سول ـ عادل سلامه
مع تصاعد المهاترات الخطابية المحرضة على الحرب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة هذا الأسبوع، اعترف الكوريون الجنوبيون الذين يعيشون على خط المواجهة، لصراع محتمل في المستقبل، أنهم كانوا أكثر خوفًا من عدم القدرة على التنبؤ بما سيفعله الرئيس "ترامب" مقارنة بقساوة الدكتاتور المجاور "كيم جونغ أون".
ووفقًا لصحيفة "التليغراف" البريطانية، يعيش أكثر من 55 في المائة من سكان الجنوب، البالغ عددهم 50 مليون نسمة في العاصمة سيول، وحولها، على مسافة قريبة من المنطقة المنزوعة من السلاح التي تفصل بين الجارين المعادين، وقد اعتادوا على العيش تحت ظل الحرب النووية، غير أن نوبة الغضب التي أصابت ترامب والرسائل المتناقضة لسياسة كوريا الشمالية في إدارته أضافت عامل خوف إضافي جعل العديد من مواطني كوريا الجنوبية في حالة خوف.
وكشفت جي سانغ إن، تعمل ممرضة، وتبلغ من العمر 24 عامًا: "أنا أخشى كلًا من الزعيمين ولكنني أشعر بالخوف الأكبر من ما يفعله دونالد ترامب؛ كيم جونغ دائم الحديث ولكن قليل الفعل، فهو دائمًا يشير إلى قيامها بأشياء مجنونة ولكنه لا يفعلها"، مضيفة "أنا خائفة من أن ترامب قد يدفعه لبدء حرب".
ومثل العديد من جيلها، فالسيدة جي لم تشعر بالتوتر إلا من جانب كوريا الشمالية، غير أن أسلوب ترامب القيادي المتقلب قد أحدث خطرًا إضافيًا، وقالت: "أشعر بأن ترامب يحاول إثبات شيء للعالم، مثل محاولة التأكيد على سلطته"، متابعة "لم يستهدف أي زعيم أميركي شخصيًا قيادة كوريا الشمالية قبل ذلك مباشرة لأنهم يعلمون أن هذا لا يعني شيئًا، ترامب يبدو وكأنه شخص من شأنه أن يفعل شيئًا لإثبات أنه مختلف ".
وردًا على التهديدات الوحشية التي أطلقها كلًا من كيم وترامب، أثار الرئيس الكوري الجنوبي مون جاى، وهو محام سابق في حقوق الإنسان، نبرة أدنى مستوى، مشددًا على ضرورة "عاجلة" لتعزيز القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية، حيث أكد الرئيس خلال لقائه مع القادة الستة من القوات المسلحة الثلاث في كوريا الجنوبية خلال مراسم الترقية "أعتقد أننا قد نحتاج إلى إصلاح دفاعي كامل على مستوى جديد بدلًا من إدخال بعض التحسينات أو التعديلات".
وأضاف الرئيس جاي: "أعتقد أن مهمة أخرى تواجهنا حاليًا تتمثل في تأمين قدرات دفاعية لمواجهة استفزازات كوريا الشمالية النووية والصاروخية"، غير أن الرئيس تحول بعد ذلك إلى قطاع الأعمال كالمعتاد، حيث قدم خطة لإصلاح نظام الرعاية الصحية الذي تديره الدولة بشكل كبير بحلول عام 2022.
يبدو أن نهجه موضع ترحيب من قبل الجمهور، وبدأت مقترحات الرعاية الصحية له في أن تصبح توجهًا على موقع "تويتر" في كوريا، وذكر كيم هاي-وون، 27 عامَا، ويعمل رسام" الجميع يعلم أن كوريا الشمالية تحاول جس النبض والاطلاع على كيفية رد كل زعيم، وأعتقد أن الرئيس مون يقوم بعمل جيد يركز على قضايا أخرى، أنا أتطلع إلى قضايا أكثر أهمية مثل سبل عيشنا ورفاهيتنا ".
وتابع "دونالد ترامب، من ناحية أخرى، هو من أحد الأشخاص التي تتحدث دون مسؤولية، وربما لن يتذكر حتى نصف الأشياء التي ينشرها على أي حال "، فيما قال لى جونغ – كوان، 53 عامًا، ويعمل موظف في أحد المكاتب" إن ارتفاع حدة التوترات لن يوقف عطلته الصيفية في منزل "هانوك" التقليدي، حيث يتطلع إلى تذوق أنواع مختلفة من الشاي الأخضر.
ومضى كوان يقول "لا أريد الحرب، ولا أعتقد أن أي شخص يريد ذلك، حتى الكوريين الشماليين أنفسهم، وبالنسبة لي، هؤلاء الناس هم إخوة وشقيقات من كوريا الجنوبية "، مضيفًا "ما أشعر بالخوف منه هو ترامب الذي يثير هذا الزعيم الشاب غير العقلاني الذي لا يعرف حقًا ما يفعله".
واستطرد لي حديثه بالقول: "أنا أعلم أن نوايا كيم جونغ أون هي سيئة، ولكن ترامب ليس بحاجة لتحفيز كوريا الشمالية باستمرار مثل هذا، فذلك لن يساعد على إحلال السلام في شبه الجزيرة، استفزاز كيم جونغ أون سيكون طريقة أخرى لإعلان الحرب، وأنا أخشى من أن يقوم ترامب ذلك".