نيويورك ـ مادلين سعادة
حذر المندوب التركي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة، يشار خالد جَويك، من أن "أي محاولات تغيير الوضع الراهن لمدينة القدس الشريف تعرض التعايش السلمي للخطر"، مشددًا على أنه "يتعين التعامل مع المدينة المقدسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود بأقصى قدر من الاحترام". جاء ذلك في إفادة قدمها السفير التركي فجر اليوم الاربعاء خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي في مقر المنظمة الدولية، حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقال جَويك إن "أولويتنا العاجلة ينبغي أن تتمثل في منع التصعيد، وممارسة ضبط النفس من جانب جميع الأطراف، وفي الوقت نفسه يجب أن نكون واضحين للغاية إزاء أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف بالنسبة للعالم الإسلامي". وحذر من أن "أي محاولات لتغيير الوضع الراهن للقدس الشريف تعرض التعايش السلمي للخطر". مشددًا على أنه "يتعين التعامل مع المدينة المقدسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود بأقصى قدر من الاحترام".
وأردف قائلًا: "لا يمكن قبول إغلاق إسرائيل الحرم الشريف لمدة 3 أيام، يليه قرار وضع أجهزة الكشف عن المعادن في مداخله، بجانب قيود أخرى مفروضة على دخول المسلمين. هذه الأخطاء المتعاقبة، فضلًا عن الاستخدام غير المتناسب للقوة ضد الفلسطينيينن الذين كانوا في الشوارع للصلاة، لا يمكن تبريره بأي وسيلة". وتابع بقوله: "نتوقع أن تستمع إسرائيل إلى نداءات المجتمع الدولي، وأن تفي بالتزاماتها القانونية بوصفها القوة القائمة بالاحتلال.. لقد كان قرار إسرائيل الليلة الماضية بإزالة أجهزة الكشف عن المعادن خطوة إيجابية".
وأعرب "جَويك" عن تصميم تركيا على "مواصلة بذل جهودها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية". وتطرق المندوب التركي إلى الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ أكثر من 10 سنوات. وقال لأعضاء مجلس الأمن إن "تركيا مدركة تمامًا للأوضاع الإنسانية الصعبة في فلسطين، ولا سيما في غزة، ونواصل الجهود لتحسين الأحوال المعيشية للفلسطينيين عبر مشاريع المساعدة الإنمائية والتعمير".
وتابع بقوله: "وقد وصلت الشحنة التركية الثالثة، البالغ قوامها 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، إلى غزة، في يونيو/حزيران الماضي، ونواصل دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نظرَا لدورها الأساسي في حياة اللاجئين الفلسطينيين".
وبشأن الأزمة السورية، قال المندوب التركي إن "تركيا، ومنذ بداية الصراع السوري عام 2011، بذلت جهودًا مكثفة لإنهاء العنف في سوريا، والتوصل إلى حل سياسي يستند إلى بيان جنيف على النحو المبين في قرار مجلس الأمن رقم 2254". وأضاف "جَويك" أن "إطلاق عملية سياسية ذات معني هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة.. المفاوضات الرامية إلى تحقيق هذه الغاية لا يمكن أن تؤتي ثمارها إذا استمر القتال. ولهذا السبب، نشعر بالارتياح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه مع روسيا وإيران وأصبحنا ضامنين له".
وشدد على أن هذا الاتفاق "أدى إلى خفض كبير في العنف، وخلق بيئة أفضت إلى عقد الجولات الثلاث الأخيرة من محادثات جنيف. وقد أظهرت المعارضة مرة أخرى النضج السياسي، وأثبتت مصداقيتها من خلال الدخول في محادثات حقيقية". كما شدد المندوب التركي علي تصميم أنقرة على "محاربة داعش وغيره من المنظمات الإرهابية، مثل بي كا كا الإرهابية". وأضاف "جَويك" أن "تركيا ستواصل مع شركائها الجهود لمعالجة محنة الشعب السوري وإيجاد حل للصراع يفي بتطلعات السوريين المشروعة".