واشنطن ـ يوسف مكي
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، قول محاميه رودي جولياني بأن التواطؤ أمر غير قانوني، مشيرا إلى أنه ليس جريمة بعد أن حدد عمدة نيويورك السابق ما يمكن أن يكون شكلًا قانونيًا جديدًا، وسط التحقيق القائم في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016.
ترامب يدعم رأي محاميه بشدة
وقال ترامب على موقع "تويتر"، حيث أجاب على سؤال رفض أن يجيب عليه عندما سأله الصحافيون له في أحداث الأثنين التي كانت مفتوحة للصحافة"التواطؤ ليس جريمة، لكن هذا لا يهم لأنه لم يكن هناك أي تواطؤ إلا من قبل هيلاري والديمقراطيين".
وأيد الرئيس نظرية قد تسمح لفريقه القانوني بأن يجادل بأنه حتى لو كانت حملته قد اجتمعت مع الروس خلال الحملة، أو ربما حتى اجتماعات منسقة مسبقًا، فإنهم لم يفعلوا شيئًا خاطئًا، حيث أن ليس هناك جريمة محددة تسمى "التواطؤ" مع قوة أجنبية في السياسة.
وتقدم جولياني بهذا الرأي في اليوم الذي تبدأ فيه محاكمة بول مانافورت الرئيس السابق لحملته الانتخابية بتهمة التزوير الضريبي والرسوم المصرفية، بعد تحقيق طويل في علاقاته مع الأوليغارشية الروس.
وقلب ترامب الرأي بعد يوم واحد من قول جولياني إن التواطؤ مع روسيا قد لا يكون جريمة حتى الآن، مما قد يزيد من إمكانية الدفاع القانوني حتى في الوقت الذي يقلل فيه الحظر بعد سلسلة من الإنكار القوي من جانب ترامب بأنه كان هناك تواطؤ من أي نوع.
جيمس كومي يقول رأيه
وقال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق" إن التواطؤ ليس في الواقع شيئا موجودا بموجب القوانين الاتحادية للولايات المتحدة"، جادل كومي، الذي فصله ترامب عن العمل لاحتمال عرقلة العدالة، لقناة "سي إن إن" الإخبارية، في شهر أبريل /نيسان، أن القضية هي ما إذا كان ترامب أو شركاؤه قد تآمروا مع قوة أجنبية لخرق القانون.
وربما يحاول المدعون السعي وراء اتهامات أخرى إذا اكتشفوا ما يعتبرونه سلوكًا إجراميًا في التحقيق الروسي، وسيكون موضوع التحقيق أو أي تهم حول ما إذا كان شركاء ترامب والروس قد تورطوا في مؤامرة لخرق قوانين الانتخابات الأميركية، أو استخدامات غير قانونية لتنفيذ أي جهود.
وأضاف جولياني "إنها حجة شائعة جدا للمحاميين بأن البديل هو أن موكلي لم يقم بذلك، وحتى لو فعل ذلك، فهي ليست جريمة، وقد قلت ذلك مرارا وتكرارا، إن التواطؤ ليس جريمة، الجريمة الوحيدة هي قرصنة، ومن السخف أن نعتقد أن الرئيس فعل ذلك، الآن لماذا أقول ذلك؟ أقول ذلك لمهاجمة شرعية التحقيق".
وكان جيولياني، يقلل من دور رئيس الحملة الانتخابية السابق بول مانافورت، والذي تولى منصبه لمدة أربعة أشهر كرئيس حملة ترامب، وقارن بعد ذلك حملة ترامب الرئاسية، والتي يجري التحقيق فيها من قبل المحامي الخاص روبرت مولر حول روسيا وقرصنة الانتخابات، بوسائل الإعلام التي قد تنشر معلومات مخترقة، قائلا "إذا حصلت على المعلومات التي تم الاستيلاء عليها من الروس وعرضتها قناة مثل سي إن إن، هل ستتعرض لخطر الدخول إلى السجن؟ بالطبع لا ".
ويعتبر الدفاع المحتمل خروجًا واضحا عن ما حافظ عليه ترامب ومستشاروه لأشهر، حيث التأكيد على أنه لم يكن هناك تواطؤ مع روسيا خلال انتخابات عام 2016.
إنكار ترامب التواطئ مع روسيا
وجاء ذلك في أعقاب تقارير الأسبوع الماضي بأن المحامي القديم مايكل كوهين مستعد للتعاون مع المحققين، ويقول إن ترامب كان على علم مسبق باجتماع برج ترامب الشهير في يونيو/ حزيران 2016 حيث التقى دونالد ترامب جونيور مع الروس بعد الوعد بمنافسه هيلاري كلينتون، وحضر الاجتماع أيضا رئيس الحملة السابق بول مانافورت، وصهر ترامب جاريد كوشنر.
وعندما ألقى ترامب بيانا للصحافة من البيت الأبيض في أعقاب اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 16 يوليو/ تموز، كانت مطبوعاته مكتوبة بخط اليد في جميع الاجتماعات والتي كتب عليها "لم يكن هناك أي تعقيد".
وكرر ترامب بانتظام إنكار التورط مع الروس على تويتر، وفي ملاحظاته، كما هاجم جولياني المستشار الخاص روبرت مولر، بعد ساعات من قول الرئيس إن مولر كان يعاني من نزاع أخلاقي بسبب علاقته "السيئة".
واتجه جولياني إلى القنوات التلفزيونة يوم الإثنين لمواصلة هجمات الرئيس على مولر، الذي يقود التحقيق الروسي، وأساء إليه لفشله في دعم موقف ترامب علنا فيما يتعلق بتسريب شريط مسجل بين ترامب ومحاميه القديم مايكل كوهين يناقش فيه دفع الأموال لنجمة مجلة بلاي بوي السابقة.