واشنطن ـ العرب اليوم
شارك الإثيوبيون، الأحد، في خامس انتخابات عامة منذ أطاح متمردون بالنظام العسكري عام 1991، حيث توجه نحو 37 مليون ناخب من أصل 96 مليون ، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات بعد ميليس زيناوي المتوفي عام 2012 بعد أن حكم البلاد أكثر من 20 عاما.
وذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن هؤلاء المتمردين الذين أضحوا حكاما في "الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية" يبدون واثقين من إحراز فوز سهل في الانتخابات في ظل انعدام وجود معارضة حقيقية، على أن هذه المعارضة الهشة قد تحجز حفنة من المقاعد في البرلمان المقبل عبر أصوات عدد من الشاكين ضعف الخدمات العامة وارتفاع تكلفة المعيشة على نحو غير مسبوق في تاريخ البلاد.
ورصدت الصحيفة - في تقرير إخباري نشرته عبر موقعها الألكتروني - شكوى أحزاب المعارضة في إثيوبيا وعلى رأسها "الحزب الأزرق" من حملات اعتقال ومنْع التصريح لها بالتظاهر في الأماكن الشهيرة، وتدّخل الحكومة في سير العملية الانتخابية، فيما يقول مراقبون إن قادة المعارضة البارزين بارعون فقط في إطلاق الأقوال ، بينما حزب "الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية" فقط هو القادر على إدارة البلاد.
ونقلت (ساينس مونيتور) عن "بيني بيتروس" رئيس الائتلاف المعارض الرئيسي في إثيوبيا ، قوله إن تدشين ائتلافات قادرة على البقاء على الساحة الانتخابية الإثيوبية المتنوعة الأعراق، مهمة صعبة على نحو يترك المعارضة منشقة وأضعف من أن تواجه حزب الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية الحاكم.
وأضاف بيتروس، أن الأحزاب السياسية، في هذا البلد الذي يحتضن أكثر من 80 جماعة عرقية، منقسمة بشكل كبير بين أصوات تنادي ببرنامج وطني على جانب، وأصوات ترتكز على قاعدة عرقية على الجانب الآخر.
جدير بالذكر أن حزب "الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية" الحاكم هو عبارة عن ائتلاف عرقي، كما أن الهيكل الفيدرالي الذي بناه الحزب ينادي بالحفاظ على حقوق الأقليات.
ونقلت (مونيتور) عن إرميا أبيبي، الباحث في العلوم السياسية بجامعة أديس أبابا، القول إن الحكومة الراهنة، على عكس سابقتها، تعتدل في استخدام القوة إزاء التظاهرات التي يحشد لها نشطاء معارضون احتجاجا على ارتفاع معدلات التضخم ، فعلى الرغم مما أحرزته البلاد من ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة سجلت 10 بالمائة على مدار السنوات العشر الماضية، إلا أن معدلات الفقر في إثيوبيا لا تزال مرتفعة.
وعزت الصحيفة احتفاظ حزب "الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية" الحاكم بشعبية جارفة في البلاد لما حققه الحزب من آثار لا تخطئها العين الشعبية ، لا سيما في المناطق الريفية ، بالإضافة إلى إنجازه مشاريع انتقالية في البنية التحتية كخطوط السكك الحديدية والسدود المولدة للطاقة الكهرومائية ، التي تمت غالبا بمساعدة صينية ، فضلا عن إنجازه نتائج ملموسة على أصعدة قطاعات الصحة والتعليم والزراعة، والتي تم معظمها بفضل مانحين غربيين ، كما مدت الحكومة يدها لأهل الحضر بدعم مشروعات لتدريب الشباب العاطل ومساعدتهم في عمل مشروعات صغيرة.
وتشير التوقعات إلى تجديد ولاية رئيس الوزراء مريم ديسالين ، ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية خلال بضعة أيام ، في حين لن تعلن النتيجة النهائية قبل الشهر المقبل.