واشنطن - يوسف مكي
كشف زعيم حزب الاستقلال المؤقت نايجل فاراج، أن الفريق الداخلي لدونالد ترامب لديه تحفظات على حكومة تيريزا ماي، وذلك في أعقاب لقائه مع الرئيس المنتخب في نيويورك.
وأكد فاراج، الذي أصبح أول سياسي أجنبي يقابل الرئيس المنتخب حديثًا ترامب، أن الفريق الجمهوري أثار مخاوف، بشأن تصريحات السيدة ماي، وحكومتها في الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية. وعلى الرغم من المخاوف، قال فاراج إنه "متفائل للغاية" بشأن إمكانية إبرام اتفاق التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد لقائه بالسيد ترامب ومستشاريه في برج ترامب.
واستغل السيد فاراج الاجتماع الذي استمر لمدة ساعة مع السيد ترامب، لإقناعه بإعادة تمثال السير ونستون تشرشل إلى المكتب البيضاوي. وأزال باراك أوباما التمثال النصفي في عام 2008، مما أدى إلى رد فعل غاضب من كبار الساسة البريطانيين. وكان من بينهم بوريس جونسون، الذي هو الآن وزير الخارجية. وقال فاراج إن ترامب كان سعيدًا بالفكرة، وكان "إيجابيًا جدًا" بشأن إعادة التمثال إلى المكتب البيضاوي.
وحذّر من أنه يتعين على السيدة ماي "إصلاح بعض الأسوار"، إذا رغبت في بناء علاقة ناجحة مع ترامب، عقب "تعليقاتها الوقحة" خلال استفتاء الاتحاد الأوروبي. وفي العام الماضي، أثار ترامب رد فعل عنيف من كبار الساسة البريطانيين، بما في ذلك السيدة ماي، مدعيًا أن لندن أصبحت متطرفة لدرجة أن الشرطة كانت تخشى السير في الشوارع. وقالت ماي، وزيرة الداخلية حينها، إن ترامب كان "مخطئًا تمامًا"، وحوالي ثلث مجلس الوزراء الحالي، تسعة من 23 عضوًا، هاجموا ترامب علنًا. وعلى الرغم من أن ترامب قال إنه تمتع بـ"محادثة لطيفة" مع السيدة ماي الأسبوع الماضي، قال فاراج أن بقية فريقه كانوا أقل إعجابًا.
وتابع فاراج "لقد قال ترامب إنه أجرى محادثة لطيفة، على الرغم من أن بعض أعضاء فريقه لديهم تحفظات، بشأن ما قاله أعضاء مجلس الوزراء خلال الانتخابات، وصدقوني، فريقه على علم بالتعليقات". وقال إن انتخاب ترامب كرئيس هي "أنباء رائعة وجيدة بالنسبة لبريطانيا".
وردًا على سؤال لماذا ترامب خصه بالخروج لحضور اجتماع، قال فاراج "لقد أعرب عن امتنانه البالغ لتأييدي له. كما أن فريقه بالكامل مؤيدًا لبريطانيا. أنا متفائل للغاية بشأن مستقبل بريطانيا". وكشفت صحيفة "تلغراف" أن ليام فوكس، وزير التجارة الدولية، كان يخطط للتشاور مع فاراج قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة. وتم منعه لاحقًا من القيام بذلك عن طريق داوننغ ستريت. وقال فاراج إن داوننغ ستريت، منعت السيد فوكس من التحدث إليه لأنهم "يشعرون بالاستياء منه". وأصبح فاراج صديقًا لترامب خلال الحملة الانتخابية، وظهر في اجتماع حاشد معه.
وأكد فاراج في ظهور له على قناة "فوكس نيوز"، السبت، أن فريق ماي كان "وقحًا للغاية" بشأن ترامب. وحثّ ترامب على لقائها، ويأمل أن تكون العلاقة بينهما مماثلة لتلك التي جمعت مارغريت تاتشر ورونالد ريغان. وأكد فاراج "لقد كان شرف عظيم قضاء بعض الوقت مع دونالد ترامب، لقد كان مسترخيًا ومليئًا بالأفكار الجيدة. أنا واثق من أنه سيكون رئيسًا جيدًا، ودعمه للعلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا قويًا جدًا. هذا هو الرجل الذي يمكننا العمل معه". وأشار إلى قضية التمثال قائلً: "أنا مسرور خصوصًا برد فعله الإيجابي للغاية حيال فكرة عودة تمثال السير ونستون تشرشل مرة أخرى إلى المكتب البيضاوي".