واشنطن ـ يوسف مكي
حذّر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خلفه الرئيس دونالد ترامب، من تعيين مايكل فلين مستشارًا للأمن القومي خلال اجتماع بينهما في المكتب البيضاوي، عقب الانتخابات التي جرت عام 2016، وذلك وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين سابقين في إدارة أوباما.
وحسبما موقع "الديلي ميل" البريطاني، فقد أكد مسؤول في ادارة ترامب ان "اوباما لم يكن من محبي مايكل فلين". وكان البيت الأبيض قد أقرَّ أمس الاثنين بأن اوباما لم يطلب من ترامب تعيين فلين. وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض سين سبايسر إن "فلين كان قد عمل لصالح الرئيس أوباما، وكان ناقدًا صريحًا له، خاصة في ما يتعلق بانعدام الاستراتيجية لمواجهة "داعش" وغيرها من التهديدات التي تواجه أميركا".
وجاءت تلك المعلومات التي صدرت الاثنين من قبل مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ، قبل ساعات من قيام نائب وزير العدل السابقة سالي ييتس بالإدلاء بشهادتها أمام الكونغرس بشأن المخاوف التي أثارتها إدارة ترامب حول التواصل الذي تم بين فلين وروسيا". وستشهد الجلسة المرتقبة، أول ظهور لييتس في مجلس الشيوخ منذ الإطاحة بها، أمام لجنة مجلس الشيوخ للتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الخوض في التفاصيل الأساسية في سلسلة الأحداث التي أدت إلى الإطاحة بفلين في الأسابيع الأولى من إدارة ترامب
وجاءت استقالة فلين بعد تقارير اعلامية تفيد بان الأخير ناقش العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة على روسيا مع السفير سيرغي كيسلياك خلال الفترة الانتقالية الرئاسية والتي تتعارض مع التمثيل العام للبيت الابيض. وابتعد ترامب عن الخوض في مشاكل مستشاره السابق حيث غرد على موقع تويتر قائلا" ان الأمر كان من مسؤولية ادارة اوباما التي أعطت "أعلى مركز أمني" لفلين عندما كان يعمل في "البنتاغون"، ولم يشر ترامب إلى حقيقة أن إدارة أوباما قد أطاحت بفلين في عام 2014.
وفى تغريدة ثانية، قال ترامب "اسألوا سالي ييتس بعد أن تؤدي القسم عما إذا كانت تعلم كيف وصلت معلومات سرية للصحف بعد وقت قصير من إبدائها لمخاوفها بشأن فلين لمستشار البيت الابيض دون ماكجان يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي".
وذكرت سبيسر لمراسل صحفي في وقت لاحق "أعتقد، يا رفاق، أنكم تدركون جيدا مدى مخاوف الرئيس حول تسرب المعلومات السرية وغيرها من المعلومات الحساسة ، إنه أمر يجب أن يهتم به كل أميركي، وقد أوضحه الرئيس منذ توليه منصبه، كان ذلك مصدر قلق كبير". وقال المسؤولون في البيت الأبيض أن ييتس تريد فقط أن تعطيهم معلومات حول اتصالات فلين بروسيا، لكن ييتس من المرجح أن يشهد أنها أعربت عن قلقها للبيت الأبيض حول ما حدث.
وقال ترامب انه لا علاقة له بروسيا ولا يدري بوجود اىعلاقة من جانب مساعديه فى تدخل موسكو فى الانتخابات. ورفض التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي والتحقيقات التي أجراها الكونغرس في العلاقات المحتملة لحملته مع التدخل الانتخابي باعتباره لك خدعة يقودها الديمقراطيون بعد خسارتهم مقاعد في البيت الأبيض. كما اتهم ترامب مسؤولي ادارة أوباما بتسريب معلومات سرية عن اتصالات فلين مع كيسلياك.
ومن المقرر ان يشهد ايضا مدير المخابرات الوطنية السابق جيمس كلابر الذى جذب الاهتمام تجاه مقابلة تلفزيونية فى مارس الماضى قال فيها انه لم ير دليلا على التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا فى الوقت الذى غادر فيه الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي. وقد استدل الجمهوريون على هذا البيان كدليل على حملة ترامب، ولكن التحقيقات لا تزال مستمرة.
وحاول البيت الأبيض أن يلقي الضوء مرة أخرى على الإدارة الأميركية السابقة، قائلا للصحفيين "السؤال الذي يجب أن تسأل نفسك هو إذا كان الرئيس أوباما يساوره القلق حول الجنرال فلين لماذا لم يعلق تصريحه ، بدلا من ذلك قد أعيدت الموافقة عليه قبل شهور".
وأخبر مسؤولون سابقون وكالة "أسوشيتد برس" أن تحذير ييتس حول فلين في يناير توج بأسابيع من القلق بين كبار مسؤولي إدارة اوباما. وقال الرئيس أوباما نفسه في ذلك الشهر لأحد أقرب مستشاريه أن مكتب التحقيقات الفدرالي ،الذي كان في ذلك الوقت يحقق في وجود علاقات محتملة لترامب مع روسيا لمدة ستة أشهر تقريبا، أنه كان يركز بشكل خاص على فلين.
وكان من المقرر ان تحضر ييتس في شهر مارس/آذار امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الا انه تم الغاء جلسة الاستماع. ويعتبر اجتماع اللجنة الفرعية أمس الاثنين واحدا من ثلاثة تحقيقات للكونغرس حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، بالاضافة الى لجان االتحقيقات في مجلسي النواب والشيوخ، ويقود جميع تلك اللجان الجمهوريون.
وتحدث السيناتور ليندسي غراهام، وهو من الجمهوريين في ولاية كارولينا الجنوبية ورئيس لجنة القضاء على الجريمة والإرهاب التابعة لمجلس الشيوخ، بشكل صريح عن التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، ودعا إلى استجابة أميركية أقوى من العقوبات المفروضة حاليا.
ووعد كلٌ من غراهام وكبير الديمقراطيين شيلدون وايتهاوس باجراء تحقيق بين الحزبين. ولكن الاسبوع الماضي اتضح أن غراهام دعا رايس، من حزب الجمهوريين، بشكل مستقل للادلاء بشهادته دون توقيع وايتهوس. ورفضت رايس الدعوة لأن محاميها أكد بإن هذه الدعوة جاءت متأخرة وبدون موافقة من الحزبين.