كابول ـ أعظم خان
أكدت مصادر أفغانية رسمية مقتل الملا عبد الرؤوف خادم الذي عينه تنظيم "داعش" نائباً لوالي "خراسان" (باكستان وأفغانستان) وذلك بعد انشقاقه عن حركة "طالبان" ومبايعته التنظيم الذي يسعى الى التمدد في المنطقة لمنافسة "القاعدة" والتنظيمات المتشددة المتحالفة معها.
وأعلنت الاستخبارات الأفغانية وقوات الشرطة في ولاية هلمند جنوب أفغانستان امس، ان عبد الرؤوف قتل بغارة شنتها طائرة من دون طيار تابعة للقوات "الأطلسية"، فيما كان يتنقل بسيارة ومعه صهره وأربعة باكستانيين. وأضافت الأجهزة الأمنية ان السيارة المعبأة بالأسلحة والذخائر انفجرت ودمرت بالكامل.
وأكدت قوات "الأطلسي" شن الغارة، نافية علمها مسبقاً بركاب السيارة. وأبلغت مصادر أفغانية ان الغارة وقعت في منطقة كاجوتي وأدت إلى مقتل عبد الرؤوف الملقب "أبو طلحة" وهو سجين سابق في غوانتانامو إطلق سراحه عام 2007 وسلم الى الحكومة الأفغانية، لكنه عاد والتحق بـ "طالبان" التي عينته مسؤولاً عن المناطق الجنوبية في أفغانستان وصولاً إلى مشارف العاصمة كابول.
وسرت أنباء قبل أسابيع، عن انشقاق عبد الرؤوف عن الحركة، وأكد ذلك إعلان "أبو محمد العدناني" الناطق باسم "داعش" تسمية حافظ سعيد خان، أحد قادة "طالبان باكستان"، والياً على منطقة «خراسان» التي تشمل باكستان وأفغانستان، وملا عبد الرؤوف نائباً للوالي، وهو ما تبعه بعد أيام، اشتباك بين مسلحين تابعين للأخير وآخرين من "طالبان" اسفر عن قتل خمسة عناصر تابعة لعبد الرؤوف وأسره شخصياً. غير أن وساطات قبلية، أدت إلى إطلاقه لقاء تعهده بعدم التعرض للحركة.
وكان تقرير للجيش الأميركي كشف عنه موقع "ويكيليكس" عام 2011، افاد بأن عبد الرؤوف ادعى لدى اعتقاله في غوانتانامو بأنه مجرد عامل في "طالبان" مكلف "بتوصيل الخبز"، لكن المحققين اشتبهوا بأنه يلعب دوراً بارزاً في الحركة.
وفي 2011، افادت مجلة "نيوزويك" بأن عبد الرؤوف قاد قوة قتالية مقربة من الملا عمر زعيم "طالبان"، وأنه أصبح لدى عودته إلى أفغانستان في 2007 "حاكم الظل" في ولاية أوروزجان. وقال محققون في غوانتانامو إن عبد الرؤوف أظهر معرفة مفصلة بتجارة الأفيون في أفغانستان.