات مع روسيا، ويجب عليه أن يقرّر في غضون أشهر من توليه منصبه ما إن كان سيمد العقوبات الاقتصادية المفروضة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، كما دعا ترامب إلى جهود مشتركة بين البلدين لمكافحة تنظيم "داعش"، واستمرت روسيا في دعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي تغلب على المتمردين في حلب في الأسابيع الأخيرة، وأعلن وودوارد اليوم "أوضح فيلن الليلة الماضية أن هناك نوع من الأساطير حول العلاقة بين ترامب وبوتين، ومن الواضح أن ترامب قال بعض الأشياء اللطيفة وأن بوتين أيضا قال بعض الكلمات اللطيفة، ولكن هل هم على وشك أن يكونوا خصوم أصدقاء؟ هل سيمكنهم فعل أشياء تقع في نطاق اهتمام أميركا وروسيا لا تؤثر على البلدان الأخرى؟ أشك في أن يكون هذا هو الهدف".
وظهر السكرتير الصحافي لترامب شون سبنسر، الجمعة، في برنامج Morning Joe مدافعًا عن تغريدة ترامب بأنه يجب على الولايات المتحدة توسيع قدراتها النووية، وتحدث ترامب مع مضيف مشارك في البرنامج عبر الهاتف، وأخبر ترامب المذيع " ليكن سباق تسلح وسوف نتجاوزهم جميعا".
وفرضت الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها عقوبات اقتصادية على موسكو، عقب توغلها في شبه جزيرة القرم، وكانت روسيا لاعبًا بارزًا في الانتخابات الأميركية، وأوضحت وكالات الاستخبارات الأميركية أن الكرملين وراء اختراق الديمقراطيين والجماعات الديمقراطية بغرض إفادة ترامب، وغرد ترامب اليوم بعد لقاءه قادة البنتاغون الخميس والمكلفين بالإشراف على الأسلحة النووية في البلاد، ويجب على الولايات المتحدة توسيع قدراتها النووية حتى يعود العالم إلى رشده بشأن الأسلحة النووية"، ويأتي ذلك بعد أن أعرب بوتين عن حاجة بلاده إلى المزيد من الأسلحة النووية، مضيفًا في كلمته عن الأنشطة العسكرية الروسية 2016، "نحن بحاجة إلى تعزيز القدرات العسكرية للقوات النووية الاستراتيجية، لاسيما من خلال مجمعات الصواريخ الموثوقة والقادرة على اختراق أي أنظمة للدفاع الصاروخي الحالية والمستقبلية".
وتوقع سبنسر أن يكون هناك سباق للتسليح بالفعل قائلًا "يجب أن تدرك البلدان أنهم إذا توسعوا في قدراتهم النووية فهذا الرئيس لن يتراجع لكنه سيتخذ رد فعل، وأقصد بالحديث بعض الدول وبينها روسيا والصين وغيرهم من الدول التي تحدثت عن زيادة قدراتها النووية، أعتقد أن وجهة نظر الرئيس المنتخب هذه ستتم مالم تعود هذه الدول إلى رشدها وتدرك أنها خطوة غير ذكية لزيادة مخزون الأسلحة النووية حول العالم"، واعتقد سبنسر أن تعليقات ترامب كان ردًا على بوتين موضحًا أنها أخبرت الدول بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تأكيد مكانتها في العالم.
وأصدر جيسون ميلر المتحدث باسم ترامب بيانًا، الخميس جاء فيه " أشار الرئيس المنتخب إلى خطر نشر الأسلحة النووية والحاجة الماسة إلى منع ذلك، ولاسيما لدى المنظمات المتطرفة والأنظمة غير المستقرة، وأكد ترامب ضرورة تحسين قدرة الردع لدينا كوسيلة حيوية، لتحقيق السلام من خلال القوة"، وأعرب بوتين عن شعوره بالمفاجئة من خلال بيانات ترامب ولم يجادل بشأن قوة الولايات المتحدة عالميًا، ونقلت رويترز عن بوتين قوله "فوجئت قليلًا بتصريحات بعض ممثلي الإدارة الأميركية، الذين بدأوا لبعض الأسباب بإثبات أن الجيش الأميركي الأقوى في العالم، ولا أحد يجادل بشأن ذلك، ولم يكن خطاب ترامب الذي أشعل الإنترنت قبل العطلة في أميركا شيء خاص، وتحدث ترامب خلال حملته الانتخابية عن الحاجة إلى تعزيز الترسانة النووية الأميركية والقوات المسلحة".
