واشنطن - يوسف مكي
كشف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أنه ينبغي على أميركا أن تسمح للصين بالاحتفاظ بالطائرة من دون طيار التابعة للبحرية الأميركية التي سرقتها، بعد ساعات من وصفه أعمال البلاد بأنها "غير رئاسية" في تغريدة بها أخطاء إملائية.
وكتب ترامب، أن أميركا ينبغي أن تسمح للصين بالاحتفاظ بالطائرة، التي استولت عليها قبل يومين في بحر الصين الجنوبي، وتأتي التغريدة بعد أن أعلن الجيش الأميركي أنه وصل إلى تفاهم مع الصين، لإعادة طائرة شراعية مائية (UUV)، بعد أن اتهمت بكين واشنطن بإثارة الواقعة، وأعلن "البنتاغون" أنه تم الاستيلاء على الطائرة، الخميس، أثناء قيامها بجمع بيانات علمية خاصة من بحر الصين الجنوبي، وجاء في تغريدة ترامب السبت "سرقت الصين طائرة البحوث في المياة الدولية والتابعة للبحرية الأميركية، وسحبتها من الماء وأخذتها إلى الصين في تصرف غير مسؤول".
واتهم ترامب الذي اتبع نهجًا عدائيًا في التعامل مع الصين، بشأن السياسات الاقتصادية والعسكرية بسرقة الطائرة. وأوضح "البنتاغون" أنه أجرى صفقة للحصول على الطائرة، وأضاف بيتر كوك المتحدث باسم "البنتاغون"، "من خلال التعامل المباشر مع السلطات الصينية نجحنا في التفاهم مع الصينيين على إعادة الطائرة UUV إلى الولايات المتحدة". وجاءت رسائل ترامب الحادة بعد أن أعلن مسؤول صيني، السبت، أن بلاده تجري محادثات مع الجيش الأميركي، للوصول إلى قرار سلس بشأن الطائرة، وردت وزارة الدفاع الصينية في استجابة لاذعة "خلال المحادثات أثار الجانب الأميركي الواقعة، وهو رد فعل غير مفيد للوصول إلى قرار سلس بشأن القضية، ونعرب عن أسفنا عن ذلك".
ويعدّ الاستيلاء على الطائرة الأول من نوعه، حيث كانت سفينة الاستطلاع الأميركية USNS Bowditch على وشك استرداد الطائرة الشراعية من تحت الماء، ولكن عندما توقفت السفينة لجمع المعدات أنزلت سفينة صينية، أخرى قارب إلى الماء، وسحبت الطائرة حسبما أفادت سي إن إن، وكانت الطائرة تقوم بأخذ عينات وجميع بيانات عن المياه، ولم يتلق المسؤولون الأميركيون أي رد من الصينيين عندما أذاعوا أن الطائرة أميركية، وعندما تواصل الطاقم الأميركي مع السفينة الصينية للحصول على الطائرة، أوضحت السفينة أنها غادرت المنطقة وفقا ل NBC نيوز، وأصدرت وزارة الدفاع بيانًا، قالت فيه "ليس هذا هو السلوك المتوقع من قوات بحرية مهنية"، وأعلن مسؤولون أميركيون عن شكوى دبلوماسية رسمية، مطالبين بإعادة الطائرة من دون طيار وقيمتها 150 ألف دولار، والتي كانت تجمع بيانات علمية خاصة.
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية في الوقت نفسه، أن البحرية اعتبرت الطائرة من المعدات المجهولة، وذكر يانغ يوجين المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية أن البحرية أزالت الطائرة خوفًا من تشكيل خطر على الملاحة أو السفن المارة والموظفين، مضيفًا "اتخذت البحرية الصينية موقفًا مهنيًا في التحقق من ماهية هذا الجهاز"، وزعم يوجين أن البحرية الصينية أدركت فيما بعد أن الجهاز هو طائرة أميركية من دون طيار، واتهم بيان وزارة الدفاع الولايات المتحدة بنشر السفن وإجراء مسح عسكري في مناطق التواجد الصيني، وذكر يوجين "تعارض الصين ذلك بحزم وتطلب من الولايات المتحدة وقف هذه الأنشطة".
وبيّنت الولايات المتحدة أن الطائرة كانت تعمل بشكل قانوني، لإجراء مسح في بحر الصين الجنوبي، وأن لديها علامة واضحة بالإنكليزية لعدم إزالتها من الماء للتوضيح أنها تابعة للولايات المتحدة، ووصف السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الاستيلاء على الطائرة، بأنه انتهاك صارخ لحرية البحار، مضيفًا "لا يحق للصين الاستيلاء على الطائرة، وأنه سلوك وقح يناسب نمط السلوك الصيني الذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار على نحو متزايد بما في ذلك الاستقواء على الجيران، وعسكرة بحر الصين الجنوبي، وتعدّ حرية البحار من مبادئ النظام القائم على قواعد وليس ذاتية الإنفاذ ويجب على القيادة الأميركية الدفاع إلا أن هذه القيادة تفتقر إلى ذلك على حد بعيد" في نقد لإدارة أوباما.
وكشفت الصين قبل أن تصدر وزارة الدفاع بيانًا، السبت، أنها على تواصل مع نظرائها الأميركيين للتعامل بشكل مناسب بشأن الواقعة التي تعدّ الأخطر بين البلدين منذ أعوام، وذكرت وزارة الخارجية في بيان لها "وفقًا لما نعلمه يعمل الجانبان الأميركي والصيني، على حل هذه المسألة بشكل مناسب من خلال التواصل بين الجيشين"، ويبدو أن الصراع بشأن الطائرة تم حله إلا أن النقاد لا زالوا يسخرون من الخطأ الإملائي لترامب، وانضم للسخرية موقع Merriam-Webster للقواميس، وجاء على موقعها " كلمة اليوم: نحن لا نقول 'unpresidented إنها كلمة جديدة علينا"، من جانبه حذف ترامب التغريدة الخاطئة وأعاد تصحيحها إملائيًا.
وتأتي تغريدات ترامب بعد أسابيع من توجيه العلاقات الأميركية الصينية، إلى حالة من الفوضى، بعد أن تلقى اتصالًا من الرئيس التايواني وانتقاده للحكومة الصينية، وذكر يانغ لغلوبال تايمز "من الطبيعي لنا الاستيلاء على أن مركبة وفحصها ضمن الكثير من الأشياء، التي ترسلها لنا أميركا في عقر دارنا، وكلما علا صراخهم كلما كانت تصريحاتهم جوفاء"، وتكهنت وسائل الإعلام الصينية من أن انتقاد ترامب للصين مع الرئيس التايواني، ربما يحطم البروتوكول، ويقلب التوازن بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وجاء في أحد المقالات في جريدة الشعب الصينية على الصفحة الأولى "الاستفزاز والعبث" بالعلاقات بين الصين وأميركا لن يجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". وقدمت جريدة غلوبال تايمز القومية، صفحة كاملة عن عدم قدرة ترامب على إبقاء فمه مغلقًا منتقدة أكاذيبه، وكتب ترامب بشكل لاذع، الأحد، مستهدفًا الصين، بسبب تخفيض قيمة عملتها وفرض ضرائب على الواردات الأميركية، وبناء منشآت عسكرية في بحر الصين الجنوبي.