ميلانو - ريتا مهنا
تعتبر "ممفيس"، مجموعة التصميم والهندسة المعمارية الإيطالية التي تأسست في ميلانو من قبل المصمم الايطالي العالمي إيتور سوتساس في عام 1981 والتي صممت الأثاث والأقمشة والسيراميك والزجاج والأجسام المعدنية ما بعد الحداثة من عام 1981 إلى 1987، جاء أسلوب تصميم مجموعة ممفيس لا لبس فيه، فقد قاموا بتجميع صفوف مائلة من شرائح بلاستيكية رخيصة وسموها رفوف مكتبية، صُممت المجموعة - التي يقودها المؤسس إيتوري سوتساس – مشغولة بالأشكال الهندسية التي جعلت أرجل الطاولة كبيرة، مع انسجام الخطوط السوداء والبيضاء تمامًا مع دوائر باللون الليموني والأصفر.
وانتشر التصادم والتعارض المميز بين النماذج المشغولة والمواد الاصطناعية في كل جانب من جوانب الثقافة الشعبية، على مدار الثمانينيات من القرن العشرين، وعملت مجموعة ممفيس في كثير من الأحيان على دمج صفح من البلاستيك مع تصميم رائع يضم زخرفة ملونة وأشكال غير متناظرة، وأحيانا إشارة تعسفية إلى أنماط غريبة، ولم تكن ممفيس حالة عابرة، بل تتويجا لمهمة رجل واحد عمل على مدى عقود من أجل خلق نهج أكثر روحانية في مجال التصميم، يقول كريستيان لارسن، أمين مجموعة ميت بريور، إنّ "الهدف الرئيسي لمجموعة ممفيس هو خلق أشياء ذات مستوى عاطفي".
وسافر سوتساس، في عام 1961، إلى الهند واعاد تنظيم رؤيته العالمية، كان هناك خط واضح يمكن رسمه بين أسلوب ممفيس والهندسة المعمارية في جنوب الهند، لم تخترق رؤية سوتساس ما بعد الحداثة الثقافة الشعبية حتى ثمانينيات القرن الماضي، في عام 1981، بعد أن وصل لمفترق طرق مع مجموعة تصميم إيطالية متطرفة أخرى، ستوديو الشيميا، التي أسسها صديقه والمنافس اليساندرو منديني، جمع سوتساس مجموعة من المصممين الشباب الذين أصبحوا من نجوم المستقبل، من بينهم ميشيل دي لوشي، شيرو كوراماتا، هانز هولين، ومايكل جريفز، وكان فريقه الجديد لديه حساسية وروح "فنان الروك اند رول"، وصدم عالم التصميم عندما عُرضت ممفيس أول مجموعة من الساعات والمصابيح والطاولات والتلفزيونات في معرض الأثاث السنوي في ميلان، صالون ديل موبيل،
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنها مجموعة عاطفية ومغرية لا يمكن إنكارها، كانت تروع البعض وتسعد الآخرين ولكن تضع الجميع الذين يحضرون المعرض في حالة من الإثارة العالية"، ومع تجمهر الحشود خارج المعرض في قائمة الانتظار لرؤية المعرض والأعمال، اعتقد سوتساس أن قنبلة قد انفجرت، ومن أجل مجتمع مزدهر يستعد لاحتضان الفن الجمالي الراقي، وجد سوتساس أخيرا الجمهور المناسب، "كان الناس متعطشين للألوان" يقول مارك بيندا من فريدمان بيندا، وهو معرض بمنهاتن يعرض عمل سوتساس منذ عام 2003، في حين انتصر معرض ممفيس ثقافيًا، ألا أن أسعاره العالية وأشكاله غير العملية فشلت تجاريًا"، وقال المصمم ماركو زانيني، في عام 1989، "مقارنة بالحدث نفسه، كان حجم مبيعات ممفيس ضئيل، كان أبسط شيء هو الخروج منه وإغلاقه"، غادر سوتساس المجموعة في عام 1985، وحلت رسميًا في عام 1988.
بيد أن سوتساس استمر في نجاحه، قبل وفاته في عام 2007، قام مستشاره في مجال التصميم، سوتساس أسوسيتي، باستكمال عددا من المشاريع المعمارية الملونة ما بعد الحداثة، وكره فكرة تخليده لممفيس في الأعمال الجديدة، وقال إنّ "ممفيس ظاهرة نشأت بسبب الضروريات الثقافية والسياسية التي لم تبقي الآن، ولكن تأثير المجموعة لا نزال نشعر به اليوم"، أما بالنسبة للأجيال التالية، فقد مكّن سوتساس المصممين الشباب من فهم النهج العاطفي الذي يخلق تصميمًا إبداعياً.