برلين - جورج كرم
صرحت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل باستخدام كل قوتها لمنع الاتحاد الاوروبي من الانهيار في اعقاب قرار بريطانيا بترك الاتحاد، وقبل محادثات بروكسل حذرت المستشارة بريطانيا انها لن تتمتع بأي امتيازات في أي مفاوضات مستقبلية مع الاتحاد الاوروبي، مشيرة الى انها تتوقع أن بريطانيا ترغب في الحفاظ على علاقتها الوثيقة مع أوروبا بعد تركها، ولكنها اشارت أيضا انها لا يمكن أن تتوقع أعمال تجارية كالمعتاد، وجاء في خطابها يوم الثلاثاء الى البرلمان قبل أن تتوجه الى العاصمة البلجيكية " من يريد أن يترك هذه العائلة لا يمكنه أن يتوقع لمزيد من الامتيازات أو الاحتفاظ بامتيازاته، ونحن سنضمن عدو وجود مفاوضات على أساس مبدأ الانتقاء."
وأضافت ميركل "يجب أن يكون هناك فرق ملحوظ بين أن يرغب البلد في أن يكون عضوا في عائلة الاتحاد الاوروبي أم لا"، مؤكّدة أنه له يكون هناك محادثات مع بريطانيا حول مغادرة الاتحاد الاوروبي حتى تبدأ رسميا بإجراءات المغادرة، وأفادت أن الاتحاد سيتمكن من البقاء على قيد الحياة حتى بعد خروج البريطانيين وسيواصل ضمن السلام والازدهار والاستقرار، واسترسلت " الاتحاد الاوروبي قوي بما يكفي ليتحمل انسحاب بريطانيا، كما انه قوي بما يكفي للدفاع عن نجاح مصالحه في العالم في المستقبل."
وجاء في كلمت ميركل أمام البرلمان أن المانيا تشعر بمدى أهمية وجود الدول ال27 المتبقية في الاتحاد الأوروبي وعلى استعداد وقادرة على اتخاذ الخطوات الصحيحة للمضي قدما معهم، ورحبت بجمع المقترحات التي ساعدت على تقوية الاتحاد الاوروبي ولكنها قالت انه هناك ضرورة لتجنب أي تدابير يمكن أن تشجع الدول الاخرى على الرحيل، وأشارت الى أن الامر يعود لبريطانيا لبدء الخطوات التالية لترك الاتحاد الاوروبي قبل أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية حول علاقتها المستقبلية معه.
وصرح رئيس المفوضية الاوروبي جان كلود يونكر انه حظر أي مفاوضات غير رسمية وسرية على ترك بريطانيا قبل أن تتبع بريطانيا المادة 50 من معاهدة الاتحاد الاوروبي، وتابع في جلسة خاصة للبرلمان الاوروبي " أريد من بريطانيا أن توضح موقفها ليس اليون ولا غدا الساعة التاسعة ولكن قريبا فنحن لن نسمح لأنفسنا بالبقاء فترة طويلة من عدم اليقين." ويمكن لأي بلد خارج الاتحاد الاوروبي ان تنضم للسوق المشتركة اذا قبلت بشروطه مثل النرويج من بينها حريات الناس والسلع والخدمات ورؤوس الأموال.
والتقت ميركل بزعماء فرنسا وايطاليا الإثنين في أعقاب استفتاء الصدمة وقالت أن أكبر ثلاث اقتصاديات في القارة وافقت على نهج مشترك بشأن تصويت بريطانيا، وأملت في أن تجري قمة بروكسل بروح الوحدة، وأضافت أن هدف الاتحاد الأوروبي يكمن في استكمال الاصلاحات في الوقت المناسب للاحتفال بالذكري ال60 لمعاهدة روما لإرساء أسس الاتحاد والتي ستحل في مارس/أذار عام 2017.