لندن ـ سليم كرم
تمكّن رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا، من الفوز بفترة رئاسية ثالثة على التوالي، وذلك بعد أن أظهرت النتائج الأولية حصوله على أكثر من 70 في المئة من الأصوات التي شاركت في الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، حسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأضافت الصحيفة أن النتائج تم الإعلان عنها من قبل المجلس الانتخابي، وذلك بفرز الأصوات المتواجدة في حوالي 66 في المائة من مراكز الاقتراع، حيث أوضحت حصول أورتيغا على 72 في المائة من الأصوات، بينما حصل منافسه ماكسيمينو رودريغز على 14 في المائة فقط.
وكان الإعلان بمثابة مؤشر لقيام المئات من أنصار "جبهة التحرير الوطنية الساندنيستية" بتنظيم الاحتفالات في الشوارع، حيث طغت أصوات أبوق السيارات والهتافات في الشوارع، بينما ارتفعت أعلام الحركة "الساندنيستية" الحمراء والسوداء.
وتقول السيدة أنا لويز، أرملة وأم لأربعة أطفال، إنها تشعر بسعادة غامرة لفوز أورتيغا بالرئاسة لفترة ثالثة، معتبرة أن هذا الفوز هو انتصار للشعب الذي يواصل جني الثمار. وأضافت السيدة التي تبلغ من العمر 55 عامًا، أن الثورة الساندنيستية لها الفضل الأول في إيمانها العميق بأنها سوف تواصل طريقها إلى الأمام لأنها تجد الدعم من قبل حكومة جيدة.
وكان أورتيغا قد أدلى بتصريحات بعد الإدلاء بصوته مباشرة أكد خلالها "أن شعب نيكاراغوا هو الذي يقرر الان، والفضل في ذلك يرجع إلى عدم وجود أي جنرال أميركي على أراضي البلاد"، مشيرا إلى السنوات الطويلة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة في شؤون نيكاراغوا. وأضاف "أننا نحن من نقوم بعد الأصوات... إنها ديمقراطية السيادة."
يذكر أن أورتيغا بدأ حياته كمقاتل، حيث شارك في الثورة الساندنيستية في عام 1979، والتي أسقطت الديكتاتور أنستازيو سموزا، ليقود البلاد بعد ذلك في حرب أهلية خلال الثمانينات من القرن الماضي ضد متمردي "الكونترا" الذين دعمتهم الولايات المتحدة، حيث أسفر هذا الصراع عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص، ونشوب أزمة اقتصادية في جميع أنحاء البلاد. وعلى الرغم من خسارته لانتخابات عام 1990 في بلاده، إلا أنه عاد إلى السلطة من جديد في عام 2006.
وترى المعارضة السياسية في البلاد أن أورتيغا حاليا يعمل لتأسيس ديكتاتورية عائلية، حيث أنه يقوم بتعيين أقاربه في المناصب الرئيسية في الدولة في مسعى لاحكام سيطرة أسرته على مقاليد السلطة في البلاد، كما أنه أجرى تعديلات دستورية لمد فترة وجود الرئيس.
وتستشهد المعارضة على ذلك باختياره لزوجته لتكون نائبا لرئيس الجمهورية خلال حملته الانتخابية الأخيرة، خاصة في ظل ما يتواتر حول الظروف الصحية التي مر بها خلال الفترة الماضية. ويقول رودريغز، والذي خاض الانتخابات ضد أورتيغا، إن الرئيس يتحرك في طريقه نحو توطيد ديكتاتوريته متجاهلا كافة الأصوات الأخرى التي تندد بالانتهاكات التي يرتكبها، موضحا أن الساندنيستيين أنفسهم يدركون أن أورتيغا أسوأ من سموزا الذي أسقطه قبل ما يقرب من 40 عامًا.
إلا أنه بالرغم من الانتقادات الكبيرة التي تلقاها اورتيغا، إلا أن المؤسسات الاقتصادية العالمية وعلى رأسها صدوق النقد الدولي والبنك الدولي أشادت بالوضع الاقتصادي في البلاد، في ظل تمكنها من تحقيق نمو اقتصادي كبير يتجاوز الـ5 بالمائة.
ويرجع الفضل في النجاحات الاقتصادية التي تشهدها نيكاراغوا إلى التمويل الذي تتلقاه الحكومة من نيكاراغوا، بالإضافة إلى خطوات دعم القطاع الخاص خلال المرحلة السابقة، وهو الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في تحسن الأوضاع الاقتصادية بصورة كبيرة.
وبالرغم من تأرجح العلاقة صعودا وهبوطا بين الولايات المتحدة ونيكاراغوا، إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما احتفظ بعلاقات جيدة معهم، وهو الأمر الذي ساهم في تحول أورتيغا إلى نهج أكثر دبلوماسية في التعامل مع الإدارة الأميركية.