واشنطن ـ يوسف مكي
ردَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الاتهامات بحق صهره، مستشاره المقرب جاريد كوشنر التي أفادت التقارير الإعلامية بأنه سعى الى إقامة قناة اتصال سرية مع الكرملين، واصفًا تلك الاتهامات بـ"الأكاذيب". وقال ترامب بعد عودته من جولته الأولى في الخارج، عن مقال "فوكس نيوز" نقلاً عن مصدر مجهول، ان "اتصالات كوشنر السرية مع دبلوماسي روسي كانت حول سورية".
وقال تقرير لـ"فوكس نيوز" ان "الروس، وليس كوشنر، طلبوا خطًا امنيًا من ادارة ترامب للحديث عن الصراع هناك". وادّعى التقرير أن "الدعوة كان من المفترض أن تكون اتصالا لمرة واحدة لبحث نهج الرئيس الحالي للحليف الروسيى. ولم يكن المقصود منه أن يكون خطا دائما للمحادثات".
ويتناقض ذلك مع التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 26 مايو/أيار الماضي، والذي ادعى ان كوشنر ناقش في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عند لقائه بالسفير الروسي لدى واشنطن "إقامة قناة خلفية للتواصل" مع روسيا، خلال اجتماع قبل تنصيب الرئيس ترامب. وأوضحت الصحيفة، ان سيرجي كيسلياك السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، اعترف بأن كوشنر هو من تطرق إلى الأمر خلال اجتماع معه في برج "ترامب تاور" في نيويورك. ونقلت الصحيفة عن كيسلياك قوله ان قريب ترامب اقترح اقامة منشآت دبلوماسية روسية في الولايات المتحدة لاجراء محادثات خاصة.
وتقول فوكس نيوز إنها تلقت معلوماتها من مصدر مجهول على علم بالأمر، وقد نشرت الشبكة الإعلامية تقريرها الاثنين الماضي، بعد يوم واحد من انتقاد ترامب "لوسائل الاعلام المزيفة" لعرضها مقالات حول مصادر قد لا تكون حقيقية. وعلّق ترامب في تغريدة على موقع "تويتر" للتدوينات الصغيرة، على تلك الاتهامات قائلا: "العديد من التسريبات هي أكاذيب ملفقة من قبل وسائل الإعلام"، وفي كل مرة ترفض وسائل الإعلام الكشف عن مصادرها "من الممكن جدا ألا تكون هذه المصادر موجودة، بل هي من اختراع الصحفيين". وتابع أن وسائل الإعلام غطت بشكل "سيء للغاية" انتخابات محلية في ولاية مونتانا حيث فاز المرشح الجمهوري غريغ جيانفورتي بفارق ضئيل.
وكان انتقد المتحدث باسم الرئيس الاميركي مصادر مجهولة خلال مؤتمره الصحفي اليومي، قائلا "لن أناقش ما فعله الرئيس أو لم يفعله، ما يفترض سؤالي عنه هو الكثير من الحقائق التي لم يتم إثباتها عن طريق مصادر مجهولة والتي تم تسريبها حتى الآن ". وقد أعادت المقالة حديث كوشنير مع كيسلياك سرا في برج ترامب بعد أن تم انتخاب وكان باراك أوباما لا يزال رئيسا في وقت الاجتماع الذي هو أيضا في صلب الاتهامات التي شارك فيها مايك فلين مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة دونالد ترامب ، وقد اتهم فلين بإجراء محادثات غير ملائمة مع الروس خلال الفترة الانتقالية أيضا، وحضر اجتماع ديسمبر/كانون الأول مع كيسلياك في برج ترامب، وتابع محادثاته مع السفير الروسي، وادعى خلالها أنهما لم يناقشا الجزاءات، وأن عليهما أن يعقبا مسار المدعي العام بالنيابة الذي اقترب منه بشأن الادعاءات. وغادر كوشنير الاجتماع مع كيسلياك مع نماذج الكشف التي قدمها للحكومة عند تقديم طلب للحصول على تصريح أمني هذا العام في بداية إدارة ترامب.وأدى هذا الإغفال إلى إخضاعه لتدقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بالاشتراك مع تحقيق المكتب في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وقد سارع عدة أفراد في الإدارة الأميركية إلى نجدة كوشنر قائلين إنه ليس من المستغرب إقامة قنوات اتصال غير رسمية مع دول أجنبية بما فيها روسيا.
فى الوقت نفسه، حذر السيناتور الأميركي جون ماكين من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل تهديدا للأمن العالمي أكبر من تهديد "داعش". وقد طلب الديمقراطيون مرارا وتكرارا سحب تصريح كوشنر الأمني حتى يكتمل التحقيق فيه، وجددوا دعواتهم بعد نشر مقال واشنطن بوست. وقال مسؤولون في البيت الأبيض في نهاية الأسبوع أنهم لم يروا أي مشكلة في القناة الخلفية، إذا كانت هناك قناة واحدة.
وقالت كيليان كونواي، مستشار الرئيس، صباح يوم الثلاثاء أن ترامب يحتفظ "بالثقة الكاملة" في كوشنر أيضا. واضافت مدافعة عن كوشنر: "الحقائق هي أن جاريد كوشنر قال منذ البداية انه على استعداد للذهاب وتبادل أي معلومات لديه مع الكونغرس، مع مكتب التحقيقات الفيدرالي". وأضافت: "أعتقد أن من المهم جدا أن نعترف بأن الرئيس قد أعرب عن ثقته الكاملة في جاريد كوشنر وذهب أيضا إلى ملاحظة التقدم الكبير ".