لندن - كاتيا حداد
أعلنت ملكة جمال "كاباشي" ومصممة الأزياء الناجحة نيشا كاباشي (30 عاما)، عن تخليها عن حياة الترف التي تعيشها في نيويورك، وتحولها إلى راهبة تعيش على نمط الحياة البدوية في الهند، لتعيش اليوم بلا مال ولا حساب مصرفي أو منزل أو حتى عنوان دام ولا حتى حذاء أو ممتلكات بعد أن تخلت عن كل شيء.
وذكرت كاباشي "كنت أعيش حياة جيدة، ولكنني دائما شعرت أن هناك شيئا مفقودا، أما الآن فانا لا أملك شيئًا، ومع ذلك سعيدة بدرجة لم أكن عليها من قبل" وترعرعت ملكة جمال كاباشي في واكيشاوار، وهي ضاحية راقية في جنوب بومباي مع والدتها مانجاري (55 عاما) ووالدها مانوج (59 عاما) وأخوها روشابا (32 عامًا).
وحصلت نيشا على مكان في معهد الأزياء والتكنولوجيا في نيويورك عندما بلغت 18 عامًا من عمرها، ثم أمضت عامًا في المعهد الدولي لتصميم الأزياء والتسويق في فلورنسا، وسرعان ما تخرجت وحصلت على تدريب في "كيت يبيد"، قبل أن تعرض عليها وظيفة في "جي كرو" للتسويق والمبيعات.
اتسمت حياتها بالترف والرفاهية، فكثيرا ما أكلت في أفضل المطاعم واشترت حقائبها من أغلى الماركات وأشهرها، ووصفت حياتها قائلة "كنت أستيقظ كل صباح واعرف أنني محظوظة لكني لم أكن راضية، كان لدي وظيفة جيدة ومال وأصدقاء ولكن كان لدي شعور دائم بالفراغ"
ونشأت المصممة الناجحة مثل أبيها وأخيها كأتباع لدين جاين (واحدة من الديانات الهندية القديمة)، الذي ينص على اللاعنف وضرورة ضبط النفس للحصول على التحرر والسعادة الحقيقية.
وبدأت نشيا بحضور محاضرات لأبناء ديانتها وقراءة الكتب عنها، فوجدت نفسها تبدأ بالتغير شيئا فشيئا، فتوقفت عن الاهتمام بالماركات العالمية وأصبحت تميل لارتداء ملابس أكثر تواضعا ولا تضع المكياج، وأغلقت كل حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وكلما تقدم تغيرها كلما شعرت بالسعادة أكثر، فتخلت عن مهنتها في جي كرو عام 2010.
وقررت التوجه إلى الهند بدعم من عائلتها لتتلقى المزيد من الدروس التنويرية عن ديانتها في تجربة تصفها "بالمطهرة"، حيث وجدت السلام والسكينة أخيرا، و للتحول إلى راهبة، خضعت نيشا لحفل عمودية يدعى "ديكشا" وقطعت على نفسها خمس وعود، "ألا تؤذي أحدًا وألا تكذب وألا تسرق وتبقى عزباء ولن تمتلك أي شيء"، وهي منذ ذلك الوقت تمضي وقتها في السفر في أنحاء الهند مع 100 راهبة أخرى لتنشر تعاليم دينها.
ويعيش رهبان الدين جاين كالبدو الرحل، فهم ينامون ست ساعات كل ليلة، ويقضون 90 دقيقة في التأمل، بالإضافة إلى 15 دقيقة في دراسة دينهم كل يوم، ويسافرون من مكان لأخر معتمدين على تبرعات الناس من الطعام، ولا يحملون في سفرهم أي ممتلكات إلا عصا وحافظة مياه وأوعية مصنوعة من قشرة اليقطين، بالإضافة إلى فرشاة صغيرة يستخدمونا ليزيلوا أي كائن حي صغير يعترض طريقهم كي لا يتسببوا في مقتله، ويرتدون الملابس البيضاء دائما.