أوتاوا ـ عادل سلامه
اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإخباره رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، أنّ الولايات المتحدة لديها عجز تجاري مع بلاده، على الرغم من عدم وجود فكرة ما إذا كان هذا الإدعاء صحيحًا، وتباهى ترامب أثناء حديثة في حفلة لجمع التبرعات في ميسوري يوم الأربعاء عن المرشّح الجمهوري في مجلس الشيوخ جوش هاولي، ودافع عن تعليقاته على تغريدة يوم الخميس، مشيرًا إلى أن الحقائق كانت إلى جانبه، "لدينا بالفعل عجز في الميزان التجاري مع كندا، وكما نفعل مع جميع البلدان تقريبا (بعضها ضخم)، كما أن رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو رجل جيد جدًا، ولا يجب القول إن كندا لديها فائض مقابل الولايات المتحدة (التفاوض)، ولكنها لم تفعل، جميعهم تقريبا فعلوا، وهذا ما أعرفه"، وبالنظر إلى عام 2016، فإن الولايات المتحدة تعاني من عجز في السلع مع كندا، إلا أنه في المجمل لدى واشنطن فائض تجاري مع جارتها الشمالية.
وبلغ الفائض التجاري للخدمات الأميركية مع كندا 24.6 مليار دولار في عام 2016، ولكن الولايات المتحدة كان لديها عجز قدره 12.1 مليار دولار في نفس العام في سلع مع كندا، وفقا لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، وبشكل عام، هذا يعني أن الولايات المتحدة لديها فائض تجاري في السلع والخدمات مع كندا يبلغ 12.5 مليار دولار في عام 2016، وفي حفلة جمع التبرعات، قال ترامب إن ترودو كان "رجل جيد" و"رجل حسن المظهر" جاء "لرؤيتي"، وكانت آخر مرة تحدث فيها الزعيمان على الهاتف في 12 مارس/ آذار.
ووجّه ترامب اللوم بشكل عام على الصفقات التجارية السيئة إلى القادة السابقين للولايات المتحدة، أثناء حفلة جمع التبرعات، وبعد الإصرار على أن ترودو كان مخطئًا، قال ترامب إنه أرسل أحد مساعديه، وأحد مساعدي ترودو خارج الغرفة، لافتًا إلى أن ترودو قال "لا لا ليس لدينا عجز تجاري معك، لا يوجد، من فضلك ترامب"، مضيفا "لم أكن أعرف وليس هناك فكرة فقط قلت أنك مخطأ، لا استطيع تصديق ذلك"، وذكر أنّه "حسنا سيدي، أنت على حق، ليس لدينا عجز، لكن هذا لا يشمل الطاقة والأخشاب".
وقام ترامب بتوبيخ عدد من حلفاء الولايات المتحدة والقوى الكبرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين وكوريا الجنوبية واليابان، لتجريد الولايات المتحدة تجاريًا، وهو يعتقد أن السياسات التجارية قد ساهمت في فقدان وظائف التصنيع، ما يعد عمل مهم لقاعدته، على مدى العقود العديدة الماضية، وخلال تصريحاته ليلة الأربعاء، بدا أن ترامب يشير إلى أنه سيسحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية إذا لم يعطه الكوريون الجنوبيون ما يريده في التجارة.
وقال ترامب عن سول "لدينا عجز تجاري كبير معهم ونحميهم، خسرنا المال على التجارة، ونحن نخسر المال على الجيش، لدينا الآن 32 ألف جندي على الحدود بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، دعونا نرى ما سيحدث"، ويأتي هذا التهديد في وقت أشارت فيه الولايات المتحدة إلى استعدادها للتحدث مع الكوريين الشماليين، حيث يشجّع الكوريون الجنوبيون الاجتماع، كما تعطي ملاحظات ترامب غير الرسمية لمحة عن كيفية رغبته في خلط الحقائق في اللقاءات مع قادة العالم من أجل دفع أجندته، وفي بداية هذا الشهر، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض تعريفة جديدة من الفولاذ والألمنيوم، ومنذ ذلك الحين، لفت ترامب إلى أن الدول يمكنها طلب إعفاءات من التعريفات، على الرغم من أنها ستضطر إلى التفاوض على الصفقات معه.