كشف رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، أنه سيعلن "قراره النهائي" بشأن التصديق على اتفاق عالمي حول التغير المناخي في باريس، الاسبوع المقبل، وذلك بعد تعرضه لضغوط شديدة من قادة العالم في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى" G7" في صقلية.
جاء اعلان الرئيس المفاجىء فى شكل تغريدة على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، والتي أرسلها صباح السبت، وهو اليوم الاخير من اول زيارة له، كتب خلالها: "سأصدر قراري النهائي بشأن اتفاق باريس الأسبوع المقبل"، بينما كان قد رفض فى وقت سابق التعليق على الاتفاق، حيث هدد بالانسحاب من اتفاقية التغير المناخي، ورفض أيضا القبول بفكرة الاحتباس الحراري واعتبرها "خدعة".
وكتبت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الاعضاء الستة الآخرون فى مجموعة السبعة قد صوتوا على الالتزام باتفاقية باريس المناخية، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على المحادثات، الذي طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة المسألة قبل الإعلان الرسمي، فيما اول قادة المجموعة إقناع ترامب في بروكسل في اجتماعات الناتو والاتحاد الأوروبي، ثم في صقلية في اجتماع مجموعة الدول السبع، ولم يوضح ترامب بعد موقفه، وبموجب اتفاق مجموعة السبعة، ستمنح إدارة ترامب مزيدًا من الوقت للنظر فيما إذا كانت ستظل الولايات المتحدة ملتزمة باتفاق باريس لعام 2015 للحد من انبعاثات الكربون.
ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إن المناقشات حول تغير المناخ "غير مرضية أبدا"، مضيفة "لدينا هنا موقف ستة ضد واحد، واننا طرحنا الكثير من الحجج"، فيما أوضح رئيس الوزراء الايطالي باولو جنتيلوني، الذي ترأس الاجتماع: "لن تغير موقفنا من اتفاقية المناخ حتى لو لم تقرر الولايات المتحدة موقفها بعد، وآمل أن تقرر بالطريقة الصحيحة.
"وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لترامب أنه "من المهم لسمعة الولايات المتحدة ومصلحة الأميركيين انفسهم أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة باتفاق المناخ في باريس"، إلا ان ترامب رد بأنه متردد فى التوصل إلى تسوية مع القادة الاوروبيين حول العديد من القضايا الرئيسية التى دفعت رئيس المجلس الاوروبى دونالد تاسك الى الاعتراف بان الاجتماع سيكون الاكثر تحديًا منذ سنوات.
وكانت إيطاليا الدولة المستضيفة للقمة تأمل في أن تركز على أزمة الهجرة في أوروبا والمشكلات في أفريقيا المجاورة، لكن الانقسامات الداخلية بين دول المجموعة والتفجير الانتحاري الذي استهدف مانشستر في بريطانيا يوم الاثنين وقتل 22 شخصًا جعلت مواضيع أخرى تطغى على جدول الأعمال الإيطالي، لكن قادة خمس دول أفريقية انضموا للقادة العالميين لمناقشة إمكانيات قارتهم، واختارت إيطاليا تاورمينا في صقلية كمكان للاجتماع لترمز إلى قلق العالم من محنة اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال ترامب لقادة مجموعة الدول السبع من بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان يوم الجمعة إنه لم يقرر بعد ما اذا كان سيؤيد اتفاق باريس بشأن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة أم لا، فيما أوضح المستشار الاقتصادى للرئيس الأميركي، غارى كوهن، فى المحادثات السنوية فى صقلية "ان اساسه لاتخاذ قرار فى نهاية المطاف سيكون افضل ما يكون للولايات المتحدة"، وكان كوهن يشير الى ما اذا كان ترامب سينفذ تهديده بالانسحاب من اتفاق باريس حول مكافحة تغير المناخ ، لكن عباراته تلخص أيضا منصة "أميركا الأولى" التي هيمنت على خطابه الانتخابي.
وقد حظي الزعماء بحسن الحظ بالتوصل إلى اتفاق بشأن صياغة في البيان الختامي للقمة الذي تعهد بمحاربة إجراءات الحماية التجارية ويلزم الجميع بنظام تجاري دولي مؤسس على قواعد، لفيما كان التعهد بعدم الحماية التجارية جزء من بيانات مجموعة السبع السابقة، لكنه تم حذفه بعد اجتماع وزراء مالية المجموعة فى وقت سابق من هذا الشهر فى باري، ايطاليا.
وأشار دبلوماسي أوروبي طلب عدم ذكر اسمه "في النهاية أقنعناهم بوضع محاربة إجراءات الحماية التجارية في البيان الختامي وكان ذلك خطوة للأمام"، فيما علق قادة دول المجموعة في البيان الختامي لقمتهم "نكرر التزامنا بإبقاء أسواقنا مفتوحة ومكافحة الحمائية، مع البقاء حازمين حيال الممارسات التجارية السيئة"، في حين أكدت إدارة ترامب أن التجارة يجب أن تكون متوازنة ونزيهة وكذلك حرة، كما شدد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، أن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق فى الحماية إذا كانت الترتيبات التجارية غير عادلة للشركات والعمال الأميركيين، ويبدو أن موقف ترامب قد تم تناوله بلغة جديدة في اتفاق مجموعة السبعة الأخير الذي قال إن الدول الأعضاء "ستقف راسخة ضد جميع الممارسات التجارية غير العادلة".
ووجدت القمة يوم الجمعة تأييدًا مشتركًا لمطالبة بريطانية تحث مقدمي خدمات الانترنت وشركات وسائل الاعلام الاجتماعية على القضاء على المحتوى الجهادي على الانترنت بعد مقتل 22 شخصًا في تفجير حفلة مانشستر في شمال غرب انجلترا هذا الاسبوع، وستعتمد مجموعة الـ 7، التى تحث اليابان عليها، على استخدام لغة مشتركة ضد كوريا الشمالية بعد سلسلة من التجارب الصاروخية التى تقوم بها الدولة المسلحة نوويا، وبمجرد انتهاء رحلته الخارجية الأولى، يوم السبت، سيعود ترامب إلى الولايات المتحدة حيث يتعرض لضغوط متزايدة بسبب التحقيقات في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة التي فاز بها نوفمبر/تشرين الثاني.