لندن ـ كاتيا حداد
قارن قادة الجيش البريطاني السابقين، تقاعس بريطانيا عن التصدي للازمات في العراق وسورية، بالتهدئة لهتلر وألمانيا النازية في القترة السابقة للحرب العالمية الثانية، وأشار أربعة ضباط مرموقين في القوات المسلحة البريطانية إلى أن تخفيض نفقات الجيش يجعل من بريطانيا ضعيفة أمام دول العالم.
وأعرب الضباط عن قلقهم من خفض ميزانية الدفاع، مؤكدين أنه "لا يمكن لبريطانيا أن تعوض هذا النقص بالمساعدات الخارجية"، وكشف اللورد سير نيجل، أنه "على بريطانيا أن تخبر أعدائها أنها لن تكون ضعيفة عسكريا في حال فشل الحلول الديمقراطية مثلما حدث في فترة الثلاثينات".
وأضاف السير أسينهاى أن "ردودنا ضعيفة تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط، وخصوصًا ليبيا وسورية والعراق، وكذلك في مواجهة تنظيم داعش"، مضيفًا أنه "عام 1938 عندما بدأ هتلر يغزو جميع أنحاء أوروبا وبريطانيا بقيادة رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين، وقعت فرنسا اتفاق ميونيخ مع ألمانيا اعتقادا منها بقدرة ألمانيا على وقف الحرب، إلا أن قوات هتلر غزت تشيكوسلوفاكيا وبولندا في 1939، ما دفع بريطانيا إلى إعلان الحرب على ألمانيا، واندلعت الحرب العالمية الثانية".
وأشار أسينهاي إلى أن تصرفات روسيا اليوم في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وتقدم "داعش" في سورية والعراق، تتشابه بشكل مقلق بين اليوم وفترة الثلاثينات، في حين كشف خطاب موقع من اللورد بويس والسير بيتر سكوير قائد القوات الجوية، عن تشابه غير مريح بين الآن والأعوام التي سبقت الحرب العالمية الثانية.
وكشفت صحيفة جريدة "الميل" الإنجليزية هذا الشهر، عن اتجاه بريطانيا إلى خفض 500 مليون إسترليني من ميزانية الدفاع، بعد إعلان المستشار جورج اوزبورن أنه من الأفضل بدأ التخفيضات حاليا، بينما أوضحت وزارة "الدفاع" أن تخفيض الميزانية لن يؤثر على عمليات الخطوط الأمامية، وسوف يتحقق من تقليص نفقات سفر المستشارين، في حين وصف قائد البحرية السابق هذا القرار بالكارثة، مشيرا إلى ضرورة زيادة ميزانية الدفاع وعدم تخفيضها.
وأضاف السير اسينهاي "نرغب في إعادة بناء القوت المسلحة البريطانية على مستوى عال، بحيث تكون قدوة لمختلف الحلفاء وحتى لا تتراجع قوتنا العسكرية".