واشنطن ـ يوسف مكي
حذّر الرئيس دونالد ترامب من أن أميركا يجب أن تتجنب مشاكل الهجرة التي تواجهها أوروبا - حيث ألقى باللائمة على المهاجرين في القارة على ما وصفه بارتفاع الجريمة في ألمانيا.
وهاجم ألمانيا التى تعتبر أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة، مدعيًا أن الهجرة عبر دول الاتحاد الأوروبي أدت إلى تغيير عنيف في الثقافة.
وكتب في تويته "ينقلب الشعب الألماني على قيادتهم لآن الهجرة تهز تحالف برلين الضعيف بالفعل والجريمة في ألمانيا في طريقها إلى الأمام" وتابع: "لقد ارتكبوا خطأ فادحًا في جميع أنحاء أوروبا في السماح لملايين الناس الذين قاموا بتغيير ثقافتهم بقوة وعنف!"
وتأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي تناضل فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لإنقاذ حكومتها الائتلافية وسط مطالب وزير الداخلية الخاص بها بإعادة المهاجرين إلى الحدود. وتم تسليم ميركل إنذارًا نهائيًا لمدة أسبوعين من قبل شركائها في الائتلاف لضمان التوصل إلى اتفاق بشأن المهاجرين مع الدول الأوروبية المجاورة. أما معارضيها فيعارضون بشدة سياسات الهجرة الخاصة بها، والتي توفر الدخول إلى حوالي 10.000 طالب لجوء كل شهر.
وتدور المواجهة، بينها وبين وزير الداخلية هورست سيهوفر، بشأن ما يجب فعله بشأن معدل الهجرة إلى ألمانيا والتي لديها أكبر عدد من المهاجرين في أوروبا. فحوالي 700.000 شخص طلبوا اللجوء في دول أوروبا في العام الماضي، وفقًا لأرقام من وكالة دعم اللجوء الأوروبية، وكان لدى ألمانيا أكثر طالبي اللجوء من أي دولة أوروبية ، مع أكثر من 200.000 شخص.
وفتحت ميركل الحدود الألمانية لأكثر من مليون شخص فروا من الحروب والظلم والفقر في 2015 و 2016. ويريد سيهوفر، وهو زعيم في الائتلاف الحكومي الهش، إعادة بعض هؤلاء المهاجرين إلى الحدود الألمانية، وهو إجراء تعارضه ميركل دون اتفاقيات مسبقة مع الدول المجاورة.
وإذا ما شرع في تولي مهام منصبه كوزير للداخلية، فإن هذه الخطوة ستؤدي بالتأكيد إلى تفكك التحالف وتقويض حكومة ميركل. وسوف يعلق مصيرها على ما إذا كان المارقون في حزبها سيعطونها الوقت للتفاوض على صفقة مع جيران ألمانيا. وقال المحلل تشارلز ليشفيلد في مجموعة يوراسيا يوم الإثنين إن فرص خسارة ميركل للسلطة نتيجة ارتفاع نسبة اللغط والخلاف الى 25 % وفقا لواشنطن بوست. وكتب ليشفيلد "النعي السياسي للمستشارة أنغيلا ميركل التى تميل إلى أن تكون سابقة لأوانها". لكن ميراث أزمة الهجرة لعام 2015 قد يجبرها على الانهيار المفاجئ خلال الأسبوعين المقبلين.