لندن - سليم كرم
كشف كتاب السيرة الذاتية للرئيس البريطاني السابق توني بلير الذي كتبه "توم باور" بعنوان "Broken Vows: Tony Blair – The Tragedy of Power" والذي نُشر الخميس، عن استبعاد كبار الشخصيات في وزارة الدفاع البريطانية من المناقشات التي سبقت غزو العراق بواسطة رئيس الوزراء حينها توني بلير. كما تم رسم السيناريو الخاص بأن الإدارة المسؤولة عن إرسال القوات البريطانية إلى العمل لن تشارك في المناقشات العليا بواسطة أحد كبار الشخصيات في وزارة الدفاع في ذلك الوقت وهو السير "كيفين تيبت".
واندهش تيبت عندما اكتشف استبعاده من الاجتماعات الصغيرة التي عقدها رئيس الوزراء توني بلير في ذلك الحين. وأفاد الكتاب بأن تيبت استدعى مستشار الشؤون الخارجية لبلير وهو السير ديفيد مانينغ لسؤاله عن كيفية التخطيط لحرب من دون رأس وزارة الدفاع. ويأتي نشر الكتاب قبل نشر التحقيق الذي طال انتظاره في حرب العراق والذى يجري السير جون تشيلكوت، ومن المقرر ارسال التقرير الذي أعلن عنه عام 2009 إلى الحكومة في أبريل/ نيسان، ويتوقع نشره في يونيو/ حزيزان أو يوليو/ تموز.
وسُئل تيبت عن قيود الميزانية خلال الفترة التي سبقت الحرب وقضايا تخطيطية أخرى في التحقيق، ويقدم كتاب "باور" رؤية عن كيفية إجراء بلير للعمل الحكومي مع مجموعة صغيرة في داونينغ ستريت والشعور الشخصي لتيبت بعد استبعاده. وذكر تيبت، "شعرت بالرفض والإحراج والإذلال لأنهم لا يريدوا حضور شخص مثلي". ونقل باور في كتابه قول مانينغ لتيبت، "لا يمكن أن تكون معنا لأننا سنضم فقط الأمناء الدائمين من وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية ونحن لا نريد مشاركة مايكل جاي وهو السكرتير الدائم حينها في وزارة الخارجية وكلير شورت وزيرة التنمية حينها".
وبيّن باور في كتابه أنه من خلال استبعاد رأس وزارة الدفاع أعلن بلير نفسه كصاحب للمشورة المباشرة عن حركة القوات وتوريد المعدات قبل وبعد الغزو، وجاء في الكتاب، "لم يرد رئيس الوزراء حينها أن يسمع عن أي مشاكل أو تفاصيل من تيبت والذي شكى منه رئيس الوزراء باعتباره يتحدث كثيرا، فيما معناه أن تيبت سيمثل تحديًا لبلير، وفضل بلير حينها التحدث مع وزير الدفاع غوف هون عن الحرب أو العقبات التي وضعها المسؤولون في وزارة الدفاع، وأدرك هون حينها أن بلير لم يهتم بمن يكون وزير الدفاع لأن كل شيء يجرى من المركز وهو مكتب داونينغ ستريت".
وأضاف باور في كتابه، "على عكس التعليم أو قطاع الصحة كانت رعاية بلير قليلة لوزارة الدفاع، وفى ظل عدم مناقشة هون لأي تفاصيل أدرك بلير أنه ربما يرفض إمداد الخدمات بالمال الكافي لإنجاز مهامهم وهو ما يؤدي إلى انتهاك حصانة الجيش".