باريس - مارينا منصف
وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم التدخل في الانتخابات الفرنسية بعد اجتماعه، الجمعة، مع مرشحة اليمين المتطرّف ماريان لوبان، وأوضح بوتين لزعمية حزب الجبهة الوطنية الفرنسية أن بلاد لا تريد بأي حال من الأحوال التأثير على الأحداث الجارية، مضيفا أنّه "نحتفظ بالحق في التواصل مع ممثلي جميع القوى السياسية في البلاد كما يفعل شركاؤنا في أوروبا والولايات المتحدة على سبيل المثال"، ويأتي ذلك بعد أن حذّرت فرنسا الكرملين من التدخل في شؤونها، بعد أن اتهمت المخابرات الأميركية متسللي موسكو بمساعدة دونالد ترامب على الفوز في انتخابات الرئاسة.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية، أن لوبان التي أعربت عن إعجابها بالزعيم الروسي كانت تزور روسيا تلبية لدعوة من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في البرلمان، ليونيد سلوتسسكي، ويقال إن بوتين أخبرها "أعلم أنكم تمثلون طيفًا سريع النمو من القوى السياسية الأوروبية" على الرغم من قول الكرملن بأن بوتين لم يناقش المساعدات المالية لحملتها وأن اجتماع لوبان والمعارضة ممارسة طبيعية، ولم يتم الاعلان عن اجتماع بوتين مع لوبان هذا الأسبوع عندما أكد البرلمان الروسي أن زعيمة الجبهة الوطنية ستزور موسكو الجمعة للاجتماع مع المشرعين، والتقت لوبان في وقت سابق الجمعة مع رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين، داعية إلى زيادة التعاون مع روسيا في الحرب ضد الإرهاب.
ودعت لوبان إلى إلغاء العقوبات الأوروبية ضد روسيا، مصرّة على أن الاتحاد الأوروبي ليس له الحق في معاقبة روسيا لضم منطقة القرم المتنازع عليها من أوكرانيا عام 2014، ومضيفة أنّه "لا أرى سبب يبرّر الموقف العدائي الحالي للسلطات الفرنسية تجاه روسيا، كنا دائما نعتقد أن فرنسا وروسيا بحاجة إلى الحفاظ على العلاقات التي تربطهما لفترة طويلة وتطويرها"، وظهر بوتين في صورة متحدثًا مع لوبان في الكرملين والتي أحاطتها العديد من الحكومات الغربية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك بريطانيا، وزارت لوبان موسكو في عدة مناسبات وحظت بتغطية إعلامية روسية إيجابية، وتعد لوبان من بين السياسيين الذين دعوا إلى إقامة علاقات أوثق مع بوتين، ووافقت على ضم موسكو لجزيرة القرم من أوكرانيا.
وأقرض البنك التشيكي الروسي ومقره موسكو في 2014 حزب الجبهة الوطنية اليمينية ما يعادل 8 مليون جنيه أسترليني، إلا أن البنك المركزي الروسي ألغى رخصة البنك التشيكي العام الماضي، ما ترك لوبان تبحث عن داعم جديد في البلاد، وأوضح أمين صندوق حزب الجبهة الوطنية فاليراند دي سانت في ديسمبر/ كانون الأول أنّ "فقدان البنك التشيكي يعد ضربة قوية بالنسبة لنا حيث كان القرض الروسي مورد مستقر، لكننا الأن لا نزال نبحث عن قروض".
واتُهمت موسكو بالسعي إلى تعزيز المرشحين المناهضين للاتحاد الأوروبي في الانتخابات الأوروبية، وحذّرت فرنسا الكرملن قبل شهر من التدخل في الانتخابات ، وهدد وزير الخارجية جان مارك ايراولت بتدابير انتقامية في حال التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في أبريل/ نيسان المقبل، واتهم المرشح الفرنسي المستقل ايمانويل ماكرون روسيا في فبراير / شباط الماضي بمحاولة عرقلة مساعيه، واتهم موسكو بالوقوف وراء الهجمات السيبرانية على موقع حملته على الإنترنت وخوادم البريد الإلكتروني الشهر الماضي، وقال المتحدث باسمه بنيامين غريفو متهما الكرملين بمحاولة دعم فيون ولوبان "نصف الهجمات وهي تبلغ المئات يوميا تأتي من أوكرانيا والمعروفة بصلتها بمخترقين ومتجسسين في روسيا"،
وفي الوقت نفسه حذّر إيرولت البرلمان الفرنسى قائلا إنّه "لن نقبل أي تدخل مهما كان في العملية الانتخابية سواء من روسيا أو أي دولة أخرى، وبعد ما حدث في الولايات المتحدة من مسؤوليتنا أن يتخذ الجميع الخطوات اللازمة لضمان احترام سلامة عمليتنا الديمقراطية بشكل تام، وتضع فرنسا حدود واضحة بما في ذلك إجراءات انتقامية عند الضرورة حيث لا يمكن لأي دولة أجنبية التأثير على اختيار الفرنسيين للرئيس القادم".
وهتف إيرولت في حديثه أمام الجمعية الوطنية فيون ولوبان قائلا إنّه "سيكون من الأفضل قيام بعض المرشحين الذين يرون أنفسهم مفضلين من بلد مثل روسيا أن يحتجوا على مثل هذا النوع من النفوذ"، ويأتي ذلك وسط تصاعد التوتر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والغرب، واستقال مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب مايكل فلين، الإثنين، بعد أن ضلّل كبار المسؤولين حول اتصالاته مع روسيا خلال الحملة، واتهمت وكالات الاستخبارات الأميركية بالفعل المخابرات الروسية باختراق رسائل الحزب الديمقراطي التي أحرجت منافسة ترامب هيلاري كلينتون.