واشنطن - يوسف مكي
حثّ رئيس غامبيا المنتخب، أداما بارو، المنفيين الذين فروا خلال حكم الرئيس السابق الذي استمر 22 عامًا، على العودة لإصلاح البلاد الواقعة في غرب أفريقيا، وتعهد بارو بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، معلنًا ولادة غامبيا الجديدة. ويعدّ بارو، رجل أعمال سابق، وحارس أمن سابق في متجر أرغوس على طريق هولواي شمال لندن، الفائز غير المتوقع في الانتخابات الرئاسية في غامبيا هذا الأسبوع، وأصبح بارو حاليًا رئيس ائتلاف المعارضة، وتعهد بالرئاسة لفترة انتقالية مدتها 3 أعوام، قبل عقد انتخابات رئاسية مرة أخرى.
وأعرب بارو عن رغبته في عكس قرارات الرئيس السابق يحيى جامح، للانسحاب من مجموعة الكومنولث والمحكمة الجنائية الدولية. وذكر في مقابلة معه، قائلًا "نشهد حاليًا ميلاد غامبيا الجديدة، وأريد أن يكون الجميع على متنها، هذه غامبيا وانتهت لعبة السياسة". وأوضح بارو أنه يدين بنجاحه إلى الأعوام الصعبة التي عاشها في بريطانيا، حيث درس إدارة الممتلكات بين عامي 1998 و2002، وخلال هذه الفترة كان يدفع إيجار مسكنه، ويقوم بوظائف حراسة أمنية في المكاتب والمهرجانات الموسيقية والمخازن، وفي إحدى المرات أوقف لص في متجر أرغوس وحكم عليه بالسجن 6 أشهر، وعاش بارو في منطقة "كيدبووكي Kidbrooke" السكنية التي تنتشر بها الجريمة في جنوب شرق لندن، والتي تم هدمها منذ ذلك الحين.
وتعهد جامح بحكم بلاده لمدة بليون عامًا، إلا أنه أطيح به هذا الأسبوع، بواسطة منافسه غير المحتمل وسط احتفالات في الشوارع. وكان جامح صديق للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وحكم غامبيا لمدة 22 عامًا من خلال شخصية غريبة تعبد السحر والوحشية، واتُهم بسحق المعارضة وتعذيب المعارضين، واعتقد عدد قليل أنه لم يدع نفسه يخسر أمام منافسه بارو في الانتخابات الخميس، إلا أن جامح تقبل نتائج الانتخابات في خطابه عبر الإذاعة المملوكة للدولة، الجمعة، والتي أكدت هزيمته في خطوة فاجئت القارة وأثارت الاحتفالات البرية في العاصمة بانجول. وقال الصياد ياكوبا سيسي، الذي شارك في احتفالات العاصمة، "أشعر بإحساس مختلف والناس سعداء، كيف أننا سنكون أحرار لقول ما نريد أن نقول".
وكان هناك سيارة محملة بأنصار المعارضة يقرعون الطبول، ويجوبون الشوارع، ولا يزال الكثير من الناس يرتدون قميص ائتلاف المعارضة. وأوضح الكثيرون أنه على الرغم من الوجود المكثف للشرطة، كان هناك الكثير من علامات التوتر والعداء، وأظهرت النتائج الرسمية في البلاد أن 1 مليون مواطن منحوا بارو 45.5% من الأصوات في مقابل حصول جامح على 36.7%. وينفي أنصار جامح التجاوزات وانتقاده للقوى الغربية لتدخلها في الشؤون الأفريقية.
وعقد بارو اجتماعًا في منزله، حيث تجمع أنصاره في الخارج، وهناك توقعات مرتفعة بين أنصار بارو لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان وخلق فرص عمل. وأضاف المزارع هاروما ديالو "نتوقع منه معالجة هذه المشاكل وخلق فرص عمل للشباب"، فضلًا عن وجود باب خلفي في غامبيا للمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى أوروبا، وأثنى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بأداء شعب غامبيا في الانتخابات، وأوضحوا أن مؤسساتهم مستعدة لدعم البلاد.