الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
قال وزير خارجيّة جنوب السّودان الدكتور برنابا مريال بنجامين إنّ الحكومة تمكّنت من السّيطرة على الأوضاع في أعقاب المحاولة الانقلابيّة الفاشلة التي دبّرها الدكتور رياك مشار، الذي كان يشغل منصب نائب الرّئيس في جنوب السّودان
.
وكشف برنابا في لقاء خاص أجراه "العرب اليوم" مساء الاثنين عن اتصالات أجراها قادة بعض الدّول الأفريقية والأوربّيّة للاطمئنان على الموقف، مضيفا أن روساء كينيا ويوغندا وإثيوبيا أجروا اتصالات بالرّئيس سلفاكير ميارديت، مؤكدين له دعمهم ومساندتهم.
كما أجرى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اتصالا للاطمئنان على الأوضاع، وأشاد برنابا بالاتصال الذي أجراه الرئيس السوداني عمر البشير بنظيره سلفاكير ميارديت، ونفى تورّط أيّ جهة خارجية في دعم المحاولة الانقلابية.
وأضاف أن حكومة بلاده ستتعامل بكل حزم مع محاولات نسف الأمن والاستقرار في الدولة الوليدة، وأن من يثبت تورطه في المحاولة سينال الجزاء المناسب، وفي سؤال لـ"العرب اليوم" إن كانت حكومته أجرت اتصالات خارجية لشرح أبعاد ما حدث، خصوصا وأن المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية شخصية لها علاقات خارجية متينة وقوية مع بعض الدوائر، أجاب وزير خارجية جنوب السودان أنه التقى عصر الاثنين بالسفراء المعتمدين في جوبا، وقدم لهم تنويرا عن مجريات الأحداث، وقيام بعض القيادات في الحركة على رأسهم رياك مشار بمحاولة انقلابية على خلفية عزلهم من الحكومة أخيرا، وكشف عن تورط بعض الأسماء والشخصيات في المحاولة لكنهم فضل عدم ذكر الأسماء.
وقال إن هؤلاء يقودهم رياك مشار، مؤكدا أن السلطات ألقت القبض على بعض المتورطين لكنها لم تنجح بعد في القبض على مشار، وأوضح أن السفارة الأميركية في جوبا نفت أن يكون مشار لجأ إليها، كما نفت رئاسة بعثة حفظ السلام الدولية في بلاده أن يكون الرجل احتمى بها، وعاد وزير خارجية جنوب السودان ليؤكد أن محاكمة من تثبت التحريات ضلوعه في التخطيط للانقلاب ستتم وفقا للقانون، وأشار إلى أن تغيير الحكومة يتم فقط عبر الانتخابات والعمل الديمقراطي، أما الانقلابات العسكرية، فلا مكان لها في قاموس جنوب السودان السياسي، كان يجب على مشار ومن معه الانتظار حتى العام 2015م موعد إجراء الانتخابات لتأتي به صناديق الاقتراع إلى سدة الحكم أما أن يدبر لانقلاب فهذا لن نسمح به ولن يقبل به أحد.
وفي سؤال عن عدد ضحايا الاشتباكات المسلحة قال برنابا، سقط 9 ضحايا 7 منهم عسكريين و2 مدنيين، بالإضافة إلى سقوط 100 جريح، واختتم وزير خارجية جنوب السودان حديثه بالتأكيد أن الحياة ستسير بشكل طبيعي، ولن تسمح الحكومة لهؤلاء بعرقلة تنفيذ برامجها، مشيرا إلى أن الرئيس سلفاكير التقى مطولا أعضاء حكومته، وشدّد على الاهتمام بقضايا المواطن.