واشنطن ـ يوسف مكي
شكّك مستشارو دونالد ترامب في مصداقية مساعد حملة ترامب الرئاسية جورج بابادوبولس الذي اعترف بالكذب في الاتهامات الموجهة إليه، خلال التحقيقات التي أجراها معه مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن تعاملاته مع روسيا، وأكّد المستشارون لصحيفة دايلى ميل.كوم، يوم أمس الخميس، بأنّ بابادوبولس، الذي حاول تنظيم لقاءات بين موظفي الحملة والمسؤولين الروس للحصول على ما لديهم من معلومات قد تسيء إلى هيلاري كلينتون وحملتها الانتخابية، حيث كان حريصًا كل الحرص على إخفاء ما كان يقوم به عن مشرفيه في الحملة، بمن فيهم النائب العام جيف سيشنز.
وصرّح مدير لجنة ترامب الاستشارية للأمن القومي السابق جاي جي جوردون، لصحيفة دايلى ميل.كوم، أنّه أُبقي عمدًا في الظلام، كما حصل مع سيشنز، الذي كان يرأس اللجنة، حول جهود بابادوبولوس واسعة النطاق لعقد اجتماعات بين موظفي الحملة والمسؤولين الروس، وقلل جوردون من دور بابادوبولوس في حملة ترامب، ويأتي هذا بعد أيام قليلة من إعلان المدّعين الفيدراليين أنّ بابادوبولوس اعترف بالذنب بشأن الكذب على المحققين حول اتصالاته مع المسؤولين الروس.
وتُظهر هذه التصريحات بعض الالذكاء حول الاستراتيجية التي يخطط مسؤولي حملة ترامب لتبنيها فيما يتعلق بتلك التهم، بينما تصاعدت الأسئلة حول ما إذا كان سيشنز لديه أي معرفة بالاتصالات بين بابادوبولوس وروسيا، وتشير إلى المخاوف المتزايدة من الضرر الذي قد تسببه ادعاءات بابادوبولوس على أعضاء حملة ترامب الرئاسية، ما قد ينتج عن تعاونه مع مكتب التحقيقات الفدرالي من أجل الحصول على صفقة.
يشار إلى أنّ بابادوبولوس كان عضوًا في لجنة ترامب الاستشارية للأمن القومي بين مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2016، في حين كان غوردون مدير اللجنة آنذاك، وشغل السناتور جيف سيشنز منصب رئيس اللجنة.
وصرّح جوردون أنّ سيشنز رفض فكرة بابادوبولوس حول عقد اجتماعات مع مسؤولين روس الذي، كان قد اقترحها للمرة الاولى خلال اجتماع مارس/آذار 2016، وافترض أنّ بابادوبولوس قد تراجع عن الأمر بشكل نهائيّ، على خلفية التساؤلات حول ما إذا كان سيشنز على علم باتصالات بابادوبولوس مع المسؤولين الروس أثناء توليه منصب رئيس اللجنة الاستشارية، وقدم سيشنز شهادته في الكونغرس في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وأفاد فيها أنّه لم يكن لديه علم "بأي شخص ينتمي إلى حملة ترامب على تواصل مع الحكومة الروسية خلال الحملة".
وأكّد جوردون أنّ بابادوبولوس لم يحضر سوى اجتماعين من الاجتماعات الستة التي عقدتها اللجنة، بما فيها اجتماع حضره دونالد ترامب في 31 مارس/آذار عام 2016، حيث طرح بابادوبولوس، خلال هذا الاجتماع، إمكانية عقد اجتماع مع المسؤولين الروس، لافتًا إلى أن سيشنز سرعان ما أوقفه عن الحديث، ولم يعاود بابادوبولوس طرح الفكرة عينها أمام اللجنة مرة اخرى.
ووجّه المدعي الخاص روبر مولر اتهامات لبابادوبولوس بالكذب في تحقيقات أجراها معه مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن اتصالاته مع المسؤولين الروس، الذي اعترف بدوره بعد اعتقاله في شهر يوليو/ تموز بأنه مذنب، ويقلّص منذ ذلك الحين مسؤولو حملة ترامب من دور بابادوبولوس في الحملة، حيث وصفه أحد المسؤولين السابقين في الحملة بقوله: "إنه أحمق تمامًا"، كما وصفه ترامب مغرّدًا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عقب اتهامه، هذا الأسبوع، بأنه "كاذب" و"متدني المستوى"، قائلًا: "القليل من الناس يعرفون هذا المتطوّع الشاب المتدنّي المستوى الذين يدعى جورج، وقد ثبت أنّه كاذب بالفعل".