واقترح وودوارد أن تصريحات ترامب استهدفت الصين وكذلك روسيا، مضيفًا "الصين اليوم تفعل نفس الشئ الذي تفعله روسيا وتبني المزيد من الصواريخ، وكيف تتلاعب روسيا والصين مع بعضهما البعض؟ ويحاول ترامب ممارسة قواعد اللعبة التي مارسها رونالد ريغان، كان ريغان صارمًا وأنفق كمية هائلة من المال على التسليح العسكري، وإذا كنت تخشى السوفييت وميخائيل غورباتشوف فالاتحاد السوفيتي قد ذهب كما نعلم"، وتتناقض كلمات ترامب مع الإرث الذي أراده أوباما من تخفيض عدد الأسلحة النووية في العالم، وفي غضون 90 يومًا الأولى من إدارة أوباما تحدث الزعيم الديمقراطي عن أهدافه بتخفيض عدد الأسلحة النووية، في العالم إلى الحشد في ميدان هرادكاني براغ، قائلًا "نسعى إلى الحصول على السلام والأمن في عالم خال من الأسلحة النووية"، إلا أن واشنطن بوست عندما فحصت سجل أوباما خلال 7 أعوام مضت وجد الصحافيون موقفه مختلطًا".
ونجح اتفاق أوباما مع إيران على الرغم من إشكالياته السياسية مع الجمهورين، وتهديد وجودهم مع قدوم الإدارة الجديدة، ونجح الرئيس في إقناع نحو ربع البلدان التي لديها مواد نووية بنقل هذه المواد من أراضيها، ووقع أوباما معاهدة "بداية جديدة" والتي شملت حدود للأسلحة الجديدة، واقترح الرئيس أيضا كجزء من ميزانية 2017 تخفيض الإنفاق بدرجة كبيرة على البرنامج لوقف انتشار الأسلحة، وعلى الجانب الأخر ظل التمويل العسكري دون مساس بما يسمح بالإنفاق على جيل جديد من الأسلحة، وأعلن السيناتور السابق سام نان لواشنطن بوست في مارس/ أذار 2016 " الرئيس جورج دبليو بوش وأوباما على حد سواء، أشاروا في حملاتهم الانتخابية إلى أن الولايات المتحدة والروسية لازالت علاقتهم على المحك، لا زال لدينا القدرة على تدمير بعضنا البعض، خلال وقت يتراوح بين 30 دقيقة إلى ساعة، وقال كل من الدولتين أنهم سيقوموا بتحسين قدراتهم النووية، ولكن أستطيع أن أقول أنهما لم يفعلا ذلك".
وانتُقد ترامب على مدار حملته الانتخابية لكونه هاو للسياسة الخارجية، وذكر ترامب مسبقًا في لقاء له على شبكة "فوكس نيوز" أنه على اليابان وكوريا الجنوبية الحصول على أسلحة نووية خاصة بهم، للدفاع عن أنفسهم من الكوريين الشماليين الذين يهددون باستمرار حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، ثم تراجع ترامب عن تصريحاته لاحقًا، ففي أغسطس/ أب، سأل خبير في السياسة الخارجية لماذا لا يمكن للولايات المتحدة استخدام أسلحتها النووية؟ قائلًا "إن كان لدينا أسلحة نووية فلماذا لا نستخدمها؟" وكرر سؤاله 3 مرات في لقاؤه في برنامج Morning Joe، بينما نفت حملة ترامب قوله على لسان المتحدث باسم الحملة هوب هيكس.