واشنطن ـ يوسف مكي
تخلى زعماء الاقتصاد عن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وألقى كبار الجمهوريين إليه باللائمة، وُوجهت إليه انتقادات ضمنية من قبل القادة العسكريين إزاء تصريحاته التي أدلى بها ردًا على أعمال العنف التي قام بها المتطرفون البيض في شارلوتسفيل.
ووفقًا لصحيفة "التليغراف" البريطانية، فهذا يمكن أن يكون لحظة حاسمة في فترة رئاسة ترامب والذي أُجبر على حل مجلسين استشاريين، المجلس الاستشاري الصناعي والمنتدى السياسي الاستراتيجي، ويتألفان من كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الأميركية الكبرى، حيث يأتي ذلك وسط إجماع من الرفض العام من جانب الجمهوريين برئاسة الرئيس جورج و. بوش والرئيس جورج ووكر بوش اللذان اصدرا بيانا مشتركا يدين "التعصب" واستندوا إلى إعلان الاستقلال.
واشتمل رد الفعل ضد ترامب النطاق الدولي حيث قامت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي بإصدار توبيخ لحليف بريطانيا الوثيق، حيث قالت :" لا أرى أي تكافؤ بين الذين يؤيدون وجهات النظر الفاشية وأولئك الذين يعارضونها، وأعتقد أنه من المهم لجميع من يتحمل المسؤولية أن يدينوا آراء اليمين المتطرف أينما نسمعهم".
وأدلى ترامب تصريحات متضاربة عدة على مدى أيام عدة حول أحداث يوم السبت في شارلوتسفيل، حيث أسفرت عن وفاة متظاهر مناهضة للفاشية، هيذر هيير، 32 عامًا، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في ولاية فيرجينيا، حيث كان تجمع "وحدوا اليمين" احتجاجًا على قرار مدينة شارلوتسفيل بإزالة تمثال الجنرال روبرت لي، الذي قاد القوات الكونفيدرالية في الحرب الأهلية الأميركية، وحملوا المشاعل، وهتفوا شعارات اليمين المتطرف.
وفى مؤتمر صحافي عُقد الثلاثاء أوضح ترامب "اعتقد أن هناك أخطاء من كلا الجانبين"، مضيفا "هناك أشخاصا طيبين جدا من الجانبين"، ولكن تسببت تعليقاته في حدوث صدمة في جميع أنحاء أميركا واتهموه على نطاق واسع، بما في ذلك العديد من الجمهوريين بتأكيده على أن مسؤولية أعمال العنف التي هزت تشارلوتسفيل تقع على "كلا الطرفين".
أعلن الرئيس الأميركي في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي،"إلغاء المجلس الاستشاري الصناعي والمنتدى السياسي الاستراتيجي في الولايات المتحدة الأميركية"، مشيرًا إلى أن "إلغاء الهيئتين الاستشاريتين أفضل من التعرض لضغوط"، ويضم المنتدى السياسي الاستراتيجي 19 شخصا من بينهم رؤساء جنرال موتورز وول مارت وشركة آي بي إم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة جونسون آند جونسون، اليكس جورسكي: "إن التصريحات الأخيرة للرئيس التي تساوي بين الذين يحرضون على الكراهية على أساس العرق مع أولئك الذين يقفون ضد الكراهية غير مقبولة وغيرت قرارنا بالمشاركة"، وفى واشنطن أكّد الديمقراطيون أن هناك "أزمة أخلاقية" في البيت الأبيض، وأشاروا إلى أن ترامب فقد "السلطة الأخلاقية لقيادة البلاد، بينما قال الرئيسان السابقان بوش الأب والابن ، الجمهوريان: "يجب على أميركا دائما أن ترفض التعصب العرقي ومعاداة السامية والكراهية بجميع أشكالها".
وعلق ، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري البارز، جون ماكين بقوله: "ليس هناك معادلة أخلاقية بين العنصريين والأميركيين الذين يقفون ضد الكراهية والتعصب، وعلى رئيس الولايات المتحدة أن يؤكد ذلك"، فيما أضاف السناتور الجمهوري ليندسي غراهام "أن الرئيس ترامب اتخذ خطوة إلى الوراء"، في حين أشار السيناتور الجمهوري ماركو روبيو "لا يمكن أن تسمحوا للسيد الرئيس بأن يحمل المتهمون البيض جزءا من اللوم".