واشنطن - يوسف مكي
أعلن مرشح الحزب "الجمهوري" للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، نهاية بناء الدولة إذا انتخب رئيسًا واستعاض عنها بما وصفه المساعدون باسم "واقعية السياسة الخارجية" والتي تركز على تدمير تنظيم "داعش" والمنظمات المتطرفة الأخرى. وأوضح ترامب في كلمة له الأثنين في "أوهايو" أن البلاد بحاجة إلى العمل مع أي شخص يشارك في هذه المهمة بغض النظر عن الخلافات الأيديولوجية والاستراتيجية الأخرى، وكأنه يقول إنَّ " أي دولة سترغب في العمل مع الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم "داعش" المتطرف ستكون حليفة للولايات المتحدة". وأوضح المستشار السياسي البارز لترامب ستيفن ميلر أنه في حين أننا لا يمكننا اختيار أصدقائنا يجب علينا أن ندرك أعداءنا".
وانتقدت حملة مرشحة الحزب "الديمقراطي" هيلاري كلينتون، مدير الحملة الانتخابية لترامب عشية خطابة بسبب علاقاته مع روسيا ومصالحه الموالية للكرملن، في إشارة واضحة لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" ليلة الأحد، وزعمت القصة أن بول منافورت تلقى 12.7 مليون دولار من الرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا وحزبه السياسي للعمل كمستشار لمدة 5 سنوات، فيما أنكر محامي منافورت تلقي موكله لهذه المبالغ.
ومن المتوقع أن يضع ترامب الخطوط العريضة لمقترحه بشأن سياسته تجاه الهجرة والتي بموجبها تتوقف الولايات المتحدة عن إصدار تأشيرات في أي حالة حين لا يمكنها إجراء اختبارات كاملة. ويعد ذلك أحدث إصدار من السياسة التي بدأت مع دعوة ترامب غير المسبوقة لمنع دخول المسلمين الأجانب مؤقتا إلى البلاد، وهو ما انتقدته كافة الأحزاب باعتباره منافيا للطبيعة الأميركية. وقدم ترامب معيارا جديدا بعد مذبحة الملهي الليلي للمثليين في "أورلاندو" في فلوريدا في يونيو/ حزيزان الماضي. وأضاف ميلر أنه "وفقا لملاحظات بشأن حادث أورلاندو يصف ترامب الحاجة إلى تعلق إصدار تأشيرة دخول مناطق جغرافية لها تاريخ من تصدير الإرهاب مؤقتا حيث لا يمكن أن تتم الاجراءات الكافية"، ومن المتوقع أن يعلن ترامب اختبارًا أيديولوجيًا جديدًا لقبول دخول البلاد من شأنه تقييم مواقف المرشحين للدخول من قضايا مثل الحرية الدينية والمساواة بين الجنسين وحقوق المثليين.
وسيتم فحص المتقدمين للجوء من خلال الاستبيانات والبحث في وسائل الاعلام الاجتماعية وإجراء مقابلات مع الأصدقاء وأفراد العائلة لمعرفة ما إذا كان المتقدمون يدعمون القيم الأميركية مثل التسامح والتعددية. ومع المتوقع أن يصرح ترامب بعبارات واضحة في خطابه مثل " أثناء الحرب الباردة كانت الأمة في صراع ايديولوجي مع الاسلام الراديكالي".
وحذرت هيلاري كلينتون المرشحة المنافسة لترامب وكبار المسؤولين في الحكومة الأميركية من مخاطر استخدام هذه اللغة لوصف الصراع لأنها تصب في صالح المتطرفين، وفي حين انتُقد ترامب في الماضي لعدم وضع حلول سياسية محددة، إلا أن المساعدين أوضحوا أن خطاب الأثنين سيركز مرة أخرى على رؤيته بشأن الحدود. وأشار المساعدون إلى أنه يتوقع أن يلقي خطابات بشأن مزيد من التفاصيل الأسابيع المقبلة.
ويتوقع أن يمضي ترامب وقتا كبيرا في ملاحقة الرئيس باراك أوباما وكلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، ملقيا عليهما اللوم في سن سياسات تسمح بانتشار تنظيم "داعش"، فيما جعل أوباما الانتهاء من بناء الوطن جزءًا أساسيا من جهته في السياسة الخارجية لسنوات، وذكر ميلر الأحد في رسالة إلكترونية أن " السيد ترامب سيطرح رؤيته لهزيمة تنظيم "داعش"، وسيشرح كيف أن سياسات أوباما وكلينتون هي المسؤولة عن انتشار التنظيم البربري الذي أودى بحياة الكثيرين". وفي الأسبوع الماضي القى ترامب خطابا سياسيا اقتصاديا دعا فيه إلى خفض ضرائب الشركات ودحر الأنظمة الاتحادية من خلال سلسلة من التصريحات الاستفزازية بما في ذلك إعلان أن أوباما هو مؤسس تنظيم "داعش".