طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أن المأزق السياسي في الشرق الليبي، مرتبط بعدم منح برلمان طبرق برئاسة خليفة صالح، الثقة لحكومة الوفاق الوطني، المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة تشكيل جيش موحد، لعلاج المشكلة الأمنية القائمة في مدينة سرت معقل تنظيم "داعش".
وقال في حديثٍ صحافي خاص، إن "دخول المجلس الرئاسي الليبي، إلى العاصمة طرابلس يعد تتويجا تاريخيا للحوار السياسي في البلاد، لكن هذا غير كافٍ، فهناك مأزق سياسي في الشرق يجب معالجته". وأضاف، أن "المشكلة السياسية الجارية شرقي البلاد، متعلقة ببرلمان طبرق، الذي يجب أن يمنح الثقة لحكومة الوفاق ليعطيها شرعية العمل والتحرك ضمن المهام المنوطة بها".
واشار كوبلر الى أن "هناك أغلبية من النواب في البرلمان تساند حكومة الوفاق الوطني، وعبّروا عن هذا في بيان سابق لهم، لكن في كل مرة يجتمع المجلس لمنح الثفة للحكومة، تُغلق أبوابه، وتُقطع الكهرباء، ويتم تخويف البرلمانيين لمنعهم من التصويت. فهناك أقلية في البرلمان تمنع الأغلبية من المصادقة على التشكيلة الوزارية التي طرحها فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي".
واعتبر المبعوث الأممي، أن "قوات مصراته (تابعة لحكومة الوفاق)، تحاصر "داعش" في سرت من الغرب والشرق، وهناك قوات لخليفة حفتر "قائد القوات المسلحة التابعة للحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس طبرق"، أيضا تشارك في حصار المدينة، ويجب الوصول إلى قيادة موحدة تابعة للمجلس الرئاسي الليبي، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشددًا في ذات السياق على "ضرورة البحث عن كيفية دمج قوات حفتر، في صفوف الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني".
وذكّر كوبلر بأنه طلب لقاء حفتر لـ"معرفة مطالبه بخصوص اعترافه بحكومة الوفاق"، لكن الأخير رفض ذلك بحجة "عدم امتلاكه وقتًا للقاء"، وأضاف المبعوث الأممي "أريد أن أعرف ماذا يطلب، لأن هناك فرقًا بين تصريحاته في الإعلام وما يقوله خلال الجلسات الخاصة".
وبخصوص دور تركيا في ليبيا، قال مبعوث الأمم المتحدة، إن "أنقرة تلعب دورًا بناءً للغاية خاصة في الغرب الليبي، ولا أنسى أن أول دولة أرسلت موفدا لزيارة المجلس الرئاسي في طرابلس كانت تركيا".
واستطرد قائلًا "أنا على علاقة وثيقة ومستمرة مع وزير الخارجية التركي، الذي بدوره له علاقات مميزة مع المجلس الرئاسي الليبي". وأعرب، عن اعتقاده أنه بإمكان تركيا أن تلعب دورا إيجابيا ومميزا بالنسبة للاقتصاد الليبي، داعيا الشركات التركية وعلى رأسها الخطوط التركية، للعودة إلى العمل بالعاصمة طرابلس.