إسطبول- سامر موسى
نقلت السلطات التركية السياح من شواطئ في جنوب غربي تركيا، حيث تهدد حرائق الغابات المستعرة الفنادق والمنازل. واستُخدمت سفن خفر السواحل التركية والقوارب الخاصة واليخوت لنقل المصطافين إلى مناطق آمنة، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.
ففي مدينة بودروم، أخليت ثلاثة فنادق من فئة الخمس نجوم، إذ خلفت الحرائق التي اشتعلت منذ الأربعاء ستة قتلى حتى الآن.
وتأكدت وفاة شخصين آخرين السبت، كانا من بين آلاف الأشخاص الذين سارعوا لإخماد ما يقرب من 100 حريق منفصل في المنتجعات والقرى على سواحل البحر المتوسط وبحر إيجة، التي تعد واحدة من المناطق السياحية الرئيسية في تركيا.
وأجبرت حرائق الغابات في جنوبي البلاد المزيد من السكان على الفرار من منازلهم الأحد، مع تزايد الضغط على الحكومة على خلفية استجابتها للحرائق المميتة.
و تعاني تركيا من أسوأ حرائق للغابات منذ عقد تقريبا، بحسب ما تظهره البيانات الرسمية، حيث أتت النيران حتى الآن على مساحة تقارب 95,000 هكتار هذا العام، وفقا لما نقلته فرانس برس.
ومنذ اندلاع الحرائق الأربعاء، قتل ستة أشخاص وتلقى أكثر من 330 شخصاً العناية الطبية.
وأخلي أحد الأحياء في مدينة بودروم السياحية، بحسب ما أفادت قناة سي أن أن التركية، حيث غذت الرياح القوية ألسنة اللهب القادمة من منطقة "ميلاس" المجاورة.
وقالت القناة إن 540 شخصا من سكان المنطقة نقلوا إلى الفنادق بواسطة القوارب لعدم قدرتهم على استخدام الطريق البري.
وأفادت شبكة "أن تي في" بتنفيذ المزيد من عمليات الإخلاء في قرية "سيرتكوي" بمقاطعة أنطاليا، وبثت صوراً لسحب الدخان الرمادية التي تغطي المنازل.
وتظهر الصور التي نشرها رئيس بلدية بودروم على تويتر أن الحرائق ظلت مشتعلة حتى الساعات الأولى من صباح الأحد.
كما نشرت وسائل الإعلام المحلية لقطات مؤثرة تظهر أشخاصا يفرون مع أمتعتهم من المنطقة مع اقتراب النيران من المدينة قادمة من جبل مليء بالغابات. ولم يكن واضحا متى صُورت هذه اللقطات
و قال وزير الزراعة والغابات بكر باك ديميرلي إن 107 حرائق من أصل 112 حريقا تمت السيطرة عليها، لكن الحرائق مستمرة في مناطق العطلات السياحية في أنطاليا وموغلا.
ومن المتوقع أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة في المنطقة بعد تسجيلها مستويات قياسية الشهر الماضي.
فقد سجلت مديرية الأرصاد العامة وصول درجة الحرارة في العشرين من يوليو/ تموز الماضي إلى 49.1 درجة مئوية في بلدة جيزري.
ويتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية في أنطاليا الاثنين.
ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر حجم الدمار مع تحول مناطق الغابات إلى اللون الأسود والدخان ما يزال مرئياً.
وقد زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، بلدة مانافجات، حيث تأكدت خمس حالات وفاة مرتبطة بالحرائق.
وتعهد أردوغان بأن تبذل الحكومة قصارى جهدها لمساعدة مئات الأشخاص المتضررين من الكارثة على العودة إلى حياتهم الطبيعية.
و تعرض الرئيس التركي لهجوم من المعارضة بعد أن أظهر مقطعاً مصوراً أدروغان وهو يرمي أكياس الشاي للمواطنين في المناطق المتضررة بالحرائق.
وفي مقطع آخر، كان أردوغان يرمي الشاي من حافلة للمواطنين الواقفين على جانب الطريق.
وعلق فايق أوزتراك، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض، في تغريدة له على تويتر قال فيها: "شاي! إنه أمر لا يصدق. إن أولئك الذين يفقدون حياءهم، يفقدون قلبهم أيضاً".
ووجه الانتقاد للحكومة أيضاً حول النقص في طائرات مكافحة الحرائق، حيث اضطرت تركيا إلى قبول المساعدة من أذربيجان وإيران وروسيا وأوكرانيا
يحاول المحققون التأكد مما إذا كانت بعض الحرائق قد اندلعت عمدا، وسط تقارير عن اعتقال أحد المشتبه بهم.
ويحذر الخبراء من أن التغير المناخي سيلحق المزيد من الدمار في تركيا، متسبباً بوقوع المزيد من حرائق الغابات إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة المشكلة.
وبحسب أرقام الإتحاد الأوروبي، فإن تركيا تعرضت لـ 133 حريقاً في الغابات حتى الآن في العام 2021 مقارنة بمعدل 43 حريقاً حتى هذا الوقت من العام خلال الفترة من 2008 إلى 2020
قد يهمك ايضا
أبرز الحيل المستخدمة لتنشيط السياحة في المكسيك
سريلانكا تعتزم السماح بعودة السياحة جزئيا لكن بقيود