الرياض ـ سعيد الغامدي
أعلن مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي أن "موافقة الحكومة اليمنية الشرعية على اتفاق السلام الذي اقترحته الأمم المتحدة، جاءت بهدف وقف العبث بأرواح أبناء وأهل اليمن ورفع الحصار عنهم، ومنع تدمير مقدرات الشعب اليمني من مؤسسات وبنى تحتية ومنع نهب المال العام، والعمل على إنهاء الانقلاب على الشرعية"، مشيرًا الى أنه "بالرغم من أنه لدينا ملاحظات كثيرة على الاتفاق، إلا أن مسؤوليتنا تجاه شعبنا حتمت علينا الاستجابة لهذا الاتفاق، تقديرا للجهود التي بذلت وتبذل من الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام في اليمن".
وقال مكاوي في حديث صحافي نشر اليوم : "لقد وافقنا على الاتفاق لتحقيق السلام والاستقرار والأمان لشعبنا وبلادنا، علاوة على وقف نزيف الدم الذي يدفعه أبناء شعبنا، إضافة إلى منع آلة التدمير التي يقودها المطلوبون للعدالة الإلهية والدولية". واضاف: "وافقنا على الاتفاق لوقف العبث بأرواح أبنائنا وإخواننا وأهلنا ورفع الحصار عنهم، ومنع تدمير مقدرات شعبنا من مؤسسات وبنى تحتية ومنع نهب المال العام، والعمل على إنهاء الانقلاب على الشرعية والدولة ممثلة برئيس الجمهورية المنتخب عبدربه منصور هادي".
واستدرك مكاوي قائلا إنه "بالرغم من أنه لدينا ملاحظات كثيرة على الاتفاق، إلا أن مسؤوليتنا تجاه شعبنا حتمت علينا الاستجابة لهذا الاتفاق، تقديرا للجهود التي بذلت وتبذل من الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام”، معتبرا أن الاتفاق “خطوة أولى على طريق استعادة الدولة وتحقيق السلام."
وعن حضور قضية الجنوب اليمني وحراكه بمختلف فصائله ضمن نصوص الاتفاق الأممي، أوضح مكاوي في حديثه الى "إرم نيوز" بالقول: "إني أؤكد أنه عندما يحين الوقت لتناول استكمال العملية السياسية في المرحلة المقبلة، ستكون القضية الجنوبية حاضرة وبقوة على أن يتم تمثيل الحراك الجنوبي وفصائله بشكل عادل". وأشار إلى أن "الاتفاق أكد على محورية القضية الجنوبية، من خلال نص يشدد على تلبية تطلعات الشعب في الجنوب، وضمان تمتعه بكافة منافع الحكم الرشيد ومبادئ القانون الدولي الإنساني".
وعن رفض "الحوثيين" للاتفاق قائلا: "لا أرى جديدا في رفضهم وممانعتهم، فمن خلال تجربتنا معهم منذ سنوات ونحن نعلم أن قرارهم بيد الملالي في إيران، وطهران لا تريد الاستقرار لليمن والمنطقة". وأضاف: "كما تعرفون أنهم دأبوا حتى على نقض اتفاقات هم من رسم ملامحها وكتب نصوصها، فكيف بمثل هذا الاتفاق الذي كان عصارة أكثر من تسعين يومًا من المشاورات الماراثونية".
وهاجم مكاوي في معرض حديثه، الرئيس السابق صالح قائلا: "كلنا يعلم بصالح وكذبه وابتزازه وأبلسته ونقضه للعهد والميثاق، وقد التأم في ذلك مع الحوثي حاملا صولجان التخلف والدجل والزيف والخداع، وحققا معا شراكة بذلك، ولكن مع ذلك لم نتوقع أن نصل معهم إلى اتفاق لعلمنا أنهم لا يبحثون عن سلام".
وأكد مكاوي على أن "الأشقاء في دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وكافة دول التحالف العربي، يشعرون بواجبهم الذي يحتم عليهم درء المخاطر عن اليمن وشعبه، لذلك يسعون جادين مع المجتمع الدولي لتحقيق سلام مستدام في اليمن، ولمنع التمدد الإيراني الأخطر على المنطقة والسلام والأمن الدوليين".
وقال مستشار الرئيس إن "إيران تصر على استكمال مشروعها الخبيث، وذلك بإشعال النيران بمنطقتنا وبسط نفوذها والتأثير السلبي على بلدان الإقليم، عبر أدواتها المحلية من المرتزقة، لذلك هي تعمد إلى إفشال كل الجهود الساعية لوقف مخططاتها، من خلال إفشال التوصل لأي اتفاقات تحقق إنقاذ شعبنا ووقف الحرب وعودة الشرعية واستقرار البلاد".
ورأى مكاوي أن "هناك تراخيا يسود التعامل مع الانقلاب بالرغم من صدور القرار الدولي 2216 والقرارات الأخرى ذات الصلة، إضافة إلى الإجماع الدولي حول قضية اليمن وإنهاء الانقلاب خاصة". وتوجه إلى المجتمع الدولي مطالبا إياه بـ"تحمل مسؤوليته لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والشرعية، خاصة بعد كل تلك المناورات والمداورات والمشاورات، في ذات الوقت الذي تستمر فيه مليشيات صالح والحوثي بقتل الناس وتهجيرهم وعزلهم وحصارهم وتجويعهم، وتدمير ما تبقى من مؤسسات وبنى تحتية وممارسة العنصرية والسلالية والتطهير العرقي".
وتطلع مكاوي إلى "مستقبل اليمن الذي لا تتسلط عليه مليشيات مسلحة تحكمها أجندات خارجية، بل يسوده السلام والأمان والاستقرار، وختم قائلا: "لقد ذهبنا إلى الكويت لتحقيق إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة المختطفة، في الوقت الذي تمسكنا فيه بمرجعيات متفق عليها معززة بالقرار الأممي 2216، والقرارات ذات الصلة، ونأمل في أن يتحقق ذلك قريبًا".