باريس ـ مارينا منصف
أظهر استطلاع للرأي الفرنسي أن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون سيفوز بفارق كبير عن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية المرتقبة في السابع من مايو/أيار المقبل. ومنح الاستطلاع 61 في المئة من نوايا التصويت إلى ماكرون في مقابل 39 في المئة للوبان. وقد أجرى الاستطلاع من 25 إلى 27 أبريل/نيسان معهد "هاريس انتراكتيف وانديد" لصالح قناة التلفزيون البرلمانية.
وفي استطلاع سابق أجراه المعهد مساء الأحد بعد الإعلان عن نتائج الدورة الأولى حصل ماكرون على 64 في المئة من نوايا التصويت ولوبان على 36 في المئة للدورة الثانية. ويمكن لماكرون الاستفادة من قسم كبير (69 في المئة) من ناخبي المرشح الاشتراكي الخاسر بونوا آمون، في حين يمكن ان تستفيد لوبان من أقل من ثلث (28 في المئة) أصوات ناخبي مرشح اليمين الخاسر فرنسوا فيون، وفق الاستطلاع.
وكانت مرشحة اليمين المتطرف رأت أن الانتخابات الرئاسية هي "استفتاء مع فرنسا أو ضدها". وقالت لوبان التي تدعو إلى "الوطنية الاقتصادية" خلال تجمع انتخابي في نيس في جنوب شرقي فرنسا، إنها تريد أن "تعيد الى فرنسا حدودا" و "تضبط العولمة" متهمة خصمها ماكرون، وهو رجل أعمال ومصرفي سابق، بالسعي لتحويل البلاد إلى "قاعة سوق".
وتابعت رئيسة "حزب الجبهة الوطنية "مخاطبة نحو أربعة آلاف مناصر يرفعون الأعلام الفرنسية "هذه الانتخابات الرئاسية هي استفتاء مع فرنسا أو ضدها. أدعوكم إلى اختيار فرنسا، وليس ماكرون الذي يعني مشروعه ذوبان فرنسا". وانتقدت مطولا برنامج منافسها الذي تصدر الدورة الأولى الأحد الماضي وتتوقع استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات، مشيرة إلى أنه يحمل مشروع "منافسة معممة بيننا وبين الشركات".
وتابعت: "العولمة هنا. أنا لا أنكرها. أريد ضبطها. من دون طوباوية، مع وضع فرنسا في ظرف يسمح لها باستخراج أفضل ما فيها، وليس الأسوأ". ووعدت: بأنها "ستكون رئيسة تحمي، وتطبق الوطنية الاقتصادية لما هو في مصلحة شركاتنا، وتطور قدرتنا الشرائية من أجل الموظفين والمتقاعدين، وتضمن نظامنا الاجتماعي وعلى الأخص نظامنا الصحي من أجل الجميع".
وقامت لوبن، التي تعِد باستفتاء على مغادرة الاتحاد الأوروبي، برحلة على متن قارب صيد، لعرض دعمها للصيادين الفرنسيين الذين منعوا من العمل من خلال "الكثير من اللوائح الخارجية الأوروبية". وأظهر تسجيل مصور نشرته قناة "بي أف أم تي في" حليف لوبان، جيلبرت كويار وهو يتابع أحد الدلافين في الماء. فيما قالت له مرشحة اليمين المتطرف "ناده مرة أخرى!". وحاولت هي نفسها مناداة الدلفين وكأنما تحضّه على العودة، مطلقة سلسلة من الأصوات الحادة عالية النبرة.
أما منافسها ماكرون، فزار ناديًا رياضيًا للشباب في "سارسيل"، إحدى ضواحي شمال باريس، ذات الغالبية السكانية المختلطة عرقيًا والمحرومة اجتماعيًا.
وبعد يوم من سرقة لوبن الأضواء من اجتماع ماكرون مع نقابيين لبحث شأن مصنع لآلات تجفيف الملابس مهدد بالإغلاق في آميان، عبر ظهورها على بوابة المصنع ذاته، لتحظى باستقبال أكثر دفئا مما تلقاه هو حين وصل المصنع بعد ذلك، أظهرته قناة "بي إف إم تي في" يقول في سارسيل: "لا تستطيع السيدة لوبان أن تأتي إلى منطقة كهذه". أضاف أن "لوبان تريد أن يرحل هؤلاء الأشخاص، إنها تريد تفكيك فرنسا".
كما شارك أيضا في بضع دقائق من لعب كرة القدم. وتم منع محاولة ماكرون الأولى لإحراز هدف عبر عرقلته، لكن، في ظروف غير واضحة تمامًا، تم منحه الفرصة للتسديد على المرمى، ليحرز هدفا على رغم محاولة إنقاذ دراماتيكية من الحارس الشاب.