واشنطن ـ يوسف مكي
يخطّط الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإعلان عن التعهد الأمني الوثيق والتعاون الاقتصادي مع اليابان في بداية زيارة عمل تستغرق عدة أيام مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بهدف تسليط الضوء على العلاقات الدافئة مع دولة مركزية فاعلة في آسيا، وكشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الخميس، أنه من المتوقع أن يناقش ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي وغداء عمل في البيت الأبيض المبادرات التجارية وخلق فرص عمل مع السيد آبي، وتقديم ضمانات قوية له حول التزام الولايات المتحدة بأمن اليابان.
ويعد لقاء ترامب مع آبي، الثاني منذ أداءه لليمين الشهر الماضي، وتأتي الزيارة كفرصة للرئيس الأميركي لتسليط الضوء على الدينامية الإيجابية مع زعيم تربطه به علاقه جيّدة بالفعل إلا أنها قد تمثل وضعًا محرجًا بعد إظهار سياسة الوفاق، الخميس، بين ترامب والرئيس الصيني شي جين، ومن بين موضوعات المناقشة هو كيفية إقامة اتفاقية تجارة ثنائية بين الولايات المتحدة واليابان بعد قرار الانسحاب من اتفاقية Trans-Pacific Partnership للتجارة بين الولايات المتحدة و11 دولة أخرى من بينها اليابان.
ويخطط ترامب إلى تبديد الشكوك حول التزامه بمعاهدة الدفاع المشترك مع اليابان والتي ظهرت خلال حملته الانتخابية عندما أعرب عن استعداده للانسحاب من المعاهدة مالم تفعل طوكيو المزيد لتعويض الولايات المتحدة عن الدفاع عن الأراضي اليابانية، ومن المتوقّع أن يؤكد ترامب دعمه الجمعة للمعاهدة، كما فعل وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس خلال زيارة إلى طوكيو الأسبوع الماضي، موضحًا امتداد ذلك إلى الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي والمعروفة في اليابان بـ "Senkaku"وفي الصين بـ "Diaoyu" حسبما أفاد المسؤولون.
ومن المرجح أن يوجّه السيد آبي أسئلة إلى ترامب بشأن تصريحات الاستفزازية فيما يتعلق باليابان، بما في ذلك تحذيره إلى شركة تويوتا على "تويتر" بأنه سيصفعها بضريبة حدودية كبيرة على صناعة السيارات إذا بنت مصنعها الجديد في المكسيك، واتهاماته إلى اليابان بأنها تحط من قيمة عملتها للحصول على مميزات اقتصادية، ويعد السيد آبي أول زعيم أجنبي يزور ترامب بعد انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني، وتحدث الزعيمان مرات عدة منذ ذلك الحين وفقا للمسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لتجّنب استبقاق المحادثات
وبدأ ترامب علاقة فاترة مع الرئيس الصيني تشي، الذي استشاط غضبا بسبب قرار الرئيس الأميركي بتلقي مكالمة تهنئة من رئيس تايوان الذي تعتبره الصين إقليمًا منشقًا، فضلا عن تشكيكه في سياسة "الصين واحدة" ما دفع ترامب إلى إجراء محادثة هاتفية وصفها البيت الأبيض بكونها ودية للغاية لرأب الصدع وتكريم سياسة الصين بناء على طلب الزعيم الصين.
وتثير زيارة آبي الشكوك في بكين بأن الرئيس دونالد ترامب يعتزم جعل اليابان بدلًا من الصين الدولة المحورية لمشاركته في آسيا، وهو ما يعد نقلة مميزة عن الرئيس الأميركي السابق أوباما الذي استضاف السيد شي عام 2013 لعقد اجتماع قمة غير رسمي في "Sunnylands" بمساحة 200 فدان في ولاية كاليفورنيا، وجمع لقاء ترامب وآبي بين العمل والمتعة بعد الأسابيع الأولى له في منصبه والتي شهدت توترات متبادلة مع الحلفاء القدامي لأميركا بما في ذلك المكسيك وأستراليا وألمانيا، ومن المقرر أن يسافر الزعيمان بعد مؤتمر صحافي وغداء عمل في البيت الأبيض إلى بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث يتم التخطيط إلى إصلاح نادي ترامب Mar-a-Lago لتناول العشاء مع زوجاتهم والاسترخاء في عطلة نهاية الأسبوع
وأوضح المسؤولون أن الزعيمين سيقضيان السبت في لعب الغولف معًا، وأفاد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب دفع تكاليف ضيافة السيد آبي وزوجته في النادي كهدية للزعيم، ما يقضي على الأسئلة الأخلاقية المحتمل إثارتها بشأن ترامب الذي تعهد بالمساهمة في وزارة الخزانة الأميركية بأي أرباح من الزوار الأجانب لعقارات شركته.