أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الأربعاء عن حزنه الشديد لعدم تمكنه من اصطحاب "القطة لاري" معه إلى المنزل بعد انتهاء فترة ولايته كرئيس لوزراء بريطانيا، مشيرًا الى حبه الكبير للقطة "لاري" صائدة الفئران الرسمية في مقر رئاسة الوزراء البريطانية . هذ الحزن والحب عبر عنهما كاميرون في كلمة ألقاها أمام مجلس العموم البريطاني في آخر جلسة حضرها كرئيس للوزراء ، قبيل تقديم استقالته من رئاسة الحكومة للملكة "إليزابيث الثانية" رسميًا اليوم.

وتطرّق كاميرون في كلمته خلال الجلسة المعنونة بـ "أسئلة لرئيس الوزراء"، إلى قضايا أزمة السكن، والفساد، والاقتصاد، والصحة، والدفاع، والسياسة الخارجية للبلاد، وردّ على أسئلة النوّاب حول إجراءاته التي قام بها خلال فترة ولايته البالغة 6 أعوام.
وفي ردّه على سؤال لأحد النواب البريطانيين، حول جدول أعماله اليوم، قال كاميرون إنه سيلتقي الملكة إليزابيث فقط، مشيرًا الى أن برنامجه بالنسبة للوقت المتبقي بعد ذلك "هادئ بشكل ملفت".

وحول دعم بلاده لقوات البيشمركة في العراق وتقديم الخدمات العلاجية لها في حالات الإصابة جراء الاشتباكات مع تنظيم "داعش" الإرهابي، أوضح كاميرون أن "الأكراد محاربون شجعان، ويساهمون بشكل مهم في الحرب ضد "داعش" في سوريا والعراق.

وشدّد كاميرون على أن استراتيجية بلاده في الحرب ضد داعش "مُجدية"، مشيرًا أن التنظيم خسر 45% من مناطق سيطرته في العراق، وأكثر من 25 ألفًا من مقاتليه، فضلًا عن قطع مصادر تمويله، وازدياد عدد الهاربين من صفوفه إلى جانب انخفاض تدفق المقاتلين الأجانب المنضمين له بنحو 90%.
كما علّق على الذكرى السنوية لمجزرة "سربرنيتسا" التي وقعت خلال حرب البوسنة عام 1995 وراح ضحيتها أكثر من 8 آلاف من مسلمي البوسنة، مبينًا أن وزارة خارجية المملكة المتحدة ستنظم حفلًا خاصًا بهذه المناسبة.

وحول النصائح التي تقدّم بها إلى خليفته "تيريزا ماي" بخصوص خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أعرب كاميرون عن تهانيه الحارة لـ "ماي" بمناسبة توليها رئاسة حزب المحافظين الحاكم، مشيرًا إلى ضرورة بناء علاقات وثيقة مع الاتحاد قدر الإمكان، وخاصة في ما يتعلق بالمصالح التجارية والأمنية.
 
ولفت كاميرون الى أنه سيشتاق خلال المرحلة المقبلة للازدحام والضجيج في جلسات البرلمان البريطاني، وأنه سيشارك فيها بعد اليوم بصفة "نائب"، وقال: "بإمكانكم تحقيق وإنجاز أشياء كثيرة في السياسة لأجل البلاد والمصلحة الوطنية"، مشيرًا أنه ليس هناك شيء مستحيل إذا توفرت العزيمة.