القاهرة - حسن أحمد
كشفت مساعد وزير التربية والتعليم لشؤون الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، إنجي مشهور، عن اتجاه الوزارة لتطوير منظومة ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحة أنه سيتم عقد اجتماع مع الوزير عاجلًا لحصر المشاكل التي يواجهها جميع الطلاب ذوي الاحتياجات، وأيضًا حصر المشاكل التي يقابلها أولياء الأمور، بالإضافة إلى تفعيل بعض القرارات التي لم تكن مفعلة من قبل.
وأضافت مشهور، في حوار خاص لـ"العرب اليوم"، أن الهدف الحالي للوزارة هو تذليل الصعاب لهؤلاء الطلاب والعمل على تفهم المدارس لحالتهم وتوصيل صوتهم إلى الجميع، قائلة: "إن المشاكل التي تواجههم لا حصر لها، فهى تنقسم وفق الإعاقات فهناك بصرية، سمعية وحركية وكل منهم أمامه مجموعة من المشاكل يجب العمل على حلها لا سيما بعد دمج التكنولوجيا بالتعليم وإدخال بنك المعرفة بها، فهناك طلاب تكون مشاكلهم في المناهج، وطلاب آخرين يوجد لديهم مشاكل في التقديم للمدرسة ، حيث أن هناك مدارس لم توافق على قبولهم ، وبالتالي فنحن بصدد عمل وحدة في كل مدرسة تكون مختصة بإعاقة معينة " .
وأكدت مشهور، أن القوانين المنظمة لطلاب التوحد في مصر وكذلك اختبار الذكاء الذي يجرى لهم في وزارة الصحة والتأمين الصحي لالتحاقهم بالمدرسة غير ملائمين، حيث أن الكثير منهم لديه قصور في اللغة بالإضافة إلى أنهم في حاجة إلى تعديل المناهج الخاصة بهم، متابعة "يوجد لدينا إخصائيين ولكنهم غير كافيين لأن أعداد الإعاقات الملتحقة بالتربية والتعليم تصل إلى 900 ألف حالة أي تقارب من المليون، بينما يصل عدد المصابين بالتوحد في مصر إلى مليون حالة، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى معلمين مدربين ومؤهلين لكي يكونوا حلقة وصل بيننا وبينهم".
ولفتت مشهور، إلى أن الطرق الحالية الخاصة بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة أصبحت تقليدية لا سيما طريقة برايل للمكفوفين، فقد أصبحت قديمة ويجب القضاء عليها مع مرور الوقت، ولا بد من وجود طرق أكثر تقدمًا من ذلك، مضيفةً أن التكنولوجيا أصبحت مرتبطة بالتعليم.
وأشارت مشهور، إلى أن هناك بعض اللوائح والقوانين للإعاقات تعد تعجيزية، مثل إجبار مادة الرسم على طلاب الهيموفيليا، حيث أن هناك مشكلة حقيقية تكمن في وضع قواعد عامة وليس خاصة بكل إعاقة، موضحة أن الهدف هو التعليم والتعلم ومتعته وليس أن يصبح الطالب ذوي الإعاقة عبئًا على الدولة وعلى الأسرة، أو يصبح عاجزًا ويجلس في الديسك فقط، فلا بد من تغيير هذا المفهوم في المجتمع.
وواصلت مشهور، أن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي مهتم كثيرًا بهؤلاء الطلاب، ويعتبر أن لهم الأولوية لا سيما بعد إعلان الدولة أن عام 2018 هو عام ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم أصحاب قدرات متميزة وهناك بعض القرى التي تتعامل معاهم معاملة سيئة، وهناك قرى أخرى تقوم بالتخلص منهم والعمل على موتهم.
وطالبت مشهور بضرورة رفع وعي المجتمع بأهمية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ولوسائل الإعلام المختلفة دور أساسي في ذلك الشأن، قائلةً: "فنحن كان يوجد لدينا شخصيات نابغة من ذوي الاعاقات على رأسهم طه حسين، فهناك إناس لديهم إعاقات سمعية وحركية وبصرية ولكنهم متميزين جدًا، ودورنا في المجتمع هو تذليل الصعاب لهم والعمل على إزاحة الفروق بيننا وبينهم".
وأوضحت مساعد وزير التربية والتعليم لشؤون الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، فإن نسبة المصابون بمرض "طيف التوحد" في مصر تتمثل في 1 لكل 80 مواطنًا أي نحو 900 ألف إلى مليون مواطن مصري أي بداية من الأعراض البسيطة لمرض التوحد وصولًا للأعراض الكبرى لهذا المرض، أما نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر بصفة عامة فتبلغ من 12 إلى 15 مليون مواطن مصري، لتبلغ نسبة المدرجين في العملية التعليمية 900 ألف طالب معاق في جميع المراحل التعليمية.
وبينت مشهور، أنه سيتم تطوير المناهج للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بدايةً من العام المقبل، وأيضًا ستتغير طريقة وضع الامتحانات وشكلها بحسب كل نوع إعاقة.