دمشق ـ سليم الفارا
بعد أن أطربت العالم، اعتلت القدود الحلبية المنصات العالمية، الأربعاء، عندما أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بلائحة التراث الإنساني الثقافي.جاء الإعلان خلال اجتماع الدورة السادسة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي في فرنسا والمنعقد عبر الإنترنت من 13 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول.واعتبرت وزارة الثقافة السورية أن هذا الإعلان يضيف إلى التراث الإنساني العالمي جزءا من ثقافة وتراث المجتمع السوري العريق وأنه خطوة إضافية لحماية وصون الهوية الوطنية، وقالت في بيان: "القدود الحلبية مرآة لعمق وأصالة الهوية الفنية السورية".والقدود الحلبية نوع من الفنون الموسيقية السورية التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم، وهي عبارة عن منظومات غنائية بنيت على ما يعرف بالقد، أي على قدر أغنية شائعة.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء السورية (سانا) قال نقيب الفنانين في حلب عبد الحليم حريري إن تسجيل القدود الحلبية على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني هو "تأكيد على إبداع وأصالة هذا التراث الذي ولد في سوريا ويسهم في ديمومتها على مر الزمن".وأعرب الفنان أحمد خيري عن فخره بهذه الخطوة موجها التحية لروح المطرب السوري الراحل صباح فخري "الذي يعد علامة فارقة وقيمة فنية كبيرة أطرت الغناء العربي والقوالب الغنائية من القدود والموشحات والأدوار وأعطاها الحالة العالمية وحافظ عليها من الاندثار من خلال ما قدمه من كلمات ومؤلفات صدّرت اللون الحلبي للعالم".وقال الفنان السوري فؤاد ماهر إن تسجيل القدود الحلبية على قائمة التراث الإنساني جاء "نتيجة إخلاص المطربين والموسيقيين في مدينة حلب الذين طوروا بعض الكلمات في القدود وساهموا في نشر هذا التراث والفلكلور السوري حول العالم مع المحافظة على القالب اللحني للقد".
وأما الناقد الموسيقي طارق بصمه جي فقال: "حلب تحوي موروثا ثقافيا لا ينضب ولا سيما أن أوابد حلب التاريخية دخلت قائمة اليونسكو عام 1986، وها هو تراثها اللامادي يدخل اليوم ضمن التصنيف العالمي، لترسم به طيفا ثقافيا جديدا ينير مسيرة بريقها الفكري والأدبي".وتنتشر في حلب معاهد ذات صلة بهذا النوع من الغناء والإنشاد، وتشهد إقبالا كثيفا، وفيها يتبارز الطلاب لإثبات قدرتهم على أداء العُرب الفنية الصعبة من الموشحات والقدود والأغاني الشعبية والمواويل والثنائيات.وينتشر هذا النوع من الفنون في حلب المدينة التي لم تنقطع عن استقطاب التلاميذ من مختلف الأعمار حتى في زمن ارتفاع إيقاع الحرب واشتداد وتيرته وقطعه ما تبقى من أوتار فنية.وتنتشر القدود الحلبية في العديد من المدن السورية، وحلب هي موطنها الأصلي.
قد يهمـــــــــك ايضا :
الوسط الفنّي العربي ينعى صباح فخري ويعتبر رحيله خسارة لا تُعوّض للطرب الشرقيّ الأصيل