لندن ـ سليم كرم
سلطت صحيفة بريطانية، الضوء على انتقادات الأوساط السياسية فى بريطانيا لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، والذي أثيرت حوله شائعات برغبته في العودة الى الحياة السياسية لأنه "يشعر بالملل". وقيل إن كاميرون يأمل في العودة إلى سياسة المواجهة وشغل منصب وزير الخارجية بعد ترك تيريزا ماي رئاسة الوزراء.
وحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد أثارت الشائعات السخرية والرفض من قبل أعضاء البرلمان ، حيث اتهمه البعض بأنه السبب في المتاعب التى تشهدها البلاد حاليا. ، بينما قال آخرون إنه "ألحق أضرارًا كافية". وقال زميل كاميرون في الحكومة السابقة إيان دنكان سميث، إنه سيكون من "الغريب" إذا حاول العودة إلى الوضع السابق. وأصاف أنه لا زال "غير سعيد" لأنه استقال فجأة من الوزارة بعد خسارته الاستفتاء.
وكان رد الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي متناقضة أيضًا ، حيث قال مستخدمون إنه "حمل البلاد على عاتقيه" ويجب أن "يحصل على تعيين" بدلاً من ذلك. وقال مصدر لصحيفة "صن": إن "ديفيد كاميرون كرس حياته للخدمة العامة ، وكثيرا ما قال إنه لن يستبعد شغله أي منصب عام في يوم ما ، محليا أو دوليا. فهو لا يزال في الـ52 من عمره ولا يزال صغير السن".
وأضاف المصدر أن كاميرون يَعتبر العودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى، كخط المواجهة إذا دعاه زعيم حزب المحافظين المستقبلي". وبالطبع سيتعين على رئيس الوزراء السابق إعادة انتخابه نائباً ، إذا أراد أن يأخذ مكانه في الحكومة المقبلة. وستكون هذه الخطوة مماثلة لوليام هيغ الذي عاد ، بعد قيادته الفاشلة لحزب "المحافظين" ، في عهد حكومة كاميرون كوزير للخارجية.
وكان كاميرون استقال من رئاسة الوزراء بعد هزيمته في استفتاء الاتحاد الأوروبي. وفي جزء من خطاب مغادرته قال: "أنا أحب هذا البلد ، وأشعر بالفخر لأنني خدمته وسأفعل كل ما بوسعي في المستقبل لمساعدة هذا البلد العظيم على النجاح".
ورفض متحدث باسم ديفيد كاميرون الليلة الماضية التعليق على الموضوع. وقالت النائب العمالية آنا تورلي: "إن الإحساس بالاستحقاق غير واقعي، من فضلك ابتعد وفكر في ما قمت به".
وقال عضو بارز آخر في "حزب العمال" يفيت كوبر ، على "تويتر": "ماذا !!!! لأنه عمل بشكل جيد في المرة الأخيرة سيقوم بالترشح هذه المرة؟" انك أسوأ من بوريس جونسون ".
أما إيفيت كوبر عضو البرلمان البريطاني أيضاً، فقالت: "شعور بالتفوق غير معقول، من فضلك اذهب بعيدا وفكر في ما فعلت"، وأضافت على "تويتر" متسائلة عن سبب عودة كاميرون "لماذا؟ هل لأنك قمت بعمل جيد للغاية في السابق؟ لقد دمرت أقوى شراكة دولية لنا عن طريق الصدفة، وهذا يجعلك أسوأ حتى من بوريس جونسون".
ومن المعروف أن ديفيد كاميرون أعلن استقالته في اليوم التالي مباشرة لاستفتاء الـ"بريكست" وذلك بعدما جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذكرت تقارير صحفية وقتها أن كاميرون كان يتوقع أن النتيجة ستأتي لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، مما يعني استمراره في منصبه، وفي نفس الوقت يكون استجاب لرغبة البريطانيين في إقامة استفتاء شعبي، الأمر الذي اعتبره محللون "مقامرة سياسية فاشلة بلا تخطيط أدخلت بريطانيا في دوامة مفاوضات مع بروكسل للاستعداد لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، بينما كاميرون نفسه يعيش حياة هادئة بلا مشاكل".