غزة – محمد حبيب
حذر رئيس اتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في غزة سهيل الهندي، من إقدام الوكالة على تأجيل العام الدراسي المقبل لأربعة أشهر في القطاع، مشيرًا إلى أنّ تأجيل الوكالة للعام الدراسي، وإغلاق عدد كبير من المدارس في قطاع غزة ودمج الطلاب في الفصل الواحد ليصل إلى 50 طالبًا، سيكون له نتائج كارثية على العملية التعليمية.
وأوضح الهندي، في حوار مع "العرب اليوم"، أنّ أي قرار من "الأونروا" لا يراعي ظروف مئات آلاف الطلبة وآلاف الأستاذة والمعلمين؛ سيكون خطوة خطيرة جدًا تنفذ في حق اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، مبرزًا أنّ اكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، ستطالهم تأثيرات كبيرة بسبب تقليصات الوكالة المتوقعة، مشيرًا إلى أنّ الضرر الأكبر سيكون في قطاع التعليم، وأن أكثر من 500 ألف طالب فلسطيني لن يستطيعوا التوجه إلى مدارسهم، كما سيتوقف نحو 22 ألف معلم ومعلمة عن العمل.
وحول اجتماع اللجنة الاستشارية الذي عقد في عمان قبل يومين، وناقش الوضع المالي للوكالة، أبرز أنّ هذا الاجتماع لم يخرج بنتائج، وأن العجز المالي لا زال قائمًا ولا توجد أي وعود لسد هذا العجز، واصفًا الأوضاع بـ"الصعبة والسوداوية"، مؤكدًا أنّ هذه الإجراءات شكل من أشكال الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، مناشدًا الدول المانحة لسداد العجز الذي تعاني منه "الأونروا"؛ لتستطيع تنفيذ مهامها المنوطة بها.
وأشار إلى وجود توجه لدى الوكالة لإجراء تقليصات كبيرة لخدماتها في أماكن عملها الخمسة في غزة والضفة والأردن سوريا ولبنان؛ لدعوى وجود عجز قيمته 101 مليون دولار، موضحًا أنّ التقليصات ستطال جميع الخدمات، سواء التعليم أو الصحة وغيرها من الخدمات المقدمة للاجئين، مبيّنًا: "نحن نعتبر هذه القضية سياسية ومقدمة لإنهاء خدمات "الأونروا"، مردفًا أنّ هذا خط أحمر، ولن نسمح به وفي حال تأجيل العام الدراسي سيكون هناك تعطيل لجميع مرافق "الأونروا".
وطالب الهندي رئاسة "الأونروا" بضرورة تحمل مسؤولياتها وتنفيذ واجبها المهني للحصول على التمويل اللازم لأداء واجباتها تجاه اللاجئين المنكوبين عوضا عن تحميل الأزمة على عاتق اللاجئين وحرمانهم من المساعدات الواجبة لهم في ظل ظروف هي الأسوأ, مطالبا "الأونروا" بالوصول إلى بقية الدول لطلب الدعم لموازنتها, إلى جانب الـ 28 دولة المانحة الأساسية التي تقدم مساعداتها لها, متهمًا إياها بـ"التقصير".
كما طالب بتشكيل لجنة أزمة يشترك فيها إلى جانب رئاسة "الأونروا" اللاجئون في مناطق العمليات الخمس، واتحاد الموظفين العرب في "الأونروا"، واللجان الشعبية للاجئين، على أن تتحرك هذه اللجنة على قاعدة المعرفة بتفاصيل الأزمة للعمل على التواصل مع دول العالم لسد العجز في الموازانة.
وأضاف، أنّ الأونروا غير معذورة في الاستسلام للأزمة وتحميل مجتمع اللاجئين تداعياتها، ومسؤولة عن كل تقصير إداري ومهني ينتج منه عجز في التمويل، وعليها أن تتدارك الأمر قبل انفجار الحالة في اتجاهات شتى، وكشف، عن اتخاذ اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث، خطوات احتجاجية وصفها بـ"القاسية" ضد إجراءات "الأونروا"، ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، من ضمنها الإضراب الكامل عن العمل داخل جميع مؤسسات وكالة الغوث في قطاع غزة.
وأكد الهندي أنهم سيعملون على تعطيل جميع قطاعات الوكالة في قطاع غزة، إذا ما اتخذت إدارتها قرارًا لتأجيل العام الدراسي الجديد، وناشد "الأونروا" بعدم اتخاذ أي قرار يتماشى مع المصالح والخطوات "الإسرائيلية" في تضييق الخناق على اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، والتحكم بحياتهم في صورة مهينة.