الذهب الوردي

يعتبر الذهب الوردي رائجًا جدًا الآن، ولكن الكولومبيين القدماء أيضا أعطوا قيمة لهذا اللون. وقد وجد الباحثون أن شعب ناهوانغ الكولومبي، الذي عاش خلال الألفية الأولى بعد الميلاد، كانوا قادرين على جعل الذهب غير النقي يبدو قيمًا أكثر، وكثيرا ما عمدوا على صقل منتجاتهم الذهبية للوصول إلى درجات الألوان الوردية والبرتقالية تحتها -لابتكار المجوهرات العصرية من الذهب الوردي.

ودرس باحثون من متحف الذهب في بوغوتا، كولومبيا، 44 قطعة أثرية معدنية وردية من إرث ناهوانج. ولا يعرف سوى القليل جدا عن مجتمع سلسلة جبال سييرا نيفادا دي سانتا مارتا، بالقرب من ساحل كولومبيا في كولومبيا، والتي ازدهرت بين 100 و 1000 ميلادية.

واستنادا إلى القطع الأثرية التي اكتشفت، يعتقد الخبراء أنهم من عمال المعادن المهرة، وفحص فريق متحف الذهب المعلقات والقلائد والأقراط والأحزمة والأساور وغيرها من الاكتشافات لمعرفة المزيد. وهناك، وجدوا أدلة على عملية تنقية ومن ثم صقل مما أدى إلى ظهور الذهب الوردي، وقال عالم الآثار ماركوس مارتينون توريس، عالم الآثار في كلية لندن الجامعية ومؤلف مشارك في الدراسة: إنّ "ال غريب في العثور على هذه المجوهرات هنا في كولومبيا هو أن منطقة الأنديز كلها تشتهر تاريخيا بإتقان تقنية الطلاء بالذهب.

وهذا هو ما جعل المعادن أكثر ذهبية مما ينبغي أن تكون وفقا لتدريبها، هذه النتيجة تتحدى توقعاتنا أنه كلما كان الذهب أنقى أكثر كلما كان ذلك أفضل. بالنسبة لشعب ناهوانج، الأمور ليست بهذه البساطة. الذهب الوردي، والمعروف أيضا باسم الذهب الأحمر، ويحصل على لونه من خلط الذهب مع النحاس. ومن شأن هذا تقليل تكاليف الإنتاج مقارنة بالأشكال الأنقى من الذهب".

وابتكر الصائغي الأنديين عملية تسمى استخراج الذهب والتي سمحت لهم، من خلال مزيج من الأكسدة والصقل، استخراج الذهب إلى السطح. وهذا من شأنه أن يجعل المجوهرات تبدو أكثر نقاء مما كان عليه في الواقع. وفي حالة المجوهرات من الذهب الوردي، عمدا الحرفيين على صقل هذه الطبقة الذهبية للكشف عن محتوى النحاس الموجود تحتها. ونشرت النتائج الكاملة في مجلة "Antiquity".