موسكو - ريتا مهنا
نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الادعاءات التي تقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تواطأ مع روسيا، مؤكدًا أنها ليست الا ادعاءات ساذجة من قبل منافسي الرئيس الأميركي والتي أظهرت عدم احترام الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم. وأكد فلاديمير بوتين على أن مزاعم التواطؤ بين "دونالد ترامب" و روسيا ما هي إلا اختراع من قبل أعداء ترامب لتقويض شرعيته.
وفي حديثه في مؤتمره الصحافي السنوي، الذي عُقد اليوم، أكد بوتين مجدداً انه لم يقوم بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، وقال إن الذين يدعون حدوث عكس ذلك لا يحترمون ناخبين ترامب . وقال إن ذلك قد اخترع من قِبل معارضوا الرئيس "ترامب" لتقويض شرعيته، فالناس الذين يفعلون ذلك يلحقون الضرر بالحالة السياسية المحلية، ويعطلون الرئيس ويظهرون عدم احترام الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم .
وفي مقابلة واسعة النطاق أنكر جاسوس الاتحاد السوفياتي السابق كل الاتهامات ضد روسيا في العام الماضي - بما في ذلك انتهاكات فجه لمعاهدات، وقمع المنافسين في الداخل، واشار ايضاً إلى انجازات ترامب قائلاً إن الأسواق العالمية اثبتت ثقة المستثمرين في مسار ترامب الاقتصادي .
وقال الرئيس الروسي إن ترامب تحدثا على اساس الاسم الاول خلال اللقاءات على هامش مؤتمري قمم دوليين هذا العام واعرب عن امله في ان يتمكن ترامب في النهاية من الوفاء بوعوده الانتخابية لتحسين العلاقات مع روسيا.
وأكد بوتين على ضرورة التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات العالمية. واضاف أن روسيا على استعداد خصوصا للتعاون "البناء" في معالجة ازمة كورية الشمالية. وحذر بوتين الولايات المتحدة من استخدام القوة ضد كوريا الشمالية مضيفاً أن العواقب ستكون "كارثية"، وبيّن أن روسيا تعارض محاولة بيونغ يانغ النووية لكنها أضافت أن الولايات المتحدة "استفززت بيونغ يانغ على تطوير برامجها النووية والصاروخية من خلال التوصل إلى اتفاق عام 2005 وافقت كوريا الشمالية بموجبه على وقفها.
وتابع بوتين أن موسكو تشجعها على الاستماع إلى بيان وزير الخارجية الأميركي "ريكس تيلرسون "حول الاستعداد لإجراء محادثات مع "بيونغ يانغ، مشيرًا إلى أنها "نهج واقعي". وقال الرئيس إن السفير الروسي "سيرغي كيسلياك" الذي كانت اتصالاته مع الوفد المرافق لترامب جزءاً من التحقيقات التى قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونجرسي حول العلاقات بين حملة ترامب وروسيا كان يقوم بمهامه الروتينية مثل اى سفير اخر. كما أصر بوتين على أن قنوات الدعاية الروسية المناهضة للغرب التي تمولها الدولة و تلفزيون "ار-تي" ووكالة "سبوتنيك" للأنباء كان لها وجود بسيط جداً فى سوق الإعلام الأميركي، مضيفاً أن الطلب الأمريكى على تسجيلهم كعملاء أجانب يمثل هجوماً على حرية الإعلام.
وردت روسيا في المقابل وطلبت من القنوات التي تمولها الحكومة الأميركية " صوت أميركا وراديو الحرية الحرة و راديو الحرية" تسجيلهما كموظفين أجانب. كما أعرب الرئيس الروسي عن قلقه ازاء الولايات المتحدة التي تدرس الانسحاب من الاتفاقيات الرئيسية لضبط التسلح النووي ، مضيفا ان موسكو تعتزم الالتزام بها. واشار إلى ان روسيا قلقة بشكل خاص ازاء ما وصفه بانتهاك الولايات المتحدة لمعاهدة "انف" وهي معاهدة أيام الحرب الباردة تحظر الصواريخ متوسطة المدى , واتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك الاتفاق - وهى اتهامات نفتها روسيا.
وقال بوتين إن الاتهامات الأميركية جزء من حملة "دعائية" لتمهيد الطريق لانسحاب الولايات المتحدة , واكد ان روسيا "ستضمن امنها دون الدخول في سباق للتسلح". وقال إن الإنفاق العسكري الروسي في العام المقبل سيبلغ 2.8 تريليون روبل (حوالي 46 مليار دولار، 34 مليار جنيه استرليني) مقارنة بميزانية البنتاغون بنحو 700 مليار دولار. واعلن بوتين الاسبوع الماضي انه سيخوض الانتخابات الرئاسية ، وانه سيعمل على ترشح نفسه، بعيدا عن الحزب الذي تسيطر عليه الكرملين (روسيا المتحدة) الذي يتهم العديد من اعضائها بتهم الفساد , وقال انه يرحب بالمنافسة السياسية ولكنه يصر على ان تقدم المعارضة برنامجا ايجابيا.
وردا على سؤال من مضيفة التلفزيون المشهورة "كسينيا سوبتشاك" البالغة من العمر 36 عاما والتي تحدثه عن الانتخابات الرئاسية في 18 مارس/آذار، قال بوتين اليوم انه لا يخشى المنافسة السياسية لكنه اكد ان الحكومة ستحمي البلاد من محاولات الراديكاليين لزعزعة استقرار روسيا. كما اجاب بوتين على سؤال "سوبتشاك" حول زعيم المعارضة "الكسى نافالنى" الذى اعلن اعتزامه الترشح للرئاسة لكنه مازال محتجاً علي الدخول في الحملة
وواصل بوتين أن حكومته لن تدع الناس مثل "ساكاشفيلى" بأغراق روسيا في حالة من عدم الاستقرار مثل الحال في اوكرانيا ,وردا على السؤال حول اتهامات المنشطات التي تدعمها الدولة والتي ادت الى حظر روسيا من دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2018 فى كوريا الجنوبية , قال بوتين ان هناك عنصراً سياسياً وراء هذه الادعاءات التى نفتها روسيا. ويقول بوتين ان خبير المنشطات الروسي "غريغوري رودتشنكوف" الذي يخضع لبرنامج حماية الشهود بعد فراره الى الولايات المتحدة العام الماضي "تحت سيطرة" مكتب التحقيقات الفدرالي و "الخدمات الأميركية الخاصة".
واختتم بوتين حديثه قائلًا إن تعيين "رودشنيكوف" لتدبير مختبر مكافحة المنشطات في موسكو "خطأ من قبل الذين فعلوا ذلك، وأنا أعرف من فعل ذلك "، لكنه لم يذكر أسماء أو يقولون ينبغي معاقبتهم , و لعبت شهادة "رودشنكوف" دورا رئيسياً في التحقيقات التي أجرتها اللجنة الأولمبية الدولية التي قادتها الأسبوع الماضي إلى الرياضيين الروس الذين يطلب منهم التنافس تحت علم محايد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في "بيونشانغ" .