واشنطن ـ يوسف مكي
تعهد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مساء الخميس، باتخاذ إجراءات تجاه روسيا، على خلفية مزاعم تورطها في قرصنة معلوماتية، للتأثير على عملية الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وأكد أنه من الضروري اتخاذ إجراءات، وسيفعلون ذلك، في مكان وزمان تختاره واشنطن بعضها سيعلن عنها، وأخرى قد لا يعلن عنها، وأوضح أوباما أن بوتين يعرف مشاعره تمامًا تجاه هذه الأشياء، لأنه حدثه مباشرة عن ذلك.
ونقلت هذه التصريحات صحيفة "ديلي ميل" البريطانية خلال لقاء نشرته الإذاعة الوطنية، وجاءت التهديدات الجديدة في ضوء احتدام التوتر بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب والبيت الأبيض في أعقاب عملية التسليم التي كانت ودية بشكل مدهش، حتى أن ترامب قال إنه يجري مشاورات مع أوباما حول قرارات مجلس الوزراء، وتطرق ترامب، صباح الجمعة، في حسابه على تويتر، إلى موضوع القرصنة مرة أخرى، وسلط الضوء على مضمون الاختراق بدلًا من الاختراق نفسه أو التهديد الذي يشكله التدخل الروسي.
وقال ترامب: "هل نحن نتحدث عن الهجوم الإلكتروني نفسه الذي كشف عن أن رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية أعطى الموضوعات لتناقشها هيلاري كلينتون بشكل غير قانوني". وكان يشير هنا إلى رسائل البريد الإلكتروني المخترقة والتي كشفت عن أن الرئيسة المؤقتة للجنة الحزب "الديموقراطي" دونا برازيل، وأحد المسؤولين في اللجنة الوطنية الديموقراطية، كانت تنظر بشكل مسبق أحيانًا على أسئلة المناظرة وتوفر معلومات إلى معسكر كلينتون قبل انعقاد منتدى الحملة الانتخابية.
وكان ترامب انتقد أوباما، مساء الخميس، بأن وصف السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، جوش إرنست، بأنه "أحمق"، وفي سياق منفصل، أشارت الإذاعة الوطنية إلى أن أوباما تجنب تأييد الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأن روسيا اخترقت حسابات البريد الإلكتروني لمؤسسات ومسؤولين في الحزب "الديموقراطي" بهدف مساعدة الجمهوري دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية على حساب الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وأمر أوباما وكالات الاستخبارات المركزية بإجراء مراجعة كاملة لعملية القرصنة وتقديم تقرير له قبل أن يترك منصبه في 20 يناير\ كانون الثاني، وقال الرئيس الأميركي إلى الإذاعة نفسها: "هناك مجموعة كاملة من التقييمات لا تزال في طور الإجراء بين الوكالات".
وأعلن البيت الأبيض، الخميس، أنه يُحمِّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية المباشرة عن القرصنة المعلوماتية للتأثير في الانتخابات الأميركية، وقال بن رودس، المستشار المقرب من الرئيس باراك أوباما إلى شبكة إم إس إن بي سي: "لا أعتقد أن أمورًا كهذه مع مضاعفاتها تحدث في الحكومة الروسية من دون أن يكون فلاديمير بوتين على علم بها".
ونقلت شبكة "إن بي سي"، الأربعاء، عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن الرئيس الروسي ضالع شخصيًا في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الحزب "الديموقراطي" خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وعلق المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قائلًا "إن هذه السخافة ليس لها أي أساس، كل ما نعرفه عن كيفية تسيير الأمور في روسيا وكيفية إدارة بوتين لهذه الحكومة يدعو إلى اعتقاد ذلك، إننا نتحدث مجددًا عن قرصنة معلوماتية بهذا الحجم في النهاية فلاديمير بوتين مسؤول عما تقوم به الحكومة الروسية